في اعقاب الحادثة الإرهابية التي حصلت في مصر الجمعة والتي أودت بحياة 24 قبطيا بريئا، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات غاضبة مستنكرة ومستهجنة حوادث الإرهاب التي تحصل مؤخرا في العالم وخاصة في مصر حيث انها ليست المرة الأولى التي يتم خلالها استهداف الاقباط، فقد تم قبل فترة تفجير كنيستين قبطيتين في مصر وقتل عدد كبير من الضحايا الأبرياء خلال احتفالهم بعيد الفصح. وقد اجمع المعظم على ان هذه الحوادث الإرهابية المتفرقة والتي تحصل في مناسبات دينية بشكل خاص هي تهدف فقط الى ضرب الوحدة الوطنية بين الشعوب ونشر الفتنة وعلينا ان لا نسمح لهؤلاء الإرهابيين بالتغلغل بين أبناء الشعب الواحد حيث ان الإرهاب لا دين له ولا يمس للاسلام بأي صلة.

علينا أيضا ان نتصدى لكل الأصوات النشاز التي تفرح او تبدي تفهما لهذه الجرائم

دكتورة رنا زهر قالت بدورها حول حادثة القتل: مع كل قطرة دم بريئة تسفك في العالم بسبب جرائم الإرهاب، ومع كل غصة في القلب عن سماع اخبار التفجيرات بحق أناس بريئة آمنة، ومع كل ثورة غضب تجتاحنا بسبب عجزنا عن وقف المجازر، تتجلى خطورة المخطط الدنس المحاك ضدنا في الشرق الأوسط خاصة، وتتضح الصورة أكثر لهذا لمخطط الذي يرمي الى خلق" شرق أوسط جديد" مفكك ومفتت الى طوائف وجماعات دينية متصارعة، لتحويل الصراع وتغيير مساره من صراع سياسي- وهو الصراع الأصلي- الى صراع ديني في المنطقة. ان الدم البريء المسفوك في مصر والجريمة البشعة بحق اقباط مصر في المنيا وقبلها الإسكندرية وغيرها، ما هم الا امتدادا للإرهاب الدموي الذي يضرب في العالم، في بريطانيا مؤخرا، وبلجيكا وفرنسا وتركيا وهي صنع نفس الايدي التي تعبث بمصائر أبرياء في سوريا والعراق واليمن، وهي من نفس المصدر، من المصدر الأول للإرهاب والفكر التكفيري: السعودية والولايات المتحدة ومن لف لفيفهم. مع هذا ومع عجزنا كله، نستطيع ان نقف بالمرصاد للمخطط هذا. بمجرد ان نعي وجوده، وان نكشف أوراقه فأننا نتصدى له.

ونوهت: بمجرد بان لا نسمح للمخطط بالمرور والعبث بوحدة صفنا وتحويلنا الى طائفيين مقيتين، فأننا نتصدى له، وبمجرد تمسكنا بقضيتنا الأولى العادلة، القضية الفلسطينية التي هي لب الصراع في المنطقة، فأننا نتصدى له. علينا أيضا ان نتصدى لكل الأصوات النشاز التي تفرح او تبدي تفهما لهذه الجرائم، ولكل من يستغلها أيضا لنشر الفتنة الطائفية البغيضة. الرحمة لضحايا الإرهاب في مصر وفي كل مكان بالعالم والامن والأمان والاستقرار لمنطقتنا وشعوب العالم.

اتوجه الى الشرفاء في مصر بتنظيم مظاهرة مليونيه موحدة ضد الفتنة ومن اجل حماية الوحدة

عزيز بسيوني قال لـ "بكرا": ما يحدث في مصر هو جزء مما يحدث في الوطن العربي من تفشي للإرهاب برعاية اميركا واسرائيل عن طريق وكلائهم من رجال دين وسياسيين مأجورين. استهداف اقباط مصر بالتحديد هدفه اغراق مصر بالدماء وبالطائفية لان من مصلحة امريكا واسرائيل والسعودية وقطر وتركيا بان تكون مصر ضعيفة وشعبها مخدر ومفتت. اتوجه الى الشرفاء في مصر بتنظيم مظاهرة مليونيه موحدة ضد الفتنة ومن اجل حماية الوحدة، لا يكفي القول بان مثل هذه الاعمال لا تمثل الاسلام وانما يجب ان تكون افعال حقيقية فوراً في وجه القوى المتأسلمة وتجار الدين. الرحمة لضحايا الارهاب والامان لمصر وللوطن العربي.

