أثبتت دراسة جديدة أنه في حال أخطأ شخص ما في اسمك، فذلك يدل في الواقع على أنه يعشقك، عكس ما قد تتصوره.

"سوسو، ميكي، لولي!" كم مرةً أخطأ أحد والديك في مناداتك باسمك، ونادوك باسم واحد من إخوتك أو اسم قطتكم المدللة، واستغرق منه الأمر بضعة ثوانٍ قبل أن يتذكر اسمك؟ لقد كان أمراً محبطاً بلا شك.

وعلى الأرجح، تخطئ أنت، أيضاً، أحياناً، في ذكر اسم أحد أصدقائك، وفي أسوأ الحالات تختلط عليك الأمور عند مناداة حبيبك أو حبيبتك. في الحقيقة، أغلبنا تعرض لهذا الموقف المحرج.

وقام مجموعة من الباحثين الأميركيين بدراسة شملت نحو 1700 شخص، وجهت لهم أسئلة حول الخلط بين أسماء الأشخاص، وحاول الباحثون تبيُّن الأسماء التي دائماً ما يخطئون في ذكرها والأسماء الحقيقية لأولئك الأشخاص والعلاقات التي تجمعهم بهم، سواء تعلق الأمر بشخص مقرب أو اسم الحيوان المدلل.

وفي ضوء هذه الدراسة، اكتشف الباحثون أن مخاطبة الأشخاص بغير أسمائهم هي ظاهرة مشتركة بين جميع الفئات والأعمار، وهي بكل تأكيد ليست مؤشراً على التقدم في العمر أو تدهور القدرات الذهنية.

على سبيل المثال، فإن الأم عادةً ما تنادي طفلها باسم ثانٍ، يكون في الواقع اسم أحد أبنائها الآخرين.

لذلك، يمكن الجزم بأن هذا الخلط في الأسماء يقع داخل الدائرة الاجتماعية نفسها، أي دائرة أفراد العائلة أو دائرة الأصدقاء أو دائرة الزملاء في العمل. ومن ثم، عندما تخطئ مثلاً في مناداة صديقك سليم وتناديه كريم، فهذا يعني أن كلا الشخصين ينتمي إلى دائرة الأصدقاء نفسها.

وفسر الباحثون هذه الظاهرة بأن الخطأ يحصل لأننا نخزن المعلومات حول الأشخاص الذين هم حولنا داخل شبكات دلالية ذهنية، تقوم أيضاً بتخزين المعلومات المتعلقة بكل شخص وعندما نحاول تذكر شيء ما، فإن هذه الوحدات الموجودة في الشبكة الدلالية بالدماغ يتم تفعيلها فنتمكن من تذكُّره.

ومن خلال عملية تسمى spreading activation، فإن معلومات أخرى متعلقة بذلك الأمر المراد تذكُّره يتم تفعيلها، وقد تصل معلومات خاطئة إلى الدماغ، مثل اسم شخص ثانٍ، فننادي صديقنا بغير اسمه.

المصدر: (هافينغتون)
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]