رغم تحرير المدينة من قبضة إرهابيي "داعش" لا يزال الوضع الإنساني في الموصل معقدا للغاية، إذ ترتفع داخل المدينة دعوات إلى الانتقام من مواطنين يشتبه بتعاونهم مع الإرهابيين.

وأشار تقرير أصدرته صحيفة "أيريش إندبندنت" الأيرلندية، أمس الأحد، إلى أن العديد من السكان الذين عانوا من تصرفات الإرهابيين الوحشية يطالبون بمعاقبة العائلات التي انضم أعضاؤها إلى التنظيم.


ونقل التقرير عن طبيب يعمل في الموصل قوله: "بإمكاني التعرف فورا على أهالي الدواعش الذين يطالبونني بالعلاج، إذ يبدون شباعا وأوجههم ممتلئة، فيما أصبح جميع الباقين في الموصل هزيلين وجياعا".

وذكرت الصحيفة أن الاشتباه بتورط المواطنين في التعاون مع "داعش" أثناء فترة سيطرة التنظيم على المدينة كثيرا ما لا يستند إلى أي أدلة مقنعة، إذ قالت بلقيس ويلي، كبيرة الباحثين في الشؤون العراقية ضمن منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن النساء والأطفال الذين يظهرون في الشارع بلا رفقة رجل يشتبه بأن أهاليهم الذكور انضموا إلى الإرهابيين وقتلوا أو اعتقلوا أو استطاعوا الفرار من المدينة المحررة.

وأكد التقرير أن العامل الطائفي يسهم أيضا في حدة التوتر داخل المجتمع، إذ لا يزال المسيحيون واليزيديون والشيعة، الذين تعرضوا للإبادة من قبل الإرهابيين، مقتنعين بأن مواطنيهم السنة تعاملوا مع "داعش" وشاركوا في هذه الأعمال الوحشية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع في الموصل يعكس نزعة أوسع في العراق، موضحة أن إجراءات العقاب الجماعي التي اتخذت بحق "عوائل الدواعش" في قرى عدة، شمال ووسط العراق، طالت جميع سكان هذه القرى السُنة.

وأكدت بلقيس ويلي أن اللاجئين السنة، المقيمين في مخيمي الخازر وحسن شام شرقي الموصل، يشاهدون قراهم المحررة من "داعش"، غير أنه لا يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم.

في الوقت نفسه، أكدت الصحيفة أن حملة الانتقام من المواطنين المرتبطين بـ"داعش" تظل محدودة، إذ لم يسجل المراقبون إلا عدة جرائم قتل واختطاف منفصلة في قرى جنوبي الموصل، غير أن هذه الجرائم لم تحمل طابعا جماعيا.

المصدر: أيريش إندبندنت
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]