تحصد الحوادث المختلفة، أسبوعيا، عشرات الأطفال لأسباب عدة اما الاهمال وأما قلة الانتباه. ومن بين هذه الحوادث، حوادث الطرق التي تقع في ساحات البيوت، وباتت تتزايد في هذه الفترة.
وتقضّ هذه الظاهرة مضاجع الكثيرين بحيث كان اخر الحوادث، ذلك الذي حصد روح المرحوم صهيب محمد محاجنة.

هنالك انخفاض بمجمل حوادث الاطفال، ولكن ما زال هنالك فجوة

حول هذا الموضوع وسلامة الأطفال حاور مراسلنا، محاضر في جامعة حيفا وناشط جماهيري في موضوع صحة وسلامة الأطفال خاصة، نسيم عاصي الذي قال:"المعطيات هناك نشرت في الفترة الاخيرة من قبل وزارة الصحة والمؤسسات التي تعمل بهذا الموضوع تشير بانه طرأ هنالك انخفاض بمجمل عدد حوادث الأطفال، حيث يدور الحديث عن ما يقارب 106 اطفال يموتون كل عام، ولكن اشارت المعطيات بان الهبوط لم يكن بداخل المجتمع العربي، انما حصل ذلك في المجتمعات الاخرى، حيث رأينا ان 65% من الأطفال الذين يموتون هم عرب.هذا يشير الى ان الفجوة لا زالت متواجدة، ان لم تتعمق اكثر مقارنة مع خمس سنوات سابقة".

البيوت هي أماكن غير امنة

وتابع:"الأسباب الرئيسيّة للحوادث هي حوادث الأطفال في البيوت وساحات البيوت ومن ثم حوادث الطرق.مما يشير الى ان البيوت ومنطقة البيوت هي أماكن غير امنة لتواجد الأطفال فيها.هذه الأماكن هي مصيدة للأطفال ووفيّاتهم حيث ان اذا نظرنا للمجتمع العربي 55% من وفيات الأطفال العرب بسبب الحوادث تحصل في البيوت وساحات البيوت.وهذا يناقض المعتقد المتداول به بان البيت هو "مكان امن".

قلة الوعي، شح الميزانيات، نقص ببرامج التوعية

واضاف:" بالنسبة للاسباب هناك الكثير، ولكن اعتقد انه هناك عشرات الأسباب وألخصها بخمسة أسباب رئيسية، السبب الاول: قلة الوعي والمعرفة لدى أولياء الامور حول كيفية بناء عالم امن للأطفال، قلة المشاريع وشح الميزانيات التي لا تصل للمجتمع العربي حيث ان ينقص المجتمع العربي برامج توعوية بهذا المجال فبالرغم من تواجد مؤسسات قطرية تعمل لهذا المجال انما هذه المؤسسات لا تعمل كفاية داخل المجتمع العربي.يرتكز عمل المؤسسات القطرية بالعمل مع مجموعة من المتطوعين حيث لا تبنى البرنامج التي تتناسب مع المجتمع العربي وحاجياته كذلك.هذا ما يقلق في طبيعة الحال، في داخل المجتمع العربي وهو عدم وضع موضوع سلامة الأطفال على سلم أولويات صانعي القرار ، نحن نرى بان متخذي القرارات لا يهتمون كفاية بهذا الموضوع والامر واضح انه من خلال برنامج 922 وهو برنامج اقتصادي للمجتمع العربي، لم يكن هناك حيّز من الميزانيات يهتم بهذا المجال".

موت 60 طفل عربي سنويا لم يضيئ الضوء الاحمر لدى النواب العرب

واشار الى ان:"،علما بان الخطة بنيت من خلال التعاون مع متخذي القرار في المجتمع العربي منهم رؤساء المجالس المحلية العربية والنوَّاب العرب في الكنيست كذلك وجمعيات جماهيرية وكلهم لم يروا بموضوع سلامة الأطفال، موضوع هام، بالرغم من انه 60 طفل عربي يموتون سنوّيا بسبب حوادث كان بالإمكان منعها.السبب الرابع، معتقدات التي يعيشها المجتمع العربي، "المكتوب على الجبين بتشوفه العين" او " كله بيد القدر"، مع العلم بان كل رسائلنا الدينية ان كانت إسلامية او مسيحية او حتى درزية تتكلم حول كيفية بناء عالم امن لاطفالنا وكيفية الحفاظ عليهم.ما يشير بان مفهوم القضاء والقدر هو مفهوم غير واضح لمجتمعنا.شحّ الميزانيات التي تصل المجتمع العربي لبناء محيط امن وهناك عنصرية واضحة صارخة من الحكومة تجاه المجتمع العربي حيث لا ترصد الميزانيات الكافية لتغيير صحة المجتمع العربي ومنها سلامة الأطفال".

دور السلطات المحلية

وعن دور السلطات المحلية، يقول:" نحن نرى ان للسلطات المحلية دور هام بالموضوع وببناء عالم امن لاطفالنا، ومطالبة المراكز الجماهيرية والمدارس بالاهتمام بهذا الموضوع، ولكن للاسف الشديد الموضوع لا يتواجد على سلم الأولويات، وانا باعتقادي ان النقص ليس بسبب عدم اهتمام رؤساء المجالس المحلية، انما المسؤولية باعتقادي تعود على الجمعيات القطرية التي يجب ان تعنى بهذا الموضوع، وان تطالب وتتبني مشاريع تتناسب مع المجتمع العربي، وان تتحدّث مع رؤساء المجالس المحلية وان يكون هناك قناة مفتوحة بين الرؤساء وهذه المؤسسات، ولكن بما ان المؤسسات لا تدخل المجتمع العربي باستراتيجية العمل الخاصة بها، حيث ان المجتمع العربي موجود على هامش اجندة عمل هذه المؤسسات، ان كان هنالك ميزانية خاصة بالمجتمع العربي هم يعملون، وان لم تكن هناك ميزانية فهم لا يعملون.المقصود هنا ان المجتمع العربي بعيد عن دائرة الـ"نحن".

مؤسسة "بيطرم" لا تعمل بشفافية كاملة

وعن عمل مؤسسة بطيرم، يقول:"هذه المؤسسات لا تعمل بشفافية كاملة ، اعتقد بان الأسباب هي الميزانيات التي تصل اليها من خلال المؤسسة الحكومية ونحن ندري الان ما هو سلم أولويات المؤسسة الحاكمة اليوم.فلذلك هي تعمل بضبابية كاملة من ناحية الميزانية ومن ناحية الملكيَّات في داخل المؤسسة".

وانهى كلامه قائلا:" في السنوات الخمس الاخيرة بما انه لم يكن هناك ميزانية خاصة بالمجتمع العربي فقد توقفّ عمل بعض المهنيين العرب الذين كانوا داخل المؤسسة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]