لم يجد المواطن رياض مصطفى ربيع ذو الثانية والستين عاما ً ، السعادة والراحة بعد تقاعده من عمله مدرسا ومربيا للأجيال لمدة 30 عاما ً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا ، الا في تعلم صيانة الأجهزة الخلوية في مدينة رام الله ، إذ يذهب بشكل يومي الى مركز شهاب لصيانة الأجهزة الخلوية ليتلقى تعليمه المهني هناك .

وينحدر ربيع من بلدة بيت عنان شمال غرب القدس ، ومتزوج ولديه 7 أولاد و 16 حفيدا ، ولديه إقامة في الولايات المتحدة الامريكية ، اذ اختار العودة منها لتعلم صيانة الاجهزة الخلوية والعودة إليها بمهنة تحبها ويبذل جهدا في اكتسابها ، ويقول ربيع بان نهاية العمل عند بلوغ السن القانونية للتقاعد لا تعني أن طاقة الإنسان وقدراته ومهاراته سلبية ، وإنما هي بداية جديدة لبث طاقة وروح جديدة في عمل آخر سواء كان تطوعيا او غير ذلك .

اختيار هدف

ويشير ربيع بأن حياة الإنسان مقسمة إلى مراحل فيها الإيجابية والسلبية ، وعلى الفرد أن يختار هدفا ساميا لنفسه ليتمتع في حياته ، والحياة يجب أن يكون فيها شعور جميل نحس من خلاله بوجود هدف فيه نرضى عن أنفسنا ونستثمر فيها الوقت .

ويضيف : لقد اخترت فرصة التدريب والتعلم على صيانة الأجهزة الخلوية منذ ثلاثة شهور ، لاكتساب خبرة جديدة تساهم في الحفاظ على الطاقة الإيجابية لدي ، ولكي أعود إلى أمريكا للعمل مع صديق لي في صيانة الأجهزة .

ويعقب ربيع بان على المتقاعد أن لا يقع في فخ السلبية والنظرة بأن حياته انتهت هنا وعليه التوجه إلى أماكن الترفيه والجلوس والاستمتاع بوقت فراغ دون هدف ، وان العمر ليس عائقا أمام تحقيق الإنجازات ونيل ما يريدة الفرد ، مشيرا بأن الطاقة الموجودة لدى كبار السن يجب تحقيقها لهم وهي رسالة للشباب بأن يجتهدوا في أعمالهم وفي تحقيق فرص عمل لهم من خلال التعلم والتدريب .

حب العمل

ولم يكن التدريب على صيانة الأجهزة لدى ربيع سهلا ً، فقد واجه صعوبات مختلفة متعلقة ببعض الأجهزة الخلوية الحديثة بالإضافة إلى وجود مصطلحات تكنولوجية صعبة وترسيخها في العقل مستذكرا أنه خلال عمله في سلك التعليم كان يعمل ضمن هدف خدمة الطلبة وتعليمهم وعلى حساب الوقت وهو الأمر الذي اكسبه حب العمل وهو ما وجده حاليا في تدريبه على الصيانة .

وبدوره أثنى مدير مركز شهاب لصيانة الأجهزة الخلوية أمير شهاب بأن رياض ربيع من الأشخاص النادرين الذين مروا على المركز بهمتهم العالية وحبهم للتعلم وممارسة المهنة ، وان الطاقة والروح الموجودة التي يمتلكها فاجأتني عن بقية الأخرين .

ويؤكد شهاب بأن تجربة رياض هي قصة نجاح ونموذج عملي للشباب بأن يعملوا ويتدربوا وان يضعوا أمامهم هدف في تحقيق الغاية وعلينا التعامل مع الموظف المتقاعد بأنه كنز ثمينا ، وعلينا استثمار طاقاته والنظر إليه بنظرة التفاؤل وان يكون له دور ريادي في تشجيع الكوادر البشرية وخاصة الشباب في العمل والتعلم والتدريب .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]