بعد انتشار وتفاقم عدة ظواهر سيئة غير مألوفة بحجمها الحالي في المدة الأخيرة من قبل بعض الأشخاص في مدينة رهط، تقوم البلدية بحملة ضد من هم مسؤولين عن مثل هذه الأعمال، وتتلخص هذه الظواهر في معاكسة البنات، واستعمال الشعوذة واستغلالها لتصرفات غير لائقة، والسرقات، والمخدرات، ومن ضمن الفئة المستهدفة فئة أشخاص يأتون من الضفة الغربية إلى مدينة رهط، بهدف البحث عن الرزق، ويستغلون وجودهم لممارسة بعض من الأعمال غير اللائقة والتي يصعب عليهم القيام بها في بلدانهم، الأمر الذي جعل الشيخ فايز أبو صهيبان رئيس بلدية رهط يتحدث عن الموضع، ويناشد العمال من الضفة نبذ مثل هؤلاء، كما توعد بإخراج المفسدين من المدينة.

منشور يحذر السكان من الذهاب للدجالين والعرافين
كما صدر منشورا من طرف البلدية ووزع في المدينة أخر الأسبوع، بخصوص المشعوذين والسحرة، جاء فيه:" نتوجه إلى الأهل الكرام ونحذرهم من ظاهرة خطيرة أخذت تزداد يوما بعد يوم في مدينتنا، وهي ظاهرة تواجد السحرة والدجالين الذين يسعون بين المواطنين بالفساد. 

لقد اطل علينا في الآونة الأخيرة عرّافون يتظاهرون للناس بأنهم يعالجون بكتاب الله، وكتاب الله بريء من أقوالهم وأفعالهم، حيث أنهم يقومون بأعمال مشينة أثناء معالجتهم للنساء وذلك من خلال الخلوة بالنساء دون محرم، ولمس المرأة في جميع أنحاء جسدها دون مراعاة لمشاعرها وكرامهتا وعفتها ثم يقومون بقراءة بعض الطلاسم الشركية، يخدرون الجسد وذلك حتى يتسنى لهم القيام بهذه الأعمال الشيطانية، كل هذا حسب شهادات لأخوات تلقين العلاج عندهم، وهن يستصرخن أصحاب الضمائر الحية لمحاربة هؤلاء السحرة الذين يخلون بالفتيات الشابة ويقومون بهذه الأعمال المشينة ويمنعون دخول المحارم مع من تريد العلاج، وقد يستغرب بعض الناس من هذه المعلومات ولكنها حقائق لا بد من نشرها للناس كي يطلعوا على حقيقة الأمر. 

هذا بالإضافة إلى أن هناك المزيد من الأخبار السيئة عن هؤلاء السحرة التي لا يليق نشرها، وعليه فإننا نحