رحلة ثانية توجهنا خلالها لتايلاند، أجمل دول الشرق، وذلك عبر بعثة للصحافيين نظمتها دائرة السياحة التايلاندية TAT ورافقنا المرشد السياحي الأبرع في تايلاند قسطه ديب من الناصرة من مكتب "فيا تايلاند"، للتعرف أكثر على تايلاند، ولكشف هذه البلاد الساحرة على المجتمع العربي في البلاد أكثر، وقد كنت قد شاركت في الجولة الاولى لتايلاند عام 2015 وكانت غاية في الجمال أيضًا.

في هذا التقرير سأتحدث عن قضاء الوقت في العاصمة التايلاندية بانكوك بساعات المساء، للعائلات، حيث ركزّنا في رحلتنا هذه على الفعاليات المناسبة للعائلات.

أول الأمسيات في بانكوك العجيبة


أول أيامنا كان في بانكوك، وصلنا في ساعات العصر إلى المطار الضخم عبر طائرة (بوينغ 787 التابعة للملكية الأردنية، وهي طائرة فخمة والخدمات فيها رائعة، وأسعارها معقولة والأهم أنك لا تشعر بطول الطريق فيها)، وبعد أن اشترينا في المطار بطاقات لهواتفنا مع زرم انترنت كبيرة، وبسعر رخيص جدًا، انطلقنا بحافلتنا الصغيرة نحو الفندق، ووصلنا إليه وهو قريب من الحي العربي المليء بالمطاعم والمحلات العربية، ويدعى الفندق "إيتاس"، وهو فندق 5 نجوم لطيف جميل أسعاره رخيصة جدًا مقارنة مع فنادق 3 نجوم في أوروبا، وما أن وصلنا للفندق حتى تم استقبالنا بشكل رائع، وقدموا لنا المناشف الصغيرة المعطرة لنبرّد بها وجوهنا وأيدينا من حرارة الطقس، وقدموا لنا العصير بألوانه الغريبة، ففي تايلاند، أنواع الفواكه والمشروبات كثير لدرجة أنك قد تشاهد أشياءً لم تعرفها من قبل، وكلها لذيذة بالمناسبة. بعد ذلك استلمنا الغرف، وكلّ واحد منا أعطوه جناحًا كبيرًا غاية في الفخامة (مرفق بعض الصور).


استراحة قصيرة في الغرف لنخرج ونتناول طعام العشاء ونتفرّج على الفندق الفخم الذي استضافنا، بتفاصيله الجميلة وغرفه وبركته، والنادي الرياضي فيه، وما أن أنهينا جولتنا حتى وجدنا "التُكتُك" ينتظرنا في الخارج (التكتك مركبة صغيرة شعبية تستعمل في العديد من الدول بالعالم كمصر وتايلاند وغيرها)، وخرجنا جولتنا في التكتك، فزرنا سوق الورود الذي يبدأ عمله في ساعات المساء فتباع فيه كل أنواع الورود الطازجة الجميلة، وما تبقى يتم إرساله للمعابد في الصباح، ففي تايلاند للورود أهمية كبيرة وهي مقدسة، وخصوصًا الياسمين الأبيض الجميل الذي تستطيع أن تشم رائحته في كل مكان هناك.

الحي الصيني

بعد سوق الورود، كان علينا أن نقم بزيارة الحي الصيني (يظهر في الصور)، وفي هذا الحي ترى العجب، هو من أضخم الأحياء الصينية في العالم، فيه محلات وبسطات ومطاعم وأمور عديدة، فيه ترى الثقافة الصينية، والتايلاندية ومختلف الثقافات الآسيوية، وفيه بالمناسبة محلات ذهب ومجوهرات عديدة، فالذهب الصيني معروف جدًا، تجولنا في الحي الصيني، تناولنا بعض المأكولات، والتقطنا الصور، واشترينا بعض الأشياء بأسعار لا تصدّق.

لاحقًا انطلقنا بالـ"تُكتُك" إلى شارع "الكوا سان" الذي فيه محلات تجارية وبسطات ونوادٍ ليلية ومطاعم، ويعتبر من أشهر الشوارع في بانكوك، وهو مناسب أيضًا للعائلات بسبب أسعاره الرخيصة، وهناك انتهت جولتنا للّيلة الأولى في بانكوك، لنعود إلى فندقنا البهي بعدها.

في اليوم الثاني قمنا بفعاليات عديدة سأتحدث عنها لاحقًا في تقرير عن بانكوك في النهار للعائلات.

عرض مسرحي "ساحر"


أما في مساء اليوم الثاني، فقد خرجنا في الساعات الباكرة من المساء لعرض يدعى "سيام نيراميت"، وهو عرض مسرحي ضخم، لن ولم تشاهدوا بضخامته في بلادنا، وقبل العرض، التقطنا بعض الصور مع الفيلة ومع التايلانديين بزيهم القديم التقليدي، ثم تناولنا وجبة عشاء لذيذة هناك تكون ضمن رزمة العرض التي تكلف نحو 1500 بات (150 شيكل)، ثم شاهدنا العرض الجميل، وفيه تعرض كل حضارات تايلاند على مر التاريخ، بطريقة عجيبة، فعلى المسرع رأينا فيلة وحيوانات، ورأينا نهرًا جاريًا وقاربًا، وأشياء كثيرة أخرى، عرض شخصيًا لم أر مثله من قبل.

مدينة المجمعات التجارية

بعد ذلك كان لدينا بعض الوقت الحر، فزرنا المجمعات التجارية الضخمة، وبانكوك هي بلد المجمعات التجارية، وقد قمنا بزيارة "سيام براغون" المجتمع التجاري الفخم جدًا والذي يضم أشهر محلات الماركات العالمية، وبجواره مجمع "سيام سنتر" وهو مجمع ضخم أيضًا وفيه العديد من المحلات والماركات، وبجانبهما مجمع "إم بي كي" وهو المجمع الأضخم، والذي فيه كل شيء بأسعار رخيصة جدًا، 7 طوابق كلها مليئة بالمحلات والبسطات، كل طابق مختص بنوع معين، إما ملابس أو الكترونيات أو ساعات أو أمور اخرى، من الأصلي إلى التقليد بدرجة أولى إلى التقليد بدرجات أقل .. أشياء لا يمكن مشاهدتها إلّا في تايلاند.

وفي ساعات المساء ببانكوك بإمكان العائلة التجول في عدة أماكن، مثلًا أن تخرج جولة في نهر "تشاو فرايا" الذي يعبر العاصمة كلها، بقارب فخم وبسعر رخيص جدًا، أو زيارة قصر "غراند بالاس" وهو قصر قديم جدًا ما زال بكامل البهاء والجمال، وتستخدمه العائلة المالكة في المناسبات، وهو مفتوح للزيارة، أو زيارة المعابد الفخمة في بانكوك، وبينها معبد "بوذا النائم" وشارع "آسياتك" الذي فيه محلات تجارية ومطاعم وأمور مميزة جدًا وجميلة للعائلات ، وأمور كثيرة اخرى، وأيضًا بالإمكان زيارة الحي العربي المليء بالمحلات العربية، أو زيارة المساجد العديدة في بانكوك والكنائس، بانكوك مدينة لا تنام، فيها كل شعوب الأرض، مدينة مجنونة بمعنى الكلمة .. وتستحق الزيارة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]