شهد العالم بأسره الاسبوع الماضي، مظاهرات احتجاجية ضد وعد بلفور في ذكراه الـ100، تضامنا مع الشعب الفلسطيني. وأقيمت اليوم مظاهرة حاشدة قبالة سفارة بريطانيا في تل ابيب بالداخل الفلسطينيّ عام 1948. ويطالب الفلسطينيون، بريطانيا بالاعتذار عن الجريمة التي اقترفتها.

وفِي هذا الصدد، اجرينا مقابلة مصوّرة خاصة مع محاضر العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية في جنين، الاستاذ فادي جمعة الذي قال بحديثه مع بُكرا:" وعد بلفور جاء يحمل في طيه تصريح لليهود من قبل حكومة بريطانيا بأن يأتوا ويكثفوا هجراتهم لارض فلسطين، بوعد قانوني.

اليهود جاهزون قبل وعد بلفور بكثير

بحث اليهود على مدار التاريخ ومدار مسيرتهم على وعد ديني يعطيهم احقية بهذه الأرض، ولكن الرواية العربية كانت قادرة على دحض هذه الرواية او الوعد الديني، وكنا قادرين كعرب على مدار التاريخ على ابطال ان لهم حق ديني في هذه الأرض، فلجأوا ان لهم حق تاريخي ، ولكن تاريخيا ثبت ان الكنعانيين كانوا هنا وهم اول من سكنوا هذه الأرض، وعندما فشلت الرواية الدينية والتاريخية بدأوا يبحثون عن حق قانوني او وعد قانوني جديد، فتمكّنوا من الحصول على وعد بلفور ليكثفوا هجراتهم لاسرائيل ويعطيهم احقية بمنظورهم للقدوم لاسرائيل".

واضاف:" صحيح ان وعد بلفور اعطى تصريح من بريطانيا وهي لا تملك وكان على بريطانيا ان تعطيهم من اراضيها حق في هذه الارض ولكن ليس هو المبرر الوحيد الذي جعل اليهود يأتون لهذه الارض، اليهود جاهزون قبل وعد بلفور بكثير، والدليل مؤتمر عام 1897، المؤتمر الصهيوني الاول في بازل بسويسرا وكان ابرز نتائجه ، تحديد اللجنة الصهيونية والمؤتمر الصهيوني وان الدولة ستقام في ارض فلسطين ورسموا العلم وحددوا العملة والنشيد الوطني هتكڤا، كانت معالم الدولة جاهزة عند اليهود، ولكن ما حصل لم يحصلوا على الوعد القانوني الذي كان هو المبرر او الذريعة الا عام 1917، حصلوا عليه من بريطانيا فتوجهوا لالمانيا ، روسيا، الدولة العثمانية ، كانت بريطانيا هي المتصدرة لهذا الوعد واعطت الوعد لليهود لما فيه مصالح للبريطانيين فلهم مصلحة في وعد بلفور، بريطانيا تريد السيطرة على ارض فلسطين فأحضرت ناس موالية لها وبريطانيا لها مصالح تريد حمايتها فبحثت وعثرت على اليهود".

وحول تعامل بريطانيا مع اليهود، يقول:" بريطانيا ارادت التخلص من اليهود المزعجين لعائلة روتشيلد، اليهودا باتوا محرجين لهذه العائلة فقرروا ترحيلهم من بريطانيا الوعد هو وعد من وزير خارجية بريطانيا الى احد الاثرياء اليهود".

الاعتذار ليس كافيا

وعن النشاطات الاحتجاجية، يحدّثنا:" لا شك اننا في كل سنة نحصل على حجم متضامنين اكثر من السنوات السابقة، وفي هذه الايام لاننا نشهد المئوية، شاهدنا عملية احتجاجات وعملية تضامن في العالم وناس من بريطانيا وهذا من الممكن ان يكون احد العوامل للحصول على اعتذار من بريطانيا، ولو انه الاعتذار ليس كافيا، يجب ان تعتذر، ان تعترف بالفلسطينيين لتكفّر عن ذنوبها، يجب ان تعترف بالشعب الفلسطيني ومساندته بالحق على تقرير المصير، لانهم المسبب الرئيسي للاحتلال، لا تكفي الشعارات ولا تكفي الخطابات، نحن بحاجة لخطوات عملية للاعتراف بفسطين كدولة دائمة، بحاجة لمحاربة الاستيطان، ممنوع ان يروج للاستيطان بالعالم ويجب مقاطعة اسرائيل دبلوماسي، تجاريا وبمجالات اخرى".

واشار الى ان:" الدول العربية التي تشهد مئوية بلفور وهي من الناس الضحية له ، لا تزالت تطبع علاقاتها مع اسرائيل، نحن بحاجة الى وقف كل اشكال التطبيع مع اسرائيل الى حين حل مشكلة الفلسطينيين بشكل مبدأي باقامة دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

وانهى كلامه قائلا:" قبل البحث عن الحل المناسب، يجب ان نجمع على حل، يجب ان نوحّد رأينا واذا اتفقنا انه يجب ان يكون رأي واحد ومن ثم نتفق، يجب ان يكون لسان حالنا واحد ولنا كلمة واحدة، قبل اتخاذ اي قرار و قيادة واحدة تذهب فينا لطريق واحد نحو التحرر، اما مفاوضات، اما حل عسكري، اما مقاومة شعبية، اما عن طريق دبلوماسية دولية، قبل اختيار قرارنا علينا ان نتحّد، لا يصح لمجموعة ان تتخذ المفاوضات طريق، والاخرى ضدها، بهذه الطريقة نحن نفسد الامر وعلينا السير بخندق واحد حتى التحرر".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]