"أريد من هذا الذي نفّذ عملية السطو على موظفتي فرع "سوبر فارم" أن يضع عينهُ أمام عيني ويجبني على سؤالي- لو كانت أمك أو اختك في مكان تلك الموظفتين، وعلمت أنني أنا نادر الحنيني كنت في المكان ولم أساعدهما ما كنت ستقول عني؟- كيف لي، أو لأي عربي، أو حتى لأي إنسان أن يرى محاولة سرقة أموال من فتاتين والاعتداء عليهما ويسمع صراخهما ولا يهم لمساعدتهما؟ سواء أكان يعرفهما أو لا! – هذا ما قاله في حديث خاص لـ"بـُكرا"، الحاج نادر الحنيني صاحب ملحمة ومطعم الحنيني في يافة الناصرة، المحل الذي تعرض لإطلاق نار مكثف في الأسبوع الأخير.

خلفية القصة
تعود خلفية القضية، لعملية سطو على موظفتي "سوبر فارم" يافة الناصرة يوم الاثنين الماضي من قبل شابين، وخلال محاولة سرقة الأموال والاعتداء على الفتاتين أمام فرع "سوبر فارم" هرع نادر حنيني صاحب المحل المجاور وبعض المارة إلى المكان ومنعوا عملية السرقة، فهرب أحد لصُ وسقط آخر عن الدراجة النارية، ولحمايته من الأهالي وغضبهم، أدخله الحنيني إلى محله إلى أن وصلت الشرطة بعد دقائق قليلة واعتقلته، ومنذ ذلك الحين، تعرض محل الحنيني لإطلاق نار أكثر من مرة ولإلقاء قنبلة صوت، وفي آخر مرة اطلقت النيران على المحل خلال تواجد الزبائن فيه فأصيب 4 أشخاص، بينهم أبناء صاحب المحل.

حمى اللص من غضب الأهالي، وسلمه للشرطة، فهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان؟  .. يبدو أنه في عصرنا حتى هذه القيمة انهارت

يقول نادر الحنيني لـ"بـُكرا": ما فعلته هو أمر طبيعي وعادي، وأي شخص مكاني كان سيفعله، سمعت صراخ الفتاتين، فهرعت لمساعدتها، ومنعت عملية السرقة أن تتم، ولكني حميت اللص من الأهالي قبل وصول الشرطة، التي وصلت خلال دقائق معدودة حيث كان طاقم الـ"سوبر فارم" قد ابلغها فورًا، وحقيقةً لو أننا نعيش بمكان بلا قوانين، كنت سأمسك اللص وأعقابه، لأن اللص الذي يسطو على الناس يجب ان يُعاقب، فكم بالحري الذي يسطو على فتيات؟ ولكننا نعيش في مكان يحكمه القانون، لذلك قمت بحماية اللص حتى وصلت الشرطة كي تقوم بدوها.

12 قتيلا على الأقل .. لولا لطف الله!
إلى هنا انتهت عملية السطو الفاشلة، وكتبت وسائل الإعلام عنها، كأي عملية سرقة أو سطو تحصل في البلاد، ولكن في هذه الحال بالذات، الأمور لم تتوقف هنا، يتابع الحاج نادر ساردًا ما حصل: وبعد هذه الحادثة التي كانت يوم الاثنين، سمعت إشاعات كثيرة حتى يوم الخميس، منها أن "فلانًا" من قام بعملية السطو، أو أن "علانًا" هو من أرسلهم، وأنهم سيطالبونني بدفع أتعاب المحامي وتعويضات لزوجة منفذ عملية السطو!، ومساء الخميس أطلقوا النار على المحل وألقوا قنبلة صوت، ويوم الجمعة قررت إغلاق المحل، ولكن توجهات الأهالي جعلتني أعاود فتحه يوم السبت، وفي مساء السبت أثناء تواجد الناس في المحل، قسم منهم جاء متضامنًا، تم إطلاق النار، وأصيب 4 أشخاص بينهم أبنائي، وكاد إطلاق النار أن يسفر عن مجزرة، حيث قالت الشرطة أن عدد قليل من السنتمترات منعت وقوع مجزرة كانت ستتسبب بخروج 12 جنازة من الناصرة في نفس اليوم أو أكثر! كادوا يقتلون كل من بالمحل!

حياة تنقلب رأسًا على عقب
يحظى الحنيني منذ يوم إطلاق النار بمرافقة كاملة من الشرطة، حيث تتواجد قرب مدخل المطعم، وترافقه وتراقب بيته، ويقول حول هذا الموضوع: حياتي انقلبت رأسًا على عقب، أنا هنا في هذا المحل منذ 16 عامًا، ولم تكن لي أي خلافات مع الناس، ربيت أولادي وبناتي وأعيش حياتي بشكل طبيعي وعادي، وها هي حياتي تنقلب رأسًا على عقب، لا استطيع حتى الذهاب لرؤية حفيدي! ولا أقصد أن تواجد الشرطة يضايقني فهي تقوم بعملها ولكن المسألة بحد ذاتها سيئة وتضايق.

وقفة رجل واحد!
وأكد الحاج نادر أن: هذه الظواهر، وهذه الفئات التي لا تعرف طريقًا سوى السطو والعنف، يجب أن تواجه من قبل المجتمع بشكل كامل، يجب أن تتكاتف القوى ضدها، بشكل كامل أيضًا، فأنا لا أخاف الموت ولا أخاف شيئًا وأؤمن بما كتبه الله لي، ولكن مناهضة العنف ومناهضة هذه الفئات الفاسدة يجب أن تستمر بكثافة، رئيس بلدية الناصرة علي سلام ورئيس مجلس يافة الناصرة المحلي عمران كنانه زاراني وأكدا وقوفهما معنا في هذه الظروف، وأيضًا شخصيات عديدة ورجال دين وغيرهم، فقط بالتكاتف معًا نستطيع محاربة آفة العنف هذه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]