يُبدي يانكي (يعقوف) مرغليت، وهو مستثمر في صناعات الهايتك- أسفه لأنه لم يكن سابقًا على معرفة ودراية كافية بالطاقات والقدرات الكامنة في المجتمع العربي، وخاصة في المجال العلمي والتكنولوجي، لتطوير واستثمار هذه القدرات في مشاريعه وشركاته طوال عشرات السنين، للمصلحة المشتركة – كما يقول، متوقعًا انطلاقة عربية واعدة في هذه المضمار.

وهو يشدد في مقابلة مع موقع "بـُكرا" على أنه فوجئ خيرًا وإيجابًا بما شاهده في كفر قاسم مؤخرًا من حراك وكفاءات وطموحات لدى المجتمع العربي في هذا المجال، وخاصة لدى الشابات العربيات اللاتي يقبلن بثقة وشغلف على الخوض في هذا الميدان.

وبالإضافة إلى نشاطه (المبكّر جدًا) في المجال التكنولوجي، كمبادر ومستثمر، فإن "مرغليت" مبادر وداعم لمشاريع ومؤسسات خيرية، وله في هذا الخصوص رأي قاطع، مفاده أن الدعم والتبرع للمحتاجين والشرائح الضعيفة ليس حلًا للفوارق والفجوات الاجتماعية والمادية بين الناس، بل يجب ان تستثمر الحكومة والجهات الميسورة المقتدرة أموالًا وطاقات في التعليم والتمكين والتأهيل حتى لا تبقى الفوارق وتتسع، وفي تشجيع ملكات الإبداع والحث والتحفيز على المبادرة والبحث والتفكير والعلم والعمل.

أول حاسوب

يخبرنا يانكي مرغليت بأنه منذ مطلع العقد الثاني من عمره (في سنوات السبعين المبكرة) بدأ يبدي اهتمامًا بالحواسيب، ويحلم بأن يمتلك لنفسة حاسوبًا خاصًا به، علمًا أن الحاسوب الواحد في تلك الأيام كان يحتل غرفة كاملة، ناهيك عن اشتراطات الصيانة والتشغيل، كالتبريد وغير ذلك، وراح يبحث عن تحقيق حلمه، طارقًا أبوابًا عدة، فقوبل على الغالب بالتجاهل والاستهجان، إلى أن حقق هذا الحلم، بامتلاك حاسوب بدائي متواضع، مستعينًا بشقيقه الموهوب مثله – "عوديد".

حقق مرغليت قدراته وكفاءاته في هذا المجال، وعندما أقام وهو في سن الثالثة والعشرين شركة "ألادين" (تيمّنًا بفانوس "علاء الدين" السحري) وهي شركة تُعني بأمن وأمان السايبر، وطوال فترة قيادته لها على مدى (24) عامًا اتسعت ليصبح قوامها (600) موظف، مع فروع في عدد من الدول، ودورة مبيعات في الأسواق العالمية بمئات الملايين من الدولارات.

الطاقة والفضاء

يرى يانكي مرغليت أن المجتمعات المتقدمة، خاصة، والمجتمعات البشرية عمومًا- تنخرط الآن في عالم التكنولوجيا، إلى حد يفوق كون هذه المجتمعات مستخدمًا للتقنيات، ومستعينًا بها فحسب، الأمر الذي يفرز سيئات وحسنات: وتكمن الحسنات في التقدم العلمي الحثيث والوفرة والربح والرخاء ورفع مستوى وجودة المعيشة واستمرار التطور، بينما تكمن السيئات في تعميق الفوارق والفجوات بين الفقراء والاغنياء، والشرائح الاجتماعية الميسورة والضعيفة.

وبالإضافة إلى اهتماماته واستثماراته في مجالات البيوتكنولوجيا والطاقة المتجددة- فإن مرغليت شريك كذلك في مشروع (إسرائيلي) يسمّى Space IL ("سبيس آي.إل") لبناء مركبة فضائية غير مأهولة تهبط على سطح القمر لترسل من هناك صورًا واحداثيات ومعطيات، وهو يصف هذا المشروع بأنه معقد هندسيًا، لكنه قابل للتنفيذ، وهو بعيد عن الأغراض العسكرية- على حد تأكيده.

دائم التعلم لاكتساب المزيد من المعرفة
رسّخت عشرات السنين من الانشغال والاشتغال بالتكنولوجيا والمشاريع لدى مرغليت مفاهيم وعبرًا وقناعات شخصية كثيرة، فهو يرى في الهايتك الإسرائيلي فسيفساء متعدّد الألوان والأشكال، تتراوح بين شركات تنشأ وتتطور لتصبح شركات عالمية، وشركات تتطور وتتسع فتمتلكها شركات عالمية كبرى "وهذه ظاهرة صحية سليمة، يجب الاستمرار في الحفاظ عليها وتنميتها"- كما يقول، وهو يتمنّى ألّا تقتصر المراكز والحضانات التكنولوجية في البلدات العربية- على المجتمع العربي بمفرده، بل أن ترعى وتحتضن كفاءات وكوادر من العرب واليهود وسائر الانتماءات والتخصصات.

ويختتم مرغليت حديثه معنا بالقول أنه دائم التعلم لاكتساب المزيد من المعرفة، وأنه مستمر في المشاركة بالاستثمار في عدة شركات ناشئة، ويمد الآخرين بالفائدة من مداركه وتجربته وخبرته، إن كان بالمحاضرات أو التوعية والمقالات والإرشاد، وكل ذلك- كما يقول- بدافع الشغف بالتطور التكنولوجي، والغيرة على تقدم المجتمع

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]