شارك العشرات في مؤتمر الاحتجاج والتضامن في اكلية "منشار لأومنوت"، بمبادرة حراك "نقف معًا"، بعنوان "أم الحيران والنقب – القصة الحقيقية تأتي إلى تل أبيب". تم تنظيم المؤتمر كتكملة لنشاط الحراك في مظاهرة الآلاف في تل أبيب في تاريخ 4 شباط، احتجاجاً على هدم البيوت في أم الحيران وفي قلنسوة ومطالبة وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان بالاستقالة، حيث شارك نشطاء عرباً ويهوداً من النقب، ليتحدثوا عن واقعهم الأليم والعنصرية اليومية تجاههم في النقب.

في الاسبوع الماضي قال وزير الزراعة أوري أريئل أنه "لو كان هناك خلل معين في أم الحيران، فأنا أعتذر عنه من كل قلبي. نحن بانتظار نتائج تحقيق الشرطة في الأمر". قال رئيس لجنة سكان أم الحيران، رائد أبو القيعان، أول المتحدثين في المؤتمر، متطرقاً لأقوال الوزير أريئل: "نحن لا نقبل اعتذار وزير الزراعة، اعتذار ليس مُعتذراً أصلاً. هو يُعتبر أحد المسؤولين عن محاولات إجلاء السكان في القرية وعن موت اثنين: مواطن القرية وشرطي. سياسة الوزير أريئل والحكومة هي ادخالنا إلى غيتوهات، فيها فصل تام بين اليهود والعرب. لماذا لا يمكننا العيش معاً في نفس البلدة؟ لماذا يجب هدم قريتنا من أجل بناء تجمُّع لليهود فقط؟".

تطرق أبو القيعان كذلك لظروف موت المربي السيد يعقوب موسى أبو القيعان يوم الهدم في 18 كانون ثان: "حاول يعقوب الخروح من السيارة بعد أن ضربوه بالرصاص، ولكن بدلاً من مساعدته – ضربوه مجدداً بطلقة ثانية. الرصاصة الثالثة التي ضربت يعقوب جاءت بعد 56 دقيقة، عندما أعلن الوزير أردان أنه مُخرب داعشي. الرصاصة الرابعة كانت التمسك بجثمانه ومنع قبره". رائد أبو القيعان طالب وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان ومدير قسم الشرطة روني الشيخ بالاستقالة في الحال "نتيجة الأكاذيب التي نشروها ومحاولاتهم طمسهم للحقيقة".

بعده، تحدّثت في المؤتمر دكتور يعلا رعنان، من سكان كيبوتس كيسوفيم، ومحاضرة في كلية سابير في سديروت، وعضوة طاقم التنسيق القطري في حراك "نقف معًا". دكتور يعلا رعنان تواجدت في موقع الحادث ساعة هدم قرية أم الحيران بمشاركة ناشطين عرباً ويهوداً من خارج القرية. وصفت سيرة إجلاء المواطنين العرب البدو المتواصل والمستمرعن أراضيهم منذ عام 1948 حتى اليوم، وركّزت على أزمة الإسكان والأراضي المتزايدة في صفوف الشباب العرب البدو: "جئت إلى أم الحيران يوم 18 كانون ثاني لأن النقب يهمني وكل سكانه، يهوداً وعرباً. سياسة الحكومة المستمرة منذ سنوات هي إجلاء العرب البدو عن أراضيهم وعلينا محاربة هذا. أنا، كيهودية، يمكنني العيش في تجمُّع سكاني من 200 شخص. ولكن لو كُنتُ شاب أو شابة بدوية – كان علي أن أترك بلدي من أجل إخلاء المكان والانتقال إلى المدينة الكبيرة مثل رهط، لأن هذه هي سياسة الدولة".

تحدّث كذلك خليل العمّور، من المجلس الاقليمي للقرى الغير معترف بها في النقب وعضو في منتدى التعايش السلمي في النقب، حذّر أنه "علينا أن نبقى حرصين – حادثة أم الحيران قد تتكرر، قريباً جداً". العمور، يسكن في قرية السرة الغير معترف فيها، وصف سياسة الاهمال الحكومي، التي لا تكترث للبنى التحتيى وتتجاهل متطلبات وحاجات المواطنين العرب البدو في النقب. "علينا تطوير النقب لصالح كافة السكان، يهوداً وعرباً".

وألقت الكلمة الختامية في المؤتمر، أفيغايل بيتون، مواطنة من ديمونا وناشطة في دائرة "نقف معًا" في النقب: "يسألوني لماذا كناشطة إسكان اجتماعي، وأم في عائلية أحادية الوالدية، وطالبة في كلية التربية في بئر السبع، ومعلمة في أول سنة لها في سلك التعليم – أكرّس من وقتي للتضامن مع المواطنين البدو. ولكن هذا ليس نضال الآخرين. هذا نضالي أنا أيضاً، نضالي على حياتي. الحكومة تريد هدم أم الحيران من أجل بناء تجمُّع ديني يهودي فقط باسم الحيران. هناك ستكون لجان قُبول، من النوع الذي لن تسمح بقُبولي أنا أيضاً هناك، لكوني شرقية الأصول. عندما كان أوري أريئل وزير الاسكان تم أخذ ثلاثة مليار شيكل من ميزانية الاسكان الاجتماعي من أجل قسم الاستيطان التابعة للهستدروت الصهيونية. لقد أخذ هذه الأموال منّا وأعطاها لمقرّبيه، لمجموعات يمينية متديّنة ومتطرّفة".

قام بعرافة المؤتمرعيلاي أفراموفيتش، ناشط الدائرة التل أبيبية لحراك "نقف معًا"، حيث دعى المشاركين والحضور في المؤتمر للانضمام ولحضور الجلسات واللقاءات القريبة للحراك، فيها سيتم تخطيط نشاطات احتجاجية أخرى في موضوع النضال ضد العنصرية والتمييز، وموضوع النضال ضد الاحتلال ومن أجل السلام، وفي موضوع العدالة الاجتماعية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]