تحل مناسبة عيد الأم الذي يحتفل بها العالم، والأمهات اللاجئات الفلسطينيات في سورية تعيش معاناة مضاعفة بسبب استمرار الحرب الدائرة فيها.

وفي تقرير لهذه المناسبة لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فإن الأم الفلسطينية اللاجئة هناك، تعرضت بدورها للاعتقال أو الخطف أو الموت أو الإعاقة أو حتى العنف الجنسي فهي الأرملة والثكلى وزوجة المفقود أو المعتقل.

وبعد مضي ست سنوات على اندلاع الحرب الدائرة في سورية لم تعد الأعياد والمناسبات بذات الرونق والسعادة التي عاشها الفلسطينيون في سورية فيما مضى.

"لا تشعر بطعم الحياة"

"أم يوسف" لاجئة فلسطينية من سكان مخيم خان الشيح، تعبر عن مشاعرها في هذا اليوم عقب فقدان ولدها جراء قصف طال منزلهم منذ ثلاثة أعوام، وتقول: " لم أعد أشعر بطعم الحياة منذ أن فقدت ولدي، مضيفة أن ابنها يوسف كان في مناسبة عيد الأم يجلب الحلويات ويخلق لها جو من السرور في هذا اليوم لإسعادها وتكريماً وإجلالاً لها.

أما أم محمد من أبناء مخيم اليرموك التي اعتقل ثلاثة من أبنائها إحداهما يوم 21 – آذار/ مارس 2013 يمر عليها هذا اليوم كذكرى مريرة تبكي فيها بدل الدموع دماً، فهي على خلاف أمهّات العالم اللاتي يشعرن بأجمل المشاعر في هذا اليوم".

من جانبها تساءلت أم أحمد لاجئة فلسطينية من سكان مخيم العائدين بحمص الذي يعتبر ولدها في عداد المفقودين، كيف لي أن احتفل بمثل هذا اليوم وابني قرة عيني بعيد عني، مشيرة إلى أن ولدها يحترق من داخله الآن من أجل أن يكون معها في هذه المناسبة.

فيما تمنت أم عبير من سكان مخيم حندرات بحلب شمال سورية أن تدفع نصف عمرها لتعرف خبر عن ابنتها التي اختفت في منتصف عام 2015 ولم يرد عنها أي خبر إلى الآن، وقالت: " إن أجمل هدية على الإطلاق يمكن أن تأتيها في مثل هذه المناسبة هو عودة ابنتها إليها كي تضمها إلى صدرها وتقبلها.

وقالت "أم ناصر" من سكان مخيم الحسينية بريف دمشق: "إنني لا أريد شيء بهذا العالم سوى رؤية ولدي الذي خرج إلى عمله في منتصف أيلول عام 2012 ولم يعد إليها".

وتمنت أم ناصر أن يكون معها ويعايد عليها ويقبل يديها كما كان يفعل في عيد الأم في السنوات السابقة.

وتعتبر المرأة الفلسطينية والسورية من أكثر الأطراف تضرراً مما يجري في سورية، وقد طالتها جميع أنواع الانتهاكات من قصف، وتشريد، وتجويع، واعتقال، وحرمان من الأبناء.

ويواصل النظام السوري اعتقال العشرات من اللاجئات الفلسطينيات منذ اندلاع الحرب الدائرة في سورية، حيث لا يخلو مخيم من المخيمات الفلسطينية من وجود معتقلات من نسائه تم توقيفهن على الحواجز المتواجدة على بوابات ومداخل المخيمات والمدن السورية.

وبحسب ما أكده فريق التوثيق في مجموعة العمل، فإن عدد المعتقلات الفلسطينيات في سجون النظام السوري بلغ حتى اليوم (83) لاجئة فلسطينية.

ويشير أن المعتقلات توزعن حسب المدن السورية التي اعتقلن فيها على النحو التالي: حيث اعتقلت (21) لاجئة في دمشق وحدها، و(21) في ريف دمشق، و(10) فلسطينيات في حمص، وأربع لاجئات في درعا، ولاجئتان في اللاذقية، ولاجئة في حلب، وأخرى في حماة، ولاجئتان في لبنان، بينما اعتقلت (21) لاجئة في أماكن متفرقة من سورية.

وتقول مجموعة العمل: "إن بعض المعتقلات هن عبارة عن طالبات جامعيات أو ناشطات أو أمهات مع أو بدون أطفالهن".

يشار إلى أن المرأة الفلسطينية في سورية تعرضت للاعتقال والخطف و الموت و الإعاقة، نتيجة الصراع الدائر في سورية منذ اندلاع المواجهات هناك في مارس/آذار 2011 بين أطراف الأزمة السورية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]