تزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام مع افتتاح المدارس والجامعات، وفي أوج المناسبات الاجتماعية، ما أثر سلبا على الأسواق والتسوق، وأثقل كاهل المواطنين وأدى إلى تراجع قدرتهم الشرائية، وبالتالي اكتظاظ الأسواق بالبضائع.

في اغلب مدن الضفة بوقفة العيد.. باعة متجولون يتسابقون على عرض بضائعهم على الأرصفة وفي الشوارع، أسواق تعاني أوضاعا اقتصادية متردية وصعبة، تراجع في عدد المتسوقين، ارتفاع في أسعار السلع على المواطنين.

التاجر محمد قطيط صاحب محلات للتموين، يقول إنه مثل هذه الأيام من وقفات العيد كنا نقف طوال اليوم لتلبية طلبات الزبائن، الذين تعج بهم الأسواق، أما اليوم فعملنا أقل من العادي ومترد، عازيا ذلك إلى كثرة المناسبات الاجتماعية، وكذلك تزامن وقفة العيد مع بدء العام الدراسي الجديد.

أما التاجران مفيد الصباح، وفراس موسى صاحبا محل للهدايا والألعاب قالا: لا يوجد وقفة عيد مقارنة بوقفات الأعياد السابقة، المحلات خالية من المتسوقين وذلك ناتج عن كثرة المناسبات الاجتماعية والالتزامات، إضافة إلى تدني قيمة رواتب الموظفين، وأشارا إلى أنه منذ ساعات صباح أمس وحتى ساعات متأخرة من الليل لم يبيعا في محلهما أكثر من 1000 شيقل، وتساءلا كيف باستطاعتهما سد الالتزامات من شيكات للتجار، وأكدا انخفاض المبيعات في محلهما إلى أكثر من 90% في وقفة هذا العيد عن وقفات سابقة.

حال التاجر صلاح غانم صاحب محل حلويات، لم يتخلف عن سابقيه من التجار، حيث أكد وجود ضعف كبير بالحركة الشرائية، مقارنة مع الأعوام السابقة، وكذلك ظهر تراجع كبير في هذا العام في عدد المتسوقين، وذلك رغم حصول الموظفين على الراتب والذين هم أصلا مثقلون بالديون نتيجة كثرة المناسبات والالتزامات الاجتماعية.

وبين غانم أنه في الأعياد السابقة كان يدخل على جيبه آلاف الشواقل يوميا، وأما اليوم لم يزد دخله عن 2000 شيقل في هذه الوقفة التي وصفها بــ"الحزينة" لعيد الأضحى، مذكرا بالتزامه بشيكات، ومتسائلا كيف يستطيع سد هذه الالتزامات في ظل هكذا تراجع بالأسواق.

وما حال سوق الخضار والفواكه في مدينة جنين إلا كبقية السلع التي تعاني من قلة المتسوقين، ولكن الاختلاف أن بضائعهم في حال تكدسها سوف تذهب إلى "الحاويات" ما يزيد خسائرهم.

يقول أسيل البطل صاحب بسطة خضار وفواكه، إن الأوضاع الاقتصادية متردية مع اقتراب حلول عيد الأضحى، معتبرا أن السبب ذلك أولا افتتاح المدارس، ورفع الأسعار من قبل تجار سوق الخضار والفواكه ما يؤدي الى عدم إقبال الزبائن على الشراء، وبالتالي سوف تكدس بضائعنا وفي هذه الأجواء الحارة ستتلف جميعها.

علي أبو خميسة أحد أصحاب المحلات التجارية للهواتف الخلوية، قال إن الحركة التجارية على محالهم تلامس الصفر، متسائلا كيف باستطاعتهم سد التزامات البنوك، ومشيرا إلى أنه منذ 20 يوما قبض الموظفون رواتبهم المتدنية أصلا وأنفقوها وأصبحوا مديونين، واليوم جاء الراتب بعد أن أصبحت جيوبهم فارغة نتيجة القروض والديون المتراكمة عليهم وكثرة المناسبات.

ولا يختلف الوضع عند أصحاب محلات الأحذية والملابس، الذين أكدوا، أن هذا العيد يشهد ركودا اقتصاديا لم يسبق له مثيل.

وأجمع عدد من أصحاب محلات بيع الملابس، أن حركة التسوق والإقبال على الشراء ضعيفة جدا وقليلة، بل الأسواق شبه خالية من المتسوقين، وأشاروا إلى أنه منذ سنوات طويلة وباستمرار كانت الشرطة تغلق شارع أبو بكر الذي يعد السوق المركزية بالمدينة أمام المركبات، من أجل حرية الحركة والتسوق للمشاة، أما اليوم فلم يتم إغلاقه نتيجة قلة المتسوقين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]