يعتبر سوق القطانين بالبلدة القديمة من القدس سوق نموذجية أُنشأ في العهد المملوكي أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون بأمر من امير دمشق تنكز الناصري عام 737هـ/ 1229م واعتبر وقفاً بحوانيته وحماميه وخانه وقفاً للمدرسة التنكزية الواقعة بباب السلسلة، يبلغ طوله 100متر وعرضه 8أمتار، كانت حوانيته الخمسين في العهد المملوكي متخصصة ببيع القطن والقماش المصنع منه، ولكن أهمية هذا السوق تضاءلت عند اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح سنة 1497م ومن ثم أهمل هذا السوق تمامًا في أواخر العهد العثماني . الى ان اصبحت معظمها مغلقة ، شهدت السوق فترة انتعاش نسبية مع تسيير قوافل البيارق من داخل الخط الاخضر اليه ترافقاً مع زيارتهم للمسجد الاقصى، إلا أن الضرائب الإسرائيلية الباهظة تهدد المحال بالإغلاق والمصادرة مع غيرها من المحلات الأخرى الموجودة في جميع أسواق القدس القديمة.

ويعتبر هذا السوق من اكمل واجمل الأسواق في فلسطين، بل أن كريزول عالم العمارة الإسلامية، عّده من أروع الأسواق في الشام. ومجير الدين، مؤرخ القدس والخليل، مدحه قائلا في أوائل القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي:" …وأما ما في القدس الشريف من الأماكن المحكمة البناء فمن ذلك سوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب وهو سوق في غاية الارتفاع والإتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد".

و اشتهر وتخصص هذا السوق ببيع القطن ومشتقاته. وأحيانا يطلق العامة على هذا السوق اسم السوق العتم نظرا للظلام الناتج عن فرق الإضاءة بينه وبين أجزاء المسجد الاقصى المكشوفة

واليوم يباع في السوق هدايا متنوعة من المسابح والاثواب والتذكارات والالعاب والاثواب التي تلبي رغبات وحاجات زوار المسجد الاقصى ومدينة القدس.

وفي شهر رمضان ينتعش السوق ويزدحم بالمصلين وخاصة خلال صلاتي العشاء والتراويح.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]