أُقيمت أمس شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة الأولى من العام الهجري الجديد 1439 في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد غفير من أهالي البلدة والمنطقة، وبعد التلاوة العطرة من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ سليم خلايلة، قدم الدرس الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وافتتحه بالصلاة والسلام على الرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال: "صاحب الذكرى العطرة التي تُبني علينا وتفرض علينا أنفاسها ونحن الآن قد دخلنا العام الهجري الجديد 1439 من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام هذه الذكرى التي قدر لها أن تغير التاريخ وأن تغير منهج التاريخ البشري والتي من خلالها مهما تعلمنا عبر وعظات ودروسًا فإن العظات لا تفني، الله قادر على أن يحمي نبيه الله تدخل وحمى نبيه".

وأشار إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما أصبح خليفة وبين أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أكثر يقينًا بالله.
وتابع فضيلته الدرس في الخطبة حيث دارت حول موضوع الدروس المستفادة من الهجرة النبوية، وبعد مقدمة الحمد والشهادة بالله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام عاش المصلون أجواء الهجرة النبوية الشريفة، وقال: "النبي محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الهجرة النبوية المشرفة الذي ترك الدنيا بما فيها المال والأهل والولد ترك مسقط رأسه وهو يبكي مكرهًا يخاطب مكة بكلمات نورانية أصبحت دستورًا والجيل بعد الجيل يرويها (يا مكة إنك أحب بقاع الأرض إلى قلبي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)، النبي رزق حب مكة مسقط رأسه".

ولفت إلى الحدث الذي غير وجه التاريخ الإسلامي والإنساني وليس صدفة أن يختار عمر بن الخطاب تاريخ الهجرة هو أعظم حدث في الإسلام وأكد أن النبي خرج من مكة مرغمًا ولكن قادر بدعوة من الله أن يمسح مكة على وجه البصيرة، وبين الكناية في اللغة العربية ورسالة استغاثة النبي نوح عليه السلام ((فدعا ربه اني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر)) ونوه كيف لو جاءت الاستغاثة من سيد الأنبياء والمرسلين.
وأضاف: "النبي ليس دعا على قومه ورفع أكف الضراعة إلى الله (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) ليس صدفة الله جعله أكرم الأنبياء، النبي علمنا أن نأخذ بالأسباب على كافة المستويات، كما قال أبي العتاهية (ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس) وأهم أسباب النجاة ربط القلب مع الله، والنبي ليس متهور يأخذ بالأسباب ليس بالمنسوب لأنه يعلم لانه قدوة لانه اسوة ((ولكم في رسول الله اسوة حسنة))".
واستعرض التيمم وعظمة التشريع في الإسلام والفهم الصحيح للشريعة وأكد أن الشريعة جاءت لترعى مصالح العباد ولخدمة الإنسان وليس العكس تنظيم حياة الفرد والمجتمع.
وتابع: "تأتي الهجرة عندما يقارن ويعرف عليه الصلاة والسلام بين المسلم وبين المهاجر والحديث الصحيح يقول (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)".
موضحًا علاقة المسلم مع المهاجر وحديث (المؤمن أليف يؤلف ويؤلفه الآخرون) وكيف دخلوا دول شرق اسيا اندونيسيا وماليزيا الإسلام بأخلاق التجار وليس بالغزوات والعطف في اللغة العربية.
واختتم: "الهجرة ليست انتقال الجسد من بلد إلى بلد وبعد الهجرة قال النبي (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونيه) الجهاد ليس قتال بالسيف فقط، خدمة الوالدين جهاد في سبيل الله، مقومات الشهوات في زمن الفتن أعظم جهاد (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) الجهاد الأكبر جهاد النفس وشهوتها، مصالحة الجار العفو عند المقدرة وأن يكون الإنسان محضر خير ولو بكلمة ((إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب))، لا يوجد إصرار، ترسيخ القيم الإنسانية والتحلي بمكارم الأخلاق أن يهجر الإنسان من أجل الله صل من قطعك إعط من حرمك إحترام الكبير (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا)، (ليس منا من دعا إلى العصبية الجاهلية) والتخلي عن الصفات السيئة والتحلي بعكسها ورفع منسوب الإيمان والتعلق بالله".
ودعا الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العام الهجري الجديد عام خير وأمن وأمان وسلم وسلام على المسلمين وجميع البشر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]