قبل عدت سنوات، بدأ المهندس الزراعي مصطفى عمرو يدرس إنشاء سفينة في اليابسة عند أعلى قمة موجودة بمدينة دورا إلى الجنوب الغربي من محافظة الخليل، في فكرة أدنى ما قد توصف به بأنها ضرب من الجنون.

في حديقة أقيمت على دونم ونصف الدونم تقريبا، أمام مقام نبي الله نوح في دورا؛ مساحة ليحقق فيها عمرو حلمه بإقامة السفينة التي تجسد الرواية الدينية لنبي الله نوح.

يقول عمرو: "كان لنا الشرف في مدينة دورا أن نحتضن مقام سيدنا نوح عليه السلام، ومن باب الاحترام والتقدير والتقديس للنبي صاحب الرسالة؛ جاءت فكرة تدشين سفينة نوح لكي نظهر قصة صاحبها بإسقاطات فنية وجمالية وسياحية ودينية، كون هذا المقام يشكل قبلة للسياح من الدول الإسلامية، مثل الباكستان، وجنوب افريقيا، والهند، وماليزيا، والعديد من الدول".

شطط وجنون 

الفكرة قوبلت مجتمعياً بادئ الأمر باستغراب أعقبه رفض، واتهم من قبل كثيرين بالشطط والجنون، لغرابة الفكرة وصعوبة تحقيقها، إلا أن بلدية دورا التي يعمل ضمن طاقمها كرئيس لقسم البستنة، رحبت بالفكرة منذ اللحظة الأولى لعرضها عليها، إلا أن "الضائقة المادية" وضعت المخطط على قائمة انتظار توفر الشركاء.

أمين الدراويش أحد الفنيين الذين أوكلت لهم مهمة صناعة مجسم مصغر للسفينة، وهو من الأشخاص الذين سيساهمون بإنتاجها بصفتها النهائية، ابدى حماسة كبيرة للفكرة كون أن صناعة سفينة بهذا الحجم سيتم لأول مرة في الأراضي الفلسطينية.

يقول الدراويش، "ما هو مطلوب للإنتاج بسيط ولن يكون صعب التحقيق، حجم السفينة على الأرض سيختلف قليلا عما هو على الورق بفارق أمتار قليلة، وهذا مرهون بالشكل النهائي الذي نتطلع لتحقيقه، ليكون مطابقا لما ورد من أوصاف لسفينة نوح في الروايات الدينية والتاريخية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]