عقد سفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية عددا من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولي الكرسي الرسولي الكبار الاسبوع المنصرم. وتباحث اللقاءات التطورات الاخيرة في المنطقة، بما فيها زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى المنطقة وحاضرة الفاتيكان التي من المقرر أن يلتقي فيها قداسة البابا فرنسيس الاربعاء المقبل.

والتقى السفير مع المنسنيور انجيلو بيتشو، نائب رئيس وزراء الكرسي الرسولي، حيث جرى التركيز على اوضاع الاسرى في سجون الاحتلال واضرابهم الذي دخل يومه الرابع والثلاثين وسط مخاطر انهيار صحة عدد كبير منهم. وسّلم قسيسية رسالة بهذا الخصوص الى قداسة البابا، وطالب بإسم القيادة والاسرى تدخل قداسته العاجلة لتحقيق مطالب الاسرى الانسانية و احترام القانون الانساني الدولي وحقوق الاسير .

كما التقى قسيسية مع سكرتير الدولة للعلاقات الدولية ( وزير الخارجية ) المنسنيور بول ريتشارد غاليغر، حيث ناقش الطرفان التطورات السياسية على الأرض، وتصعيد الممارسات الاسرائيلية غير القانونية، وخاصة بما يتعلق بالاستيطان. حيث قدم السفير خرائط تظهر فيها حجم الاستيطان وخطورته على حل الدولتين على اسس الشرعية الدولية .

من جهة أخرى، شدد قسيسية على البعد الديني للمدينة المقدسة ودور الاتفاقية الثنائية الشاملة التي وقعت بين الطرفين في حماية الأماكن المقدسة والحفاظ على "الستاتيسكو" التاريخي، وتثبيت الوجود الوطني الفلسطيني المسيحي في الأرض المقدسة . وفي نهاية اللقاء سلم السفير نسخة من كتاب "علاقة الكرسي الرسولي مع فلسطين تاريخياً"، والذي يلخص مراحل تاريخ العلاقة بين الكرسي الرسولي وفلسطين منذ أوائل القرن التاسع عشر الى يومنا هذا. ومن الجدير بالذكر ان الكتاب من أحدث إصدارات اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس وسفارة دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان.

وفي سياق آخر، التقى قسيسية بالمنسنيور انطوان كاميليري نائب وزير خارجية والمسؤول عن ملف المفاوضات، حيث ثمن السفير البيان الاخير الذي اصدرته الكنيسة الكاثوليكية – عبر لجنة العدل والسلام في القدس- والذي أشار الى ان الوضع في الاراضي المحتلة مقلق جدا وغير طبيعي ومن الخطأ ان تتعامل الاطراف مع اسرائيل بشكل طبيعي . كما اثار السفير قضية مصادرة الاراضي في كريميزان والولجة، واستمرار بناء جدار الضم والتوسع في اراضي المواطنين لصالح الاستيطان والتضييق على التوسع والبناء الفلسطيني الطبيعي .

والتقى السفير بالكاردينال كورت كوخ سكرتير الحوار لوحدة الكنائس، حيث اكد الكاردينال كوخ على عزيمة قداسته بالاستمرار لتوحيد كلمة الكنيسة، ودلل على الوثيقة المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة اللوثرية، كما دلل ايضاً على الوثيقة المشتركة بين الكنيسة القبطية والكاثوليكية بخصوص سر المعمودية .

وفي هذا السياق اشار الكاردينال الى الاهتمام من قداسة البابا فرانسيس لتعميق الحوار مع علماء الازهر وخاصة بعد الزيارة التاريخية لجمهورية مصر ولقاءه هناك، مع القيادات السياسية والدينية .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]