كان واضحا للجميع منذ البداية أن منظومة التحكم الأمني التي فرضتها سلطات الاحتلال على الأقصى لم تكن مجرد إجراءات أمنية وتنظيمية، بل سياسة تهدف إلى فرض السيادة المطلقة على القدس والأقصى وتهويدهما.

أدرك المقدسيون هذا المخطط كما أدرك جميع الفلسطينيين بعدهم، وتحركوا رافضين ومناهضين له، وكان قرار عدم الدخول وإقامة الصلوات خارج الأبواب ذكيا وجريئا.

وأدار المقدسيون معركة شجاعة شكلت نموذجا للتلاحم الشعبي ولحسم الصراع على أرض الواقع، وأثبتت أن القدرات التفاوضية هي المقدرة على الاستفادة من قدراتهم وصمودهم وتحييد قدرات الاحتلال لإرضاخه والانتصار عليه. كما أكدت الأزمة والمعركة أن خارطة طريق المفاوضات تتشكل من قلب الميدان قبل نقاشها في جلسات حول طاولة المفاوضات، التي تعتبر وسيلة فقط لصياغة ما تم حسمه فى الميدان الذي يضمن نتائج منصفة للمفاوضات والنضالات على المستويات المختلفة.

في ضوء ذلك يجب على القيادة الفلسطينية أن تدرك أن حامي قدسنا ووطننا وحاميها هو شعبها وليست الاتفاقيات الموقعة والمواثيق الدولية، وان مرجعيتها مشروع وطني جامع تلتزم به وبحراك الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الذى لن يتوقف عن ممارساته وغزوه إلا اذا دفع ثمنا وتكبد خسارة لسياساته العنصرية المتطرفة والاستيطانية.

أجمل تحية للمقدسيين خاصة وأخرى للفلسطينيين عامة وكل من ناصر معركة حماية القدس، التي حققت انتصارا جزئيا ومرحليا، وسطرت معالم أولية لطريق تحرير القدس من تغوّل الاحتلال، كعاصمة للشعب الفلسطيني، لكن المواجهة مع الاحتلال ما زالت مستمرة وتحتاج منا لشحن القدرات ودعم المرجعيات الدينية وأهل القدس بكل ما أوتينا من قوة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]