مصطفى مشعور عقب بدوره قائلا: من المعروف ان الارهاب يستغل القيم السامية منها الدينية ومنها الدنيوية لتنفيذ مخططاته التي هي مخططات اكبر من التنظيمات التي تقف بالواجهة مثل داعش والقاعدة ومشتقاتهما والتنظيمات الارهابية في مصر تستهدف المسلمين قبل المسيحيين وتركيزها في الآونة الاخيرة على الاقباط هو وليد ازمة عسكرية بسبب ضغط الامن المصري عليها بالإضافة الى محاولة احراج النظام المصري الذي ايده معظم الاقباط ليصوروه على انه عاجز عن حمايتهم فالعملية جاءت بقرار سياسي هادف ولم تكن وليدة ثورة في الاحاسيس لدى من نفذها طبعا هي عملية اجرامية مدانة يجب احباط اهدافها السياسية من ضرب للنسيج الوطني المصري وفي المنطقة ايضا.

فهيم خمايسي قال لـ "بكرا": ان ما حدث في مصر وما يحدث من اجرام لا استبعد ان يكون للحكومة المصرية يد بذلك، للسف الظلم والاجرام يبدأ من الحاكم ومن المؤسف ان زعامة الاقباط الروحية والدنيوية ايدت الحكومة الحالية، لذلك على الاقباط ان يراجعوا حساباتهم، ونؤكد ان الإرهاب سلاح ذو حدين لن ينجوا منه أحد.

الارهاب ينمو ويترعرع في الدفيئة الرجعية وليدة الاستعمار والتخلف الديني

عبد اللطيف حصري حدثنا قائلا: استهداف الأقباط بالذات يرمي الى ارباك الدولة المصرية وإدخالها في أتون الصراع الديني الحدث مختلف عن سوابقه ويشكل اختراقا كبيرا للأمن المصري من حيث شكل التنفيذ الذي يشير الى سيطرة فعلية وثقة بالنفس وغياب الرادع الأمني.

ادم مناصرة قال لـ "بكرا": ما يحدث بمصر وبمجمل العالم العربي بالتحديد، هو تنفيذ مخطط تفتيت الهوية الجامعة للجغرافيا الممتدة من مراكش حتى بغداد. وادوات هذا المخطط هم المجرمين الذين يستولون على السلطة، بالانقلابات والسطوة المخابراتية الأمنية، والتي تخلق وتصنع هذا الواقع المرعب، كي يتمسك الناس البسطاء من المواطنين بهذه السلطة او تلك! هذه الممارسات يقوم بها كل طاغية، بدءاً من الطاغية السيسي ومخابراته، التي حوّلت مصر الى ثكنة من الرعب؛ والحاكم بها اليوم هو الخوف! تماماً كما حدث ويحدث بالعراق، الذي نراه كيف يتفتت الى كيانات سياسية بهويات دينية مختلفة، واليوم يجري العمل بهذا الاسلوب بسورية!

ونوه: مصر هي الخزان العربي الوحيد الضامن للوحدة العربية مع دمشق السورية، ضرب كلا البلدين هو عنوان المرحلة القادمة بالشرق العربي! برأيي أرى انه يجري الآن إفراغ المسيحيين العرب من بلداننا ومجتمعنا، بمخطط خبيث يهدف الى تحويلنا الى مجتمع من لون واحد ودين واحد، كمقدمة لإعادة توزيع الاختلاف الديني بإطار كياناتي سياسي ذو هوية دينية توائم وعدد الاختلافات الدينية بالمنطقة؛ وهذا بالضبط مؤداه ونتيجته الأخيرة تأسيس "حق" عالمي لكل فئة دينية/اثنية بتأسيس كيان سياسي لها بناءاً على روايات دينية تخص هؤلاء، وهنا نصل الى ان الرواية الدينية التوراتية هي الحق الأولى والأشمل لخارطة المنطقة القادمة بالتركيبة السياسية!

بهجت عساقلة عقب بدوره: الارهاب ينمو ويترعرع في الدفيئة الرجعية وليدة الاستعمار والتخلف الديني وزعزعة اركان الحكم في الدول الضعيفة او التي تم اضعافها مسبقا لخلق واقع جديد او كما سموه شرق اوسط حديث. للاسف ربطوا اسم الاسلام بالارهاب. والارهاب بالاسلام ونجحوا نجاحا باهرا بمعونة المتخلفين السلفيين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]