واجه النائب ورئيس القائمة المشتركة ايمن عودة انتقادات لاذعة من ناشطين وشخصيات سياسية بينها جبهوية في اعقاب اللقاء الذي جمعه بالزعيم اللبناني وليد جنبلاط، حيث اتهم البعض عودة بانه اتخذ قرارا خاطئا باللقاء مع جنبلاط واصفين الاخير بالعميل، واخرون اتهموا عودة بأمور أكبر واصفين اللقاء بالمشبوه والمبهم ومشيرين الى انه لن يضيف الى رصيد النائب عودة أي شيء بقدر ما سيبيض صفحة وليد جنبلاط. ومن جهة أخرى اعتبر البعض هذا اللقاء لقاءً جريئا لا يؤثر على رصيد عودة السياسي ولا يعكس مدى وطنيته بل هي خطوة جريئة لا أكثر لن تغير موقفه.

انتقاد حاد من عصام مخول

وكان النائب السابق (عن الجبهة) عصام مخول قد هاجم النائب عوده عبر صفحته بالفيسبوك بمقال عنونه بـ "مؤسف.. هذا اللقاء ليس شرعيا ولا يمكن تبريره"، وقال فيه: هذه رسالة خطيرة مستفزة مع شخصية تقوم بدور مشبوه في المنطقة في هذا الوقت الدقيق بالذات. على النائب أيمن عودة، الذي امتنعت حتى الان عن مناقشته علنا منذ انتخابه في القائمة للكنيست، أن يعي أنه غير قادر على أن يسبغ اية شرعية على وليد جنبلاط وسياساته المشبوهة في المنطقة وامتداداتها على ساحتنا، ولكنه يستطيع ان يسقط الشرعية عن نفسه هو وبأسرع مما يتوقع. وليس له الحق أن يتصرف بالثقة التي منحت له ليفعل ما يحلو له، في تناقض مع مواقف الجسم السياسي الذي ارسله للكنيست"، كما قال.
وردّ مخوّل على التعقيبات التي كُتبت على منشوره في فيسبوك: الموضوع لم يناقش حتى مع نواب الجبهة في القائمة المشتركة ولا في الهيئات، ونواب الجبهة في المشتركة يعارضون هذا اللقاء. هناك نهج يجري فرضه على الارض. أيمن يقوم بعمل سياسي محرج سياسيا للهيئات وللكوادر ولمواقفنا السياسية ومبادئنا، ثم تبدأ حملة أن النقاش يجب ان يتم في الهيئات، وهذا صحيح حين يتم اتخاذ القرارات في الهيئات.
وقال: لقد امتنعت حتى الان عن مناقشة خطوات كهذه على الملأ، وخصوصا مع أيمن الذي كان لي انتقادات سياسية اساسية على توجهاته وسلم اولوياته، وفي الوقت نفسه عرفت ان أطري عليه حين اشعر ان الامر يستحق. لكن عندما يتحول الامر الى نهج، لا يمكنك أن تتحمل تبعات موقف سياسي خاطئ ومناقض لأسس موقفنا ولا يمكن ان نواصل التستر على نقدنا، وخصوصا ونحن نتابع مجريات قمة البحر الميت، ومراهنة بعض القوى العربية الرجعية المتحالفة مع اسرائيل على اختراق ثوابتنا الفكرية والسياسية، وموقفنا من المهادنات العربية.

ناشطون تحدثوا لـ"بـُكرا" عن موقفهم من خطوة النائب عودة، لا سيما وأن اللقاء يأتي بعد لقاء جمعه العام الماضي مع السياسي السعودي حليف إسرائيل أنور عشقي.


أيمن محل ثقة، لكن جنبلاط ليس محل ثقة ولن يكون!

