أُقيمت شعائر صلاة الجمعة المباركة الأخيرة من العام الهجري في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة حيث افتتحت بالتلاوة العطرة من الذكر الحكيم والصلاة على النبي بصوت القارئ الشيخ سليم خلايلة، ثم قدم الدرس الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع واستهله بالصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: "في هذه الأيام المباركة تأتي ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم خلال الاسبوع هذا القريب، والهجرة النبوية كانت مفرق طريق وكانت نقطة تحول في التاريخ الإسلامي وإذا شئت فقل من أعظم الأحداث التي حصلت في حياة الرسالة المحمدية، لذلك عندما جاء عمر الفاروق رضي الله عنه ليبدأ التاريخ الإسلامي ويضع تقويمًا خاصًا بالمسلمين عرضت عليه عدة مناسبات فبعض الصحابة قال نجعل ميلاد الرسول عليه الصلاة والسلام من المناسبة التي ينطلق ويبدأ منها التقويم العربي الإسلامي وقال البعض الآخر بل نجعل نزول القرآن تاريخ البعثة، وكثرت الأقوال وجاء القرار من عمر رضي الله عنه أن يبدأ التاريخ من الهجرة النبوية الشريفة وكان نعم الرأي وليس صدفة كان رأي عمر على هذا، ومنذ تلك اللحظة بدأ التاريخ الهجري الذي اعتمده أمير المؤمنين عمر الخليفة الراشدي الثاني".

وأضاف: "نحن على وشك خلال فترة بسيطة سوف ندخل العام الهجري الجديد والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اختار عمر ارتباط هذا الحدث مهم؟ ما الحكمة؟ وما هو التاريخ الهجري؟ ولماذا لم يهاجر النبي إلى مكة؟ والله قادر على ذلك، النبي حاول إلى الحبشة حاول إلى الطائف والمحاولة الأخيرة كانت إلى يثرب (المدينة المنورة) وهناك سرى والنبي عليه الصلاة والسلام كان اخر من هاجر".

وأشار إلى الأحداث في بورما من قتل وذبح وسفك دماء مما يشيب له الأبدان.

وفي الخطبة بعد الحمد والشهادة بالله سبحانه وتعالى والرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم تطرق إلى الأزمة الكارثية الملحمة التي تسطر على جبهة التاريخ البشري وقال: "في عصر الديمقراطيات وحقوق الإنسان بل وحقوق الحيوان حتى لكن حقوق المسلمين في دولة بورما لا يعتدون بشرًا ولا تهتز شعرة إنسان من حكام العالم الظالم الذي تحكمه عصابات ورجال أعمال وتحكمه الماسونية العالمية التي كانت وما زالت مدمرة لكل ما هو شريف على وجه الأرض كما قال الله عز وجل ((وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)) كما فعل أصحاب الاخدود بأصحاب الاخدود".

ولفت إلى واقع الأُمة رغم مرارتها ونوه عدم القنوط من روح الله وعدم اليأس، وأضاف: "تأتي ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على هذه الأُمة لعلها توقظ الغافلين لعلها تحدث تغييرًا في واقعنا في أنفسنا، يوم أن هاجر النبي عليه الصلاة والسلام حاملًا رسالة غيرت وجه التاريخ البشري ترك المال والأهل والولد والوطن كل ما يملك وهاجر في سبيل الله، وكأن الهجرة تقول ليست الهجرة الفيزيائية بل الهجرة إلى القلب يغير الله الواقع بإذن الله ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم))".

وتابع: "الهجرة إلى الله كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام يوم أن اختار من بين أصحابه أفضلهم أبا بكر الصديق رضي الله عنه ودخل غار ثور والكفار على باب الغار يتناقشون ووقف القوم فوجدوا خيط عنكبوت وقد نسج بيته ووجدوا عش حمام وقد باض الحمام فنظر كل منهم إلى أخيه وقال لعل يدخل هنا بشر قال له محال ولو دخل بشر لانهار، أبو بكر يرتعب خوفًا ليس على نفسه باع نفسه في سبيل الله النبي عليه الصلاة والسلام قال له (لا تحزن إن الله معنا ما ظنك يا أيا بكر بإثنين الله ثالثهما)".

وحث إلى الهجرة إلى الله وتغيير الواقع بكلمة طيبة ونشر العدالة بين الناس مؤكدًا أن التغيير يبدأ بالنفس ثم يأتي من عند الله سبحانه وتعالى.
واختتم بأبيات من قصيدة نهج البردة للبوصيري ودعا الله سبحانه وتعالى أن يفرج كرب المسلمين وخاصة مسلمي بورما.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]