يعاني الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلية كافّة، من ظروف قمعية ومجحفة بشتّى المجالات ومنها مجال اطعامهم.

وتشتدّ معاناة الأسرى من ناحية الغذاء والطعام، في عيد الفصح المجيد، اذ تقوم مصلحة السجون بإطعام الأسرى من بقايا المحال التجارية والدكّاكين، ويستمر هذا الحال الى ما بعد عيد الفصح.

يذكر بان اسرى الحرية سيخوضون اليوم الاثنين، اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على الظروف السيئة في السجون.

مخالف لإتفاقية جنيف

محامية مختصّة في شؤون الأسرى - اماني ابراهيم، قالت بحديثها مع موقع بكرا:" هناك اشكالية موجودة بالأعياد اليهودية، الأعياد الدينية تفرض أنفسها على الأسرى الامنيين الفلسطينيين الموجودين في سجون الاحتلال وهذا مخالف لاتفاقية جنيف لانه من المفروض انه اذا تم اعتقال اسرى من منطقة محتلة يجب ان يكونوا مسجونين في سجن ضمن نطاق للأرض المحتلة لكن اسرائيل منذ ما بعد اوسلوا، تقوم بسجن الأسرى الامنيين من مناطق الضفة في مناطقها وتفرض عليهم ان يكونوا خاضعين او ملزمين بتحمّل كل تغيير اجتماعي او ديني ممكن ان يكون وهو لا يمت لا لثقافتهم ولا لوضعهم".

وتابعت:"وهنا ينطبق موضوع "المصّة"، في الأعياد اليهودية، اليهود لا يأكلون الخبز فالأسرى الامنيين يقوموا بشراء حاجياتهم من الكانتينا وهي عبارة عن مبلغ يتم ادخاله من الأهالي وهو رصيد معين لكل أسير، وهذا الرصيد محدد، لا يتمكنون من شراء الخبز لأنهم بحكم تواجدهم في السجن، هم يخضعون لكل تغييرات وانظمة الدولة وبالطبع هذا يسلب حقهم وحريتهم باكل هم لا يرغبونه".

وزادت:" هذا نوع من فرض تعسّفا بان يقوم الأسرى بعمل تعاليم وفروض دينية لا تتعلّق بدينهم او عبادتهم، مرغمين على اكل المصّة لانه لا يوجد بديل فهو معدم، هم مضطرين للغذاء على المصّة خلال طيلة المدة، هو مساس بالحقوق الاساسية للأسرى لكن المصلحة تبرر هذا الامر بانه واقعي بكلّ مؤسسة اسرائيلية اخرى وهنا يتعلّق بتعريف الدولة وهنا لا أخوض بهذا النقاش والأسرى يعودون لنظام الغذاء الاعتيادي مع انتهاء الأعياد عند اليهود".

قبل سنوات الـ 2000

وعن المطابخ وادخال الغذاء عن طريق الاهل، تقول:" بعدّة سجون هنالك مطابخ بكلّ قسم ويمنع منعا باتا ادخال اَي طعام عن طريق الاهل، مع ان هذه الإمكانية كانت متاحة في سنوات ما قبل الـ2000، كان ممكن ادخال مأكولات معينة بعد فحصها، منذ ذلك الوقت تغيّر هذا الامر وهناك مطابخ وهناك عدة اتفاقيات بما ان الحديث عن اسرى امنيين سياسيين فلكل قسم هناك متحدث باسمه وهذا المتحدث يطالب بحقوق الأسرى او يفاوض مصلحة السجون على عدة حقوق او عدة امور ممكن توفيرها للأسرى".

وأردفت:" المصلحة تنكّل بالأسرى عن طريق أعطاءهم اكل سيئ جدا، هو رديئ من حيث الجودة ويكون مطبوخ بشكل رديئ، لا طعم ولا جودة طعام ولا نوعية طعام فالأسرى يُستغلّون اقتصاديا بحيث هناك مطبخ معيّن ممكن استعماله بهدف الطعام في ساعات معينة ومحددة، لكن هذا الطعام يجب شراءه من الكانتينا واسعارها عالية جدا، كي يأكلوا طعام بجودة جيّدة، هناك امور معينة متاحة فيتضطرون على نفقتهم الخاصة شراء الأطعمة وتحضيرها وهنا يوجد أمرين يُمسّ فيهن، اولا بانهم يحددون ما هو الطعام المتوفّرة والغير متوفّر، وثانيا الضرر الاقتصادي فهذا يؤدي بالأهل الى ادخال المزيد من المصاريف ليشتروا هذا الغذاء الذي من واحب مصلحة السجون توفيره وهنا أشير الى ان هذا واحد من مطالب الاضراب، بان تُعاد إمكانية ادخال الطعام عن طريق الاهل لان الإمكانية كانت موجودة ولهدف اقتصادي، أُلغيت".

اساليب قمع الأسرى 

وعن الاضراب، تقول المحامية ابراهيم بحديثها الخاص لـ"بُكرا":"بالنسبة للإضراب وهنا اهم شيئ او اول تعليق هو برأيي ان الأسرى، أسرانا في سجون الاحتلال اختاروا يوم الأسير ليكون هذه المرة بداية إضرابهم، اضراب لكافة الأسرى من كافة الفصائل لأنهم يريدون إرسال رسالة وهي انهم لا يريدون فقط التضامن او تذكّرهم والحديث عن معاناتهم، هم يريدون التلاحم، تلاحم ابناء الشعب مع معاناتهم، لأنهم قرروا في هذا اليوم ان يبدأوا الاضراب مطالبين بحقوق أساسية ، حقوق تم الاتفاق عليها بين كافة الفصائل وهي تنبع من حقوق أساسية لأي أسير سياسي بالعالم".

وعن أساليب قمع الأسرى، تحدّثنا:" مصلحة السجون لديها اساليبها بقمع الأسرى وأهالي الأسرى وبمعاقبتهم مرارا وتكرارا من كل النواحي، تتمثل في زيارة الأهالي والتواصل معهم وحتّى نواحي استغلالهم اقتصاديا ونواحي توفير ما يلزمهم من غذاء والعديد من الحقوق التي تحق لكل أسير سياسي، اسرائيل لا تتوانى عن المس فيها، اسرائيل تستعمل الأسرى كاداة لأي تغيير سياسي موجود في الحالة السياسية راهنة، الأسرى يُستعملون كأدوات من خلال قمعهم والضغط عليهم بهدف سياسي لا يتعلّق بهم مباشرة وعلى هذا، مهم جدا دعم الأسرى والتلاحم مع قضيتهم لأنهم هذه المرة شهدت الحركة إضرابات فردية مختلفة، الأسرى قاموا باضرابات فردية فيما بعد التضامن الشعبي معهم من الطبيعي حوّل الحالة الفردية الى حالة جماعية لانه بالنهاية هذا الأسير يضرب كصرخة على ممارسات الاحتلال".

وانهت كلامها قائلة:"الأسرى يدخلون اضراب جماعي معا، والإضراب الجماعي الاخير كان عام 2012 ولَم تحقق مطالب الأسرى والسبب عدم تلاحم الشارع معهم وهنا انوه ان هذا الأسير الموجود هو يدفع ثمن او هو موجود بسبب دافع وطني، وهذا الأسير هو قضية شعب ولذلك مستحيل ان ينجح اضراب الأسرى دون ان يكون هنالك التفاف شعبي فواجبنا دعمهم في الاضراب حتى ما تحقق مطالبهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]