قال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي في افتتاح المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في العاصمة الإيرانية طهران إن أي شعبٍ لم يواجه على مرّ التاريخ ما يواجهه الشعب الفلسطيني.

وأضاف خامنئي أنّ فلسطين لا زالت تمثل عنواناً ينبغي أن يكون محوراً لوحدة كل الدول الإسلامية، مشدداً على أنه لا يجب إهمال الدعم السياسي للشعب الفلسطيني لأهمّيته الخاصة في العالم.
ولفت المرشد الإيراني إلى أنّ الأجواء العالميّة تتجه شيئاً فشيئاً نحو التصدّي لممارسات إسرائيل اللاإنسانية واللاقانونية.

واعتبر خامنئي أنّ الانتفاضة الثالثة مظلومة أكثر من الانتفاضتين السابقتين، مشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني يتحمّل بمفرده الأعباء الثقيلة بمواجهة الصهيونية.

وأكد خامنئي أنّ الكيان الإسرائيلي لا يمكنه الاستمرار على أنقاض الهوية الفلسطينية ووجودها.

وذكّر خامنئي أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران أكدت منذ البداية خطأ الأساليب الاستسلامية ونبّهت إلى آثارها الضارّة، ورأى أنّ مشكلة مشروع الاستستلام لا تقتصر على تنازله عن حق شعب ومنح الشرعية للكيان الغاصب.

وقال خامنئي إنّ نموذج المقاومة البطولية المستمرّة للانتفاضة المقدّسة أتى بمكتسبات عظيمة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّ المقاومة أبقت القضية الفلسطينية حيّة ونجحت بفرض حرب استنزافية على العدو وإفشال مخططه.

وتابع خامنئي "دعم المقاومة واجبنا جميعاً" متمنّياً على فصائل المقاومة الفلسطينية أن تعرف قدر مكانتها القيّمة وأن لا تنشغل بالخلافات، وقال "المشكلة تبدأ عندما تتحول الاختلافات بين الفصائل الفلسطينية المتعددة إلى نزاع واشتباك".

وأكد خامنئي أنّ موقف إيران من المقاومة هو موقف مبدئي ولا علاقة له بجماعة معيّنة، واصفاً الشعب الفلسطيني بأنه هو القائد الحقيقي للكفاح المستمرّ، وتابع " من الجدير أن تُقدّر عالياً كل الفصائل الفلسطينية، مثل سرايا القدس من حركة الجهاد الإسلامية وكتائب عز الدين القسّام من حماس وكتائب شهداء الأقصى من فتح وكتائب أبي علي مصطفى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كانت لها جميعاً دور قيّمٌ في الحروب.

وأضاف خامنئي أنّ المقاومة اليوم تواجه مؤامرة أخرى في فلسطين "تتمثل في سعي المتلبّسين بثياب الأصدقاء لحرف مسار المقاومة"، آملاً أن يشكل الملتقى في العاصمة الإيرانية نموذجاً لكل المسلمين وشعوب المنطقة لاحتواء الخلافات.

وأشار المرشد الإيراني إلى أنّ تحرير جنوب لبنان وتحرير غزّة استطاعا تغيير مسار التوسّع الجغرافي الصهيوني إلى العكس ليبدأ "التراجع بالخروج الذليل من جنوب لبنان واستمرّ بخروج ذليل آخر من غزّة"، مضيفاً أنه "لا أحد يسطتيع إنكار الدور الأساسي والحاسم للمقاومة في الانتفاضة الأولى ودور المقاومة في الانتفاضة الثانية".

وذكّر خامنئي بحرب تمّوز/ يوليو 2006 في جنوب لبنان والحروب التي شنّتها إسرائيل في السنوات الأخيرة على غزّة قائلاً "إنّ حرب الـ33 يوماً في لبنان وحرب الـ8 أيام وحرب الـ51 يوماً في غزة كلّها تمثل صفحات مشرقة في ملف المقاومة تبعث على الفخر واعتزاز كل شعوب المنطقة والعالم الإسلامي وكل إنسان تائق إلى الحرّية في أرجاء المعمورة".

المصدر: الميادين

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]