الناشط آدم مناصرة قال: اعتقد ان لقاء جنبلاط عوده هو لقاء تعارف ليس أكثر، وربما لتوضيح معالم اللقاء المُرتقب بين تيمور جنبلاط وبين ايمن عوده، كونهم من الجيل الشاب الذي سيكمل المسيرة على المستوى السياسي، في ظل خارطة التسويات ونهاية ادوار لشخصيات تاريخية، وبدء ادوار جديدة لشخصيات جديدة تتلائم بعقليتها وظروفها، مع المرحلة الجديدة ومُستلزمات التسوية القادمة بالمنطقة، خصوصاً مع قُرب نهاية المأساة السورية والحاجة العالمية والاقليمية لترتيب المنطقة من جديد بما يخدم مصالح الجميع.

وتابع: أيمن عوده يمثل الخطاب الاندماجي بالمستوى المُواطناتي في الدولة الإسرائيلية، والجيل الشاب في دول ما كان يُسمى دول الطوق، حيث بات مقتنعاً بحتمية توطين الفلسطينيين وإنهاء الملف الفلسطيني ضمن صفقة إقليمية تتيح للجميع للبقاء ضمن اتفاقيات قد ينتج عنها ولادة كيانين جديدين في المنطقة، الدولة الكردية والدولة الفلسطينية.

عبد اللطيف حصري من ناحيته رأى بلقاء ايمن عودة خطوة غير مقبولة حيث قال: لقاء النائب أيمن عودة مع شخصية اشكالية ومشبوهة مثل وليد جنبلاط، لن يضيف لرصيد أيمن شيئاً إن لم يخسفه، تبييض صفحة هذا العميل على حساب نضالاتنا وقضية شعبنا مرفوض جملة وتفصيلا.
ونوه: لست عضوا في هيئات مركزية ولا أدري ان كان اللقاء بقرار أم تصرف فردي، لكن بكل الأحوال فيه إساءة لفلسطين ولبنان المقاومة وبالأساس لجماهيرنا الفلسطينية بالداخل، وكي لا تلتبس الأمور فإنني أؤكد أن أيمن محل ثقة، لكن جنبلاط ليس محل ثقة ولن يكون.

اين المشتركة، عودة سيواجه انتقادات الجبهة!

الناشط غسان منير قال في هذا الصدد: لا اعتقد أن هناك من يدري اسباب وحيثيات اللقاء بين ايمن عودة ووليد جنبلاط والوزير اللبناني والسفير الفلسطيني، لذلك علينا ان ننتظر عودة النائب ايمن عودة وسماع روايته حول اللقاء واسبابه ونتائجه.
وتابع: من ناحية اخرى علينا ان لا نخون احدا وان لا نوزع شهادات شرف وننتزعها، غيابياً وبدون ان نسمع حجة المعنيين، في لقائه الاخير قال ايمن عودة بكل وضوح ان ما يهمه هو موقفه وليس لقاءه ببعض الافراد، ما يتناقله رفاقه في الحزب الشيوعي والجبهة هو نوع من التخوين ويذكرون لقائه المعيب مع الجنرال السعودي انور عشقي او خطابة في معهد الامن الاسرائيلية وزيارته لأمريكا وغيرها ويتم تخوينه بسبب ذلك. يجدر التنويه ان عودة ليس فقط ممثل الجبهة او الحزب الشيوعي وانما أيضا يمثل المشتركة، ويجب ان يكون للمشتركة رأي في الامر أيضا.

هو خطوة جريئة

المحاضر في مجال القانون رامز عيد قال معقبا: اعتقد ان اللقاء بحد ذاته هو خطوة جريئة لقيادي في الجبهة، إذا اخذنا بعين الاعتبار ان وليد جنبلاط يمثل واحد من التيارات الاساسية في لبنان التي وقفت مع الثورة السورية منذ انطلاقها سنة 2011، الجرأة هي بسبب عدم سماع اصوات في الساحة الحزبية المحلية للحوار مع هذه التيارات التي وقفت مع الثورات الشعبية في العالم العربي، وشاهدنا انقطاعا وخندقة للمواقف على مدار السنين، يأتي اليوم ايمن عودة بخطوة تظهر عدم فاعلية هذه الخندقة، وتساهم في رفع لغة الحوار حتى مع من نختلف معهم. لكني اتوقع ان يواجه الان الكثير من الانتقادات الداخلية في الجبهة كونه تصرف خارج الحدود التي نصبت هناك على ضوء المواقف السياسية الحزبية، وعلى ضوء وجود عدد لا بأس به من المؤيدين لبقاء عائلة الاسد بواسطة حكمها العسكري.

تصريحات الجبهويين تصفية حسابات قديمة ليس أكثر!
احمد دراوشة قال بدوره: المهم بلقاء عودة- جنبلاط أن يكون بوصف النائب عودة مثقفًا عربيًا فلسطينيًا من الداخل الفلسطيني، وليس بوصفه نائبًا في الكنيست أي ألّا يكون عودة بابًا للتطبيع بين لبنان وإسرائيل أو وسيطًا لترتيبات أمنيّة/سياسيّة، خصوصًا مع الإعلان سابقًا عن نيّة عودة إقامة "معسكر ديمقراطي" في الكنيست.

وحول التصريحات الجبهوية بخصوص اللقاء، فهي محاكم ميدانية يقوم بها رفاق عودة في الحزب لا لشيء سوى خلاف قديم ومشاكل شخصيّة، واستغلال لأي تصرّف من النائب عودة لجعله خطأً.

من حقه اجراء لقاءات مع سياسيين
الكاتب الصحفي سهيل كيوان قال بدوره: ايمن عودة رئيس قائمة مشتركة من حقه اجراء لقاءات مع سياسيين من كل طيف لا اعتراض على لقاء مع السيد جنبلاط فهو زعيم وطني له حضوره قد تختلف او تتفق معه ولكن الحق يقال ان جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي له مواقف واضحة من الفلسطينيين ولم يلوث سلاحه بدمائهم هناك من يعترض على اللقاء لان جنبلاط ضد نظام بشار الأسد اتمنى ان تصيب العدوى أيمن عودة ويعلن رفضه لبشار الاسد وجرائمه.

أحيانا اخجل بديمقراطية إسرائيل وعليك ان تخجل!
بدوره أنيس نصر الدين توجه بكلامه الى عضو الكنيست السابق عصام مخول في اعقاب انتقاد الأخير لعودة وتخوينه حيث قال: انتقد قبل بضع ساعات عصام مخول النائب أيمن عوده على أثر لقائهِ مع وليد جنبلاط في باريس، وسجّل هذا المنشور"البطولي" الذي يحوي لغة التخوين والكراهية المبطنة حيث وصف مشروع وليد جنبلاط "بالمشبوه" في المنطقة.

وتابع: كعضو سابق في البرلمان الاسرائيلي أدّى يمين الولاء لدولة اسرائيل وقوانينها ورموزها ويهوديتها. يجب عليك أن تخجل أن تصف أي سياسي في المحيط بالمتآمِر والمشبوه، وأنتَ الذي كنتَ مثالاً حيّاً في الممارسة والتطبيق لشرعية إسرائيل وكيانها، نصرتُكم المُخزية والعار لطاغية سورية أفقدتكم رُشدكم وأضاعت عليكم صوابَكم وقتلَت ضميرَكم. فأخذتُم تحاسبون الناس بمعيار وقوفها مع الطاغية أو ضد، ونسيتُم الشعب السوري المقتول والمسكين والمُشرّد. عندما تقتل إسرائيل طفلاً أو طفلين في غزه أو الضفة (وهذه جريمة نكراء) تستنفر ضمائركم وتهبّ غيرتكم العربية الأبية. أما عندما يُدمر الطاغية وطنَه ويقتل 500 ألف مواطن ويُشرّد 10 ملايين منهم ويحتكر البلاد لبقاء حكمه، فهذا مشروع وهذه وطنية بامتياز وهذا عدل مطلق وهذا مشروع عربي. مع علمكم المطلق أنه مشروع روسي إيراني بالدرجة الأولى.

وأضاف قائلا: وليد جنبلاط كغيرهِ من الفرقاء اللبنانيين عانى الأمرّين من النظام السوري الفاشي، ومن قتلة أبيه المعلم الكبير كمال جنبلاط. ولم ينطوِ تحت المظلّة السورية وعربدتها وإخراجها وتنفيذها لمسلسلات القتل والاغتيالات الغاشمة في لبنان، والتي طالت أعظم الشخصيات السياسية والأدبية اللبنانية، أحياناً ألعنُ ديمقراطية إسرائيل (المحدودة والمثقوبة طبعاً)، والتي بسببها نطّلع على آراء ومهاترات أشخاص مثل حضرتك. لو كنتَ في سوريا عند حبيبك المُبشّر لكنتَ حتماً خرّيج أحد السجون هناك، وكنتَ تذوّقتَ نعيم الحرية والبعث العادل وتلذذتَ بكم فلقة من القومية العربية الصامدة التي ترنو إليها وتتشدق بها.

واختتم قائلا: كإنسان انهارَت كل مشاريعهِ العربية والشيوعية أمام أعينهِ وأفلسَت. وكإنسان يعيشُ هذا التفتت والانهيار في المحيط. قد تكون مُحبطاً وتُكابد تعقيدات نفسية في المواجهة والفهم والاعتراف بالفشل. فلذلك تريّث قليلاً قبل أن تُصنّف الناس وتُكفّرها وتحكم عليها، عندما تنتقد وليد جنبلاط كُن بحجم وليد جنبلاط. وعِش صراعات وليد جنبلاط وضحّي ما ضحّاه وكابد ما كابده وليد جنبلاط في هذه الدولة الطائفية ذات التركيبة المُعطِّلة والشبه منهارة. وما أنتَ إلّا صعلوك في السياسة يتفنن في خلق زوبعات في فنجان وفي عنتريات لا تقتل ذبابة. وأخيراً، إذا كان وليد جنبلاط ومشروعه "مشبوه" ومتواطئ ومنبطح وخائن ومتآمر فهو لا يقل عن أي قائد عربي موجود اليوم ولا يختلف عنه، لذلك أدعو إلى رَمي كل القادة العرب اليوم الى مزابل التاريخ!!

ايمن عودة: نعتز باننا لسنا حزب الرجل الواحد وانما حزب له مندوبيه في الكنيست وليس اعضاء كنيست لهم حزب
النائب ايمن عودة اجاب على جميع الانتقادات اللاذعة من قبل جبهويبن وجماهير حيث قال لـ "بـُكرا": انا اعتز جدا بكل انتقاد جبهوي، وفقط جسم ديمقراطي وحيوي لديه انتقادات ونقاشات وهذا ما جعل الجبهة حيوية طيلة هذه السنوات، نعتز باننا لسنا حزب الرجل الواحد وانما حزب له مندوبيه في الكنيست وليس اعضاء كنيست لهم حزب.

وتابع عودة لـ "بـُكرا": بنهاية المطاف انا أنتمي لتنظيم واتخذنا القرار داخل التنظيم واعتقد ان الاجتماع كان مهما ولا شك ان في العقد الاخير كانت لنا نقاشات واختلافات جذرية مع السيد وليد جنبلاط في وجهات النظر ولكن نعي تماما اصول حزبنا ومسيرته المشرفة طيلة عشرات السنين والنقاش لم يكن من باب المجاملة وانما نقاش جدي بيننا.

ونوه قائلا: الاساس ليس مع من تلتقي وانما كيف تلتقي وماذا تقول، نحن في الكنيست نلتقي مع نواب صهاينة ومع النقيض كليا لنا ولكننا في كل موقع نعزز بكرامة شعبنا ومواقفنا وانا اؤيد كل اللقاءات التي يقررها التنظيم منها لقائي مع جنبلاط.

وتطرق الى المشتركة قائلا: القائمة المشتركة لا تتدخل بهذه الاجتماعات النقاش هو داخل الجبهة ومكتب الجبهة حسم الامر بان اذهب والتقي وليد جنبلاط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]