إمتلأ البيت ببلال وعروسه بعد ان ظل فارغا لـ 15 عاما وأصبح حلم الأم بأن يعلو صوتها بالزغاريد بيوم عرس ولدها واقعا بعد ان سرقت عتمة السجون فلذة كبدها طويلا .. بلال كايدالأسير المحرر الذي اضرب عن الطعام لأكثر من 70 يوما زف عريسا .

في بلدة عصير الشمالية مسقط رأس المحرر بلال كايد كانت الدعوة عامة ورفع على الأكتاف مزينا بقلائد النقود التي اعتاد الفلسطينيون اهدائها للعريس في ليلة زفافه المنتظرة.

أما فرحة اخوته المقيمين والمسافرين الذي جاؤوا احتفاءا بالعريس بلال كانت ضيقة على الارض بما رحبت.

اشتبكت ايدي بلال ولكن هذه المرة ليست بسلاسل السجان انما مع صف الدبيكة وعلى انغام اغاني الفنان الفلسطيني قاسم النجار اهتزت اكتاف العريس الثلاثيني فرحا وطربا.

وولم يبقى كهلا ولا طفلا في عصيرة الشمالية التي ينحدر منها بلال الا وجاء محتفيا بالعريس المناضل .

ألوان الأضوية الملونة التي زينت المنصة والاعلام الفلسطينية التي رفرفت فوقها شهدت على صوت السحجات التي علت في سماء القرية .

والأكيد ان عذابات السجانين لم تفلح في تشتيت قدمي بلال كايد التي كان اشبه بحصان عربي اصيل وسط مهرجان من الفرح الجماعي.

أما رائحة المشاوي الشهية فعبقت بالقرب من ساحة الرقص منادية المعازيم لتناول طعام العشاء في ليلة الزفاف للعريس بلال كايد .

ولم تكتفي الام التي لطالما جلست في خيم التضامن والاعتصام بقلب منفطر على ولدها بالنظر الى الحفلة الشبابية من بعيد انما رافقت الزفة وبالعصا رقصت مع ولدها مرتديتا الزي الفلسطيني التراثي.

قبل عام من الآن كتبنا عن الاسير بلال كايد حينها كان مضربا عن الطعام يقبع في زنازين الاحتلال ورافقنا ذويه في رحلة من الألم عندما كانوا على موعد معه قبل ان يعلموا ان سلطات الاحتلال اعادت اعتقاله اداريا قبل موعد الافراج عنه بيوم واحد والأن آثرنا ان نكون معهم في فرحتهم العارمة بزفاف بلال كايد الذي لطالما انتظره محبوه طويلا.

المصدر: راية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]