استنكرت بلدية سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة وضع حجر الأساس لكلية تراث إلى جانب كلية طب في جامعة مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي مدينة سلفيت والقرى المجاورة.

واعتبرت البلدية في بيان لها هذه الخطوة مؤشرًا خطيرًا على مخططات الاحتلال لتكريس الاستيطان وتوسيعه.

وتشير المعلومات المنشورة إلى نية الاحتلال مضاعفة مساحة الجامعة الاستيطانية من 47 ألف متر مربع، لتصبح 105 آلاف متر مربع على حساب الأراضي الفلسطينية، فضلا عما تشي به الخطة من محاولات لسرقة التراث والتاريخ الفلسطيني العريق، واصطناع تاريخ وهمي للوجود الاستيطاني.

وقالت البلدية إن هذا المشروع يجري بغطاء ودعم مباشرين من حكومة الاحتلال، حيث قام رئيسها بنيامين نتنياهو شخصياً برفقة وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت بوضع حجر الأساس لهذا المشروع الذي يدعمه الملياردير اليهودي المتطرف شيلدون أديرسون بعشرين مليون دولار.

ودعت الحكومة وكافة القوى والهيئات والمؤسسات الفلسطينية وأصدقاء الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة (BDS)، إلى فضح هذا المشروع وأبعاده الاستعمارية الخطيرة على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.

كما طالب رئيس البلدية عبد الكريم الفتاش رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين والعرب والجهات الداعمة، بالرد على هذا المشروع الاستيطاني بمشاريع تساهم بتعزيز صمود المواطنين في سلفيت وحماية الأرض الفلسطينية.

وأشار إلى أن البلدية مستعدة لتقديم كل التسهيلات والخدمات لاستقبال مثل هذه المشاريع ودعمها بكل السبل.

كما دعا الحكومة لبناء قصر ثقافي في سلفيت، وبناء كلية تمريض ومستشفى عسكري في المحافظة التي تقع في قلب الضفة وتعتبر أكثر المحافظات تضرراً ومعاناةً من خطر الاستيطان.

تثبيت وقائع

من جانبه، قال الباحث خالد معالي لوكالة "صفا" إن وضع حجر الأساس لإقامة الكليتين الاستيطانيتين يهدف لتثبيت وفرض وقائع الاستيطان على الأرض بالقوة، حيث تؤكد الحكومة الإسرائيلية أنها ستضم تجمع مستوطنة "اريئيل" لكيانها، ولا انسحاب منه في المفاوضات المستقبلية.

وأكد معالي أن إقامة كلية الطب هو محاولة لتضليل الرأي العام والمجتمع الدولي حول حقيقة الاستيطان، باستغلال المعاني الإنسانية ومهن الطب السامية والنبيلة لقهر وسلب شعب وطرده من أرضه.

وبيّن أن الأراضي التي ستقام عليها كلية الطب الجديدة تقع شمال سلفيت وفوق أراض زراعية ورعوية صودرت بالقوة.

ودعا معالي المؤسسات الدولية لفضح أهداف ومرامي الاحتلال، وذلك بعدم الاعتراف بجامعة مستوطنة "أريئيل" ولا بكلياتها، ومن ضمنها كلية الطب وكلية التراث، كونها أقيمت فوق أراض يعتبرها القانون الدولي محتلة ويمنع إقامة منشآت تتبع الدولة المحتلة فوقها.

وأشار إلى أن الاحتلال أغرق محافظة سلفيت بالمستوطنين تحت ستار التعليم والمهن الإنسانية النبيلة، في محاولة لتضليل وخداع المجتمع الدولي، وذلك على حساب المزارعين الذين فقدوا مصدر دخلهم من الأراضي المصادرة لصالح التوسع الاستيطاني.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]