بشاير فاهوم- جيوسي، ربة منزل وام لفتاتين، مهنتها الأساسية هي المحاماة، كما تشغل مناصب عديدة منها رئيسة لجنة المراقبة في جامعة حيفا رئيسة مشاركة لإدارة مبادرات صندوق إبراهيم وعضو لجنة الإدارة في لوبي النساء في إسرائيل، كما شغلت سابقا مناصب رفيعة أيضا شانها شأن عدة نساء في المجتمع الفلسطيني في الداخل، شققن طريقهن نحو النجاح وسط تمييز صارخ ضد المرأة بسبب جنسها وضد المرأة بسبب انتمائها القومي، الفلسطيني العربي داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يميز ضد كل ما هو غير يهودي ويحاول ويتعمد تهميش العربي والتحريض عليه وضده وخاصة المرأة العربية، مما يتطلب منها جهدا مضاعفا واجتهاد ومثابرة للوصول الى مبتغاها وأهدافها النبيلة.

جيوسي رفضت الاستسلام والقبول بالواقع المرير التي تعيشه المرأة الفلسطينية في الداخل وصممت على الوصول والنجاح في مهنتها وداخل عائلتها ومجتمعها وامام المجتمع الإسرائيلي كما وصممت بشكل مستمر على ترك بصمتها الإيجابية في كافة المناصب الصعبة والرفيعة والشاقة التي شغلتها على مدار سنوات، قالت ل"بكرا": بداية عينت في عام 2005 كعضو مجلس إدارة في جامعة حيفا وعضو مجلس أمناء، وشغلت هذه المنصب لثلاثة فترات، وهو الحد الأقصى والمسوح به لإشغال أي شخص منصب عضو مجلس إدارة، بعد ذلك تم تعيين كرئيسة لجنة المراقبة في الجامعة التي تعين من قبل مجلس الأمناء، وهي مسؤولة عن فحص الحكم العادل والرشيد في الجامعة.

وتابعت: مهنتي الأساسية هي محامية وبطبيعة الأحوال من الصعب ان يعمل أي شخص على اثبات نفسه وقدراته وسط منافسة كبيرة جدا، وعندما يدور الحديث عن امرأة فأن الصعوبة تصبح مضاعفة، حيث واجهت في البداية صعوبات لأنه ليس من المفهوم ضمنا ان تتولى امرأة محامية قضايا شركة معينة، لذلك وجب علي دائما ان اتميز واتفوق وان اثبت جدارتي بامتياز حتى احصل على ثقة الموكلين، خاصة لأنني امرأة، واعتقد ان هذه الصعوبة تواجهها نساء اخريات عربيات في مجالات أخرى أيضا.

المرأة العربية داخل الدولة تتميز ويوجد لديها قدرات هائلة ورائعة

وأشارت جيوسي ل"بكرا": من ناحية أخرى عندما بدأت بإثبات نفسي، تفاءلت كثيرا ووضعت رجلي على اول الطريق خاصة وانني كنت متمكنة في مهنتي، وأصبحت عضو لجنة المراقبة في ميناء حيفا وبعدها أصبحت رئيسة لجنة المراقبة في ميناء حيفا، وهو من اصعب المناصب الموجودة، حيث ان ميناء حيفا تعتبر شركة حكومية صعبة جدا. الا ان المثابرة النسائية والاجندة التي وضعتها امامي هي ما اوصلتني الى اهدافي، وانا اعتقد ان المرأة العربية داخل الدولة تتميز ويوجد لديها قدرات هائلة ورائعة حيث اننا نسمع الكثير من قصص النجاح للمرأة العربية، كما انه لدينا نساء اكاديميات ونسبة كبيرة في الدراسات العليا وهو امر رائع مما يؤكد ان النساء لديهن القدرة بالحصول على شهادات، وبنفس الوقت العمل على مهنتها ومستقبلها والحفاظ على عائلاتها، حيث ان المجتمع وضع المرأة داخل محيط معين وتوقع منها الكثير مما يتطلب القدرة على ترتيب الوقت وخاصة للنساء العربية الموجودات داخل حلقات مركبة من التمييز داخل مجتمعها، كونها عربية فلسطينية وامرأة أيضا، وهنا يتطلب من المرأة العربية أن تثبت نفسها امام عائلتها وامام مجتمعها واما المجتمع الإسرائيلي الذي يميز ضدها، مما يحث المرأة العربية على التميز في النشاطات والاهداف العالية مقارنة بالمجتمع الإسرائيلي عامة علما ان التحديات تصبح اكبر واصعب، لذلك يجب على المرأة الحفاظ على خط واحد من القدرات والمثابرة.

وعن طموحاتها مستقبلا قالت: في الفترة القريبة سأركز على نجاحي المهني لأنني احب المحاماة ولكن بذات الوقت اريد ان اعمل لصالح مجتمعي وان اعمل على تحسين مكانة المجتمع الفلسطيني وان نوقف التمييز العنصري والتحريض وان اعزز مكانة المرأة الفلسطينية في إسرائيل وان يكون لي مساهمة بسيطة في المواضيع المجتمعية العامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]