قال الشيخ أشرف الأزهري، إنه يتوجب علينا أن نسأل لماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم كذا ولا نسأل لماذا ترك كذا ﻷن الترك دائرة واسعة جداً.

وأضاف الأزهري، أنه قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم ترك شيئا ﻷن غيره قام به أو تركه لعدم خطورة بباله أو لعلة أخرى كما ينبغي علينا أن ندرك أن السنة ثلاثة أقسام سنة قولية أي ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه ﻷصحابه الكرام واﻵذان داخل في هذا ﻷن النبي صلى الله عليه وسلم أمرسيدنا عمر رضي الله عنه بتعليم سيدنا بلال صيغة الآذان ﻷن سيدنا بلالا أندى صوتا من سيدنا عمر رضي الله عنه.

وتابع: "النوع الثاني سنة فعليه وهي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم النوع الثالث سنة تقريرية وهي كل فعل أو قول فعله الصحابة بمحضر من النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله الصحابة وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم وعلم به صلى الله عليه وسلم ورضي به وأقره ولم ينكره فهو بمثابة فعله وقوله صلى الله عليه وسلم تماما بتمام فسيدنا بلال رضي الله عنه أذن بحضرته صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم رضي بذلك وأقره فهو سنة".

وأكمل: "كما يمكن أن يقال إن مقام الإمامة الذي كان يقوم به حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم جعله يترك بعض الوظائف ليقوم بها أصحابه عنه صلى الله عليه وسلم وليرفع أيضا شأن وقيمة سيدنا بلال بن أبي رباح الذي كان عبدا مملوكا وأوذي وعذب في الله تعالى كثيرا فأراد النبي صلى الله عليه وسلم تكريمه وترقيه باختصاصه بهذا المقام الشريف حتى يكون كل من يرفع اﻵذان مقتديا بسيدنا بلال رضي الله عنه".

واستطرد: "أما عما يدعيه البعض من أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الآذان لاشتماله على صيغة أشهد أن محمدا رسول الله وأن النبي إذا أذن فهو بذلك يشهد لنفسه بالرسالة وهذا لا يليق، كل هذا كلام ساقط لا قيمة له ﻷن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أحاديث كثيرة إنه رسول الله كما في حديث أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وكان صلى الله عليه وسلم يتشهد في الصلاة وفيها لفظ أشهد أن محمدا رسول الله فكيف يقال ان النبي صلى الله عليه وسلم ترك ذلك حتى لا يزكي نفسه؟ وإنما تركه صلى الله عليه وسلم تشريفا ورفعة لمقام سيدنا بلال رضي الله عنه وتخصيصه بهذا المقام الشريف".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]