ثلاثة أشهر مضت على "الحرب" التي شنتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على صناعة الفحم في بلدة يعبد جنوب جنين، وقصمت ظهر تلك الصناعة، وتركت نحو 1500 عامل بلا عمل في ظل حلول غير عملية مراوغة ووعود لم تنفذ.

فمنذ ذلك الوقت، أطنان من معدات جمع الحطب وصناعة الفحم صادرتها سلطات الاحتلال بعد أن أبلغت من يعملون في تلك المهنة بضرورة وقف عملهم فورًا.

مماطلة الاحتلال

مدير بلدية يعبد ومنسق ملف معامل الفحم يوسف عطاطرة يقول إن اجتماعًا ضم عاملين وضباطًا من الارتباط الفلسطيني وسلطات الاحتلال أفضى إلى وعودٍ بإيجاد حلول لإنتاج الفحم بطريقة لصالح حماية البيئة، لكن ذلك لم يُنفذ حتى اللحظة.

ويضيف عطاطرة لوكالة "صفا"، "تم التوافق على استيراد أفران ذات مواصفات عالمية ولم يحدث ذلك حتى اليوم".

ويعتقد مدير البلدية أن ادعاء الاحتلال بانبعاث موادٍ كيماوية من معامل الفحم غير صحيح على الإطلاق؛ "فحرق أخشاب الأشجار يتم بطريقة طبيعية ولا ينبعث منها سوى الأدخنة ولا يتأثر منها سوى العاملين في تلك الصناعة".

وتضمن ذلك الاجتماع نقاش نسب انبعاثات الأدخنة من حرق الفحم والأخشاب، لكن هؤلاء العاملين بانتظار الإجابة عليها من سلطات الاحتلال، حيث يرى أولئك أن "المماطلة في الإجابة تهدف إلى إيقاف عملهم بشكلٍ نهائي واختلاق الذرائع".

ويعمد الجيش الإسرائيلي إلى مصادرة حمولة شاحنات الفحم على الرغم من أنها تنقل محتوياتها إلى الأسواق الإسرائيلية.

حلول غير عملية

لكن إنشاء تلك الأفران المقترحة تكلف مبالغ ماليةً طائلة تفوق قدرة شرائها، حيث تبلغ قيمة إنشاء فرن مخصص لحرق الأخشاب نحو 300 ألف شيكل، وفقًا لممثل أصحاب المعامل وتاجر الفحم كايد أبو بكر.

ويفترض أبو بكر تطبيق فكرة إنشاء فرن وتشغيله سيقضي بالمقابل على عمل نحو 1500 عامل يعملون في تلك المعامل، على اعتبار أن تلك الأفران ستُدار بعدد قليل من العاملين.

واليوم، لا يستطيع بكر وأقرانه في المهنة إشعال النار مجددًا في معاملهم، وإلا فمصادرة معداتهم وفحمهم سيكون أول ما سيواجهونه.

ويلفت إلى أنه وفي أواخر العام 2014 وبمبادرة من رؤيا العالمية وUNDP تم طرح بديل لإنتاج الفحم صديق البيئة واستخدموا طريقة "آدم رتر" لإنتاج الفحم، وهي تجربة من جنوب أفريقيا، "وقمنا كعمال الفحم وأصحاب المشاحر بطرح طريقة البركسات المغلقة، حيث تم العمل بها واستخدمنا القش والتراب، ولكن الاحتلال لا يريد ذلك".

ويضيف "كما وعد الاحتلال خلال جلستنا مع الارتباط الفلسطيني بأن يوجد عمل للعمال العاطلين عن العمل في أراضي الـ48 إضافة إلى إزالة الرفض الأمني عن أي منهم إن وجد، وقام العمال برفع تلك القوائم للارتباط الفلسطيني وحتى اللحظة لم يتم تنفيذ أي من تلك الوعود لا بإزالة الرفض الأمني ولا حتى إصدار تصاريح".

ويعتبر أبو بكر ذلك "التفافًا على حق الفلسطيني في العيش بكرامة، وتملصا من الاحتلال، وطريقة ملتفة لكي يظهر بأنه حريص على تشغيل الأيدي العاطلة عن العمل".

وحصلت "صفا" على الصور الأولى لتشغيل الفرن التجريبي لأول مرة أمس الأول (الأحد 29 يناير)، وسط تشكيك بجدواه من أصحاب المشاحر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]