أنطلق يوم الجمعة، عند الساعة 15:00 عصرًا، الماراثون الأول من نوعه بتنظيم وقيادة ومبادرة نسائيًة.

وجاءت فكرة الماراثون، الذي حمل عنوان "مرأة ثون"، لتتوّج عمل نسائي متواصل ومستدام على مدار السنوات، تؤكد الناشطات من خلاله على قدرة وحق النساء التواجد في الحياة العامة وفي كافة مستويات الحياة وممارسة كل ما يرغبن من أنشطة اجتماعية، ثقافية، صحية وغيرها، دون محاولات البعض للتعرض لهن او ردعهن.

وعمل على تنظيم الماراثون، الذي شارك به المئات من النساء من عرابة والمنطقة، وعدد من الشباب والأطفال والرجال، كل من مجموعة "أطياف" عرابة وكيان- تنظيم نسوي، فيما قام برعايته كل من بلدية عرابة ومركز محمود درويش ومجموعة "نركض في البطوف".

وتميّز الماراثون بمشاركة متنوعة من الأجيال لا سيما كبار السن من النساء، حيث كانت أكبر مشاركة من حيث العمر تبلغ الـ 70 عامًا ونجحت في التقدم وإحراز ميداليّة.

وأنطلق الماراثون من الدوار الشرقي في عرابة إلى سهل ديرحنا في مساريّن منفصلين، الأول يصل طوله إلى 3 كيلومتر فيما يصل الثاني إلى طول 6 كيلومتر.

وانتهى الماراثون في سهل ديرحنا حيث نصبت هنالك خيمة وصل إليها المشاركات والمشاركين وتخللها مداخلات وكلمات ترحيبية قدمتها كل من الممرضة عائشة نجار عاصلة، راوية لوسيا من "كيان"، وبشرى عواد مسؤولة مجموعة "أطياف".

وقدّمت المنظمات، بالتعاون مع المتطوعات والمتطوعين، الميداليات على المشاركات اللواتي أبدين قدرات تستحق التقدير.

اول سباق عام 1967

وفي تعقيبٍ لها، قالت أكبر مشاركة في السباق، عائشة رباح (70 عامًا): هذه المرة الثانية التي أشارك فيها بماراثون، الأول كان عام 1967 حيث شاركت في سباق الـ 600 متر، وهذه المرة الثانية، ولو سنحت لي الفرصة لكنت قد شاركت في كل سباق أو ماراثون رياضي. الملفت للنظر أن مشاركتي الثانية جاءت بعد 40 عامًا، وهذا مؤشر عن مدى افتقار مجتمعنا العربي إلى مثل هذه الرياضة، عليه نشكر القيّمات على الماراثون ونؤكد على الحاجة لتنظيمه سنويًا وليس بعد عشرات السنوات.

وأضافت رباح: الرياضة موضوع مهم في حياتي بشكل خاص، فهي الدواء الأمثل لكافة الأمراض، لذا أدعو كل النساء، خاصة كبار السن إلى ممارسة هذه الرياضة يوميًا أو على الأقل 3 مرات إسبوعيًا، رغم سني إلا أنني أمشي يوميًا مسار طوله 2 كيلومتر وبعد أن سمعت عن الماراثون قمت بالتدرب على مسار أطول.

بدورها قالت المشاركة حسنة شلش (63 عامًا): بدون علاقة إلى الأبحاث، فالتجربة أثبت بشكل قاطع أن الرياضة أفضل دواء لعددٍ من الأمراض، خاصة مرض السكري، بعد المشي قد لا نحتاج إلى الأدوية أو الحقن، عليه أدعو نسائنا إلى ضرورة إتباع نهج حياة صحيّ، الذي يدمج ما بين أكل صحي ورياضة يوميّة.

وقالت: العجز الحقيقي لنا كمسنات أنّ نجلس في البيت نشكو من المرض، دون أن نفعل حيال ذلك أي شيء، المشي اليومي يحسن الصحة ويدفع عدد من الأمراض عنا.

بدورها قالت بشرى عواد، من مجموعة "أطياف": التحضيرات للحدث لم تكن بالسهلة، خاصةً وأن الحديث عن أول حدث رياضي تعمل نساء على قيادته وتنظيمة، سبق وأن بادرت مجموعة من النساء إلى تنظيم حدث مماثل في المثلث إلا أنه الغيّ بسبب الضغوطات المجتمعيّة، الأمر الذي لم نلمسه نحن، على العكس فقد لاقى البرنامج الكثير من التكاتف والالتفاف.

وقالت عواد: المشاركة في الحدث تؤكد مدى رغبة مجتمعنا في تنظيم أحداث مشابه، خاصة وأن الحدث لم يكن مخصصًا للنساء فقط، إنما استهدف كل العائلة، فهو مشروع يهدف إلى تعزيز وعي مجتمعنا، بكافة فئاته العمريّة، إلى ضرورة إتباع نهج حياة صحيّ، والرياضة هي جزء لا يتجزأ من هذا النهج.

قيادات 

اما راوية لوسيا، من كيان، فقالت: للحدث، مرأة ثون، مقولة مهمة، فيها تسعى النساء لتثبيت وعي المجتمع لقدراتها وانجازاتها والتي من خلالها تطمح بقرع كل الابواب المغلقة امامها، سواءً تلك المتعلقة بحقوقها المنقوصة او بغيابها من اماكن صنع القرار، لا شك أنّ تنظيم هذا الحدث، الذي نُظّم في السابق عشرات المرات على يد رجال فقط، وهذه المرة بقيادة نسائية، يؤكد على أنّ المرأة قادرة على التخطيط والتأثير في الحيّز العام، وأنّ هذا الحيّز ليس حكرًا على الرجال فقط.

وأضافت: إلى ذلك، يهدف هذا الماراثون إلى رفع وتعزيز الوعي المجتمعي لضرورة تبني نهج حياة صحيّ، علمًا أن نسائنا تتصدرن للأسف لائحة الأمراض المزمنة والخطيرة.

وأضافت: من المهم الإشارة إلى أنّ هذا الماراثون هو نتاج عمل سنة كاملة من خلال حملة "احنا قدها"، التي حاولت مجموعة "أطياف" من خلالها التطرق إلى الصحة بمفهومها الشمولي كرافعة لتوضيح قدرة النساء على اختراق الحيز العام من خلال تنظيم عدة فعاليات منها مسارات المشي الاسبوعية "كازدورتنا" والمحاضرات الاسبوعية "لمتنا".

واختتمت لوسيا: هذا الحدث والمشاركة الواسعة من كافة الأجيال مؤشر واضح على انّ نساء عرابة قادرات على إحداث التغيير. في كيان نعمل معهن بهدف تطوير قيادة نسائية محليّة شريكة في بلورة واتخاذ القرارات في الحيز السياسي المحلي، وسنستمر في هذا المسار، وترقبوا الحملة القادمة التي ستهدف إلى ترشيح نساء للانتخابات في المجلس المحلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]