بمبادرة النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة-القائمة المشتركة) عقدت اللجنة البرلمانيّة للنهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندريّة اليوم –الاثنين-جلسة خاصّة لمناقشة بحث خاص أعدته تمر دهّان العاملة الاجتماعيّة في جامعة تل ابيب مؤخرا حول حالات قتل النساء لأزواجهن، القتل الذي يأتي نتيجة سنوات من المعاناة من العنف والتنكيل المستمرّ على يد ازواجهن، اذ تقبعن في السجون الاسرائيليّة ما يقارب العشرين امرأة بتهمة قتل ازواجهن من بينهن خمس نساء عربيّات، جميعهن لم تتمّ ادانتهنّ بأي جريمة سابقة، وهذه هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبنها في حياتهن.

في افتتاحها للجلسة اكّدت النائبة توما-سليمان أنها بادرت لعقد هذه الجلسة بعد الجولة التي نظّمتها لجنة المرأة في سجن النساء "نافي ترتسا" الجولة التي خلالها التقت النائبة بمديرة السجن وبامرأة تمّت ادانتها بالقتل المتعمّد لزوجها، الزوج الذي نكّل بها بشكل مستمرّ على مدى سنوات. وأكدت النائبة انه فور نشر البحث قررت الدعوة لعقد الجلسة لأهمية الموضوع ولعدم اخذه الاهميّة الكافية.
في نقاشها أكدت دهّان معدّة البحث انّ التفاصيل التي تقف وراء النساء اللواتي قتلن ازواجهن متشابهة في جميع دول العالم، جميعهن وقعن ضحايا سنوات طويلة من التنكيل المستمرّ من طرف الزوج قبل حادثة القتل. يضاف الى ذلك انّ جميع هؤلاء النساء قمن بالتوجّه -قبل تنفيذهن للقتل-الى المجتمع ومؤسساته وعرض مأساتهن لكن دون أي جدوى، الامر الذي يوصلهن الى قتل أزواجهن خوفا من تعرضهن للقتل. وأضافت دهّان أن جميع النساء اللواتي توجّهن الى رئيس الدولة طالبات العفو قوبلن بالرفض فالدولة ترى بهن قاتلات مع سبق الإصرار والترصّد دون الاخذ بالاعتبار مسيرة العذاب والتنكيل التي ادّت بهن الى تنفيذ هذه الجريمة، وأكدت دهّان انّ هؤلاء النساء تعرضن للإساءة ثلاث مرّات في حياتهن، من طرف ازواجهن، المجتمع ومؤسسة القضاء.
توما-سليمان تطالب بإقامة طاقم مختصّ لفحص ادانة النساء بالقتل المتعمّد
في نهاية الجلسة أكدت النائبة توما-سليمان على اهميّة البحث التي بادرت لعرضه امام اللجنة في الكنيست وقالت:" هذا البحث سلّط الضوء على احدى الزوايا المظلمة في المجتمع والتي لم تلق الاهتمام اللازم، هذا البحث يضعنا امام أسئلة صعبة يجب الإجابة عليها. كلّما أغلقنا فرص النجاة والعيش الكريم امام النساء سيستمررن باللجوء الى ممارسات وافعال كنّا بغنىً عنها، كلما استمرت السلطات بسياسة الإهمال التي تتبعها ستستمر النساء بالشعور بالخطر، بالتهديد الموجّه ضدهن وانعدام أي عنوان لمتابعة قضاياهن، للأسف الشديد في حالات معيّنة تلجأ النساء لأخذ حقّهن بأيديهن الامر الذي يترجم احيانًا الى جرائم قتل. هذا يتجلى بشكل واضح في حقيقة ان 5 نساء من 20 امرأة قتلن ازواجهن هن عربيّات و-50% من النساء اللواتي يقتلن كل عام في إسرائيل أيضا عربيات، فالنساء العربيات يعانين من التمييز المضاعف في معالجة قضايا العنف الموجّه ضدهن مما يضيّق افق النجاة امامهن.
هذا وتطرقت النائبة الى حتلنة وزارة القضاء التي عرضت امام اللجنة والتي بوجبها يتمّ فحص طرق المتابعة القانونيّة لجرائم القتل، حيث عقّبت توما-سليمان قائلة:" الحتلنة التي عرضها مندوب النيابة العامّة مثيرة للاهتمام وخطوة بالاتجاه الصحيح، لكن بالإضافة الى ذلك سأقوم بالتوجّه باسم لجنة المرأة لوزيرة القضاء مطالبة بإقامة وتشكيل طاقم مهني لبحث كل القضايا التي عرضت امامنا اليوم والوصول الى توصيات تساعدنا في احداث التغيير القانوني المطلوب. فبدلًا من انتظار وقوع الجريمة هنالك واجب على السلطات متابعة وعلاج المشكلة في المراحل الأوليّة – عندما تعاني النساء من التنكيل المستمر واهمال السلطات" وفي نهاية تلخيصها عادت النائبة توما-سليمان وأكدت انها لا تبرر بأي شكل من الأشكال أي عمليّة قتل وبأنها كانت تفضّل ان لا تقع هذه الجرائم لكن أكدت انه بدون فهم حالة الرعب والتهديد التي تعيشها النساء المعنفات لا يمكن الفهم انه في معظم هذه الحالات يكون القتل دفاعًا عن النفس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]