يؤكد المقدسيون ان التعليم في المدينة يواجه تحديات كبيرة بسبب العراقيل الاسرائيلية مما يهدد بانهيار القطاع التعليمي.

ومن هذه التحديات اقتحام المدارس وخاصة في البلدة القديمة واعتقال الطلبة وابعادهم عن مدارسهم اضافة الى ارتفاع نسبة التسرب بين الطلاب والنقص في عدد الصفوف.

ويقول مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل أنه في كل عام دراسي جديد نتطلع لأن يكون عاما ناجحا وهادئا ومستقرا الا ان المنخصات الاسرائيلية اصبحت لا مفر منها.

وتطرق جبريل الى هذه العراقيل بقوله:" مع بداية العام الدراسي جرى احتجاز كتب مدرسية لطلبة وهيئات تدريسية داخل المسجد الاقصى الى جانب اقتحام لمدرسة دار الايتام الاسلامية ومحاولة احتجاز بعض الطلبة واعتقال عدد منهم، مشيرا الى ان الممارسات الاسرائيلية اعاقت الحركة الدراسية واغلقت بعض المدارس مثل دار المعرفة وزهرة القدس.

ويوضح جبريل انه اضافة الى ما ذكر فقد جرى التعدي على المنهاج التعليمي الفلسطيني حيث قامت سلطات الاحتلال باعادة طباعة الكتب الفلسطينية وتاخير تسليمها على الطلبة , مبينا انه حتى اليوم بعض الطلبة الطلاب لم يتسلموا الكتب.

ويقول ان المعيقات الاسرائيلية من تأخير وصول الطلبة بسبب الحواجز المفروضة على المدينة واغلاقها بسبب الاعياد اليهودية، موضحا ان البلدة القديمة تصبح ثكنة عسكرية في هذه الاعياد، اضافة الى تمركز اعداد كبيرة من الشرطة على ابواب الاقصى وتفتيش الطلاب.

ولفت جبريل انه رغم هذه المعيقات الا ان هناك ارادة حقيقية لدى ابناء القدس من اجل الحصول على حقهم في التعليم ويتعلموا المنهاج الفلسطيني الذي يتبنى الثقافة التي تربى عليها ابائهم واجدادهم, كما ان الموروث الثقافي يجب الحفاظ عليه من خلال التعليم فهو حق من حقوقنا لذا يجب رعاية الجيل الناشىء ليحصل على افضل الدرجات والشهادات.

ويؤكد ان هناك محاولات اسرائيلية جديدة لتمرير المنهاج الاسرائيلي. وقال:" في بداية العام الدراسي وتحديدا في شهر آب الماضي تم توزيع بيان من قبل وزارة المعارف وبلدية القدس على مدارس القدس الخاضعة لهما واعلان بفتح صفوف للصف الاول الاساسي في منطقتي صورباهر وام طوبا لتدريس مسار "البجروت" في مخالفة للمواثيق الدولية معتبرا ذلك امر خطير ننظر اليه بخطورة لانه يتنافى مع ثقافتنا والتعليم الذي نسعى من اجل تحقيقه وتنمية الهوية العربية الفلسطينية في القدس.

ويشير الى موقف اولياء الامور المشرف من اجل المحافظة على التعليم وحق ابنائهم في التعليم الفلسطيني. مبينا ان وزارة التربية والتعليم الفلسطينية توفر باستمرار الكتب الفلسطينية مجانا لابناء القدس اضافة للمنح التعليمية بعد التخرج من المراحل التعليمية الاساسية والثانوية.

ولفت الى اهتمام الوزارة الفلسطينية في المدارس الخاصة من خلال توفير مساعدات مالية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي لان التعليم يجب ان يبقى عربيا فلسطينيا في القدس. موضحا ان الوزارة تعقد اجتماعات مع الهيئات الدبلوماسية من اجل فضح السياسات الاسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الاعتداءات عل التعليم في القدس.

وبين جبريل ان النقص في الغرف الصفية في القدس يبلغ الفي صف وفق الاحصائيات التي تتبناها الجهات الاسرائيلية، مؤكدا ان هناك اعدادا كبيرة من الطلبة لا تتوفر لهم غرف صفية بسبب تجاهل الاحتلال منذ العام 67 بحق ابناء القدس بالتعليم.

ويقول ان العدد المطلوب من الغرف الصفية كبير ونقوم من خلال مديرية التربية والتعليم ودائرة الاوقاف بتوفير ابنية اما بشراء الابنية وتحويلها لمدارس واما بناء مدارس وهذا الخيار صعب بسبب صعوبة الحصول على رخص بناء من قبل الجانب الاسرائيلي.

وحول ظاهرة التسرب من المدارس يقول مدير التربية والتعليم:" ان النسبة تصل الى 13% وهي اعلى نسبة في فلسطين بسبب النقص الاساسي في الغرف الصفية، وان كثيرا من الطلاب يتم استقطابهم في سوق العمل الاسرائيلي، وهم غير مؤهلين من حيث المهارات الفنية او العملية، لذا كان هناك توجها لدى المديرية من خلال برنامج الوزارة لتوفير تعليم مهني حتى يكون لكل طالب مهنة معينة يستطيع ان يعتاش من خلالها ويكون لديه القدرة على الاستمرار بالعمل لذا فان التوجه للتعليم المهني هو احد الركائز للتخفيف من نسبة التسرب مؤكدا ان الحجم الاكبر للتسرب هي في المدارس التابعة للمعارف الاسرائيلية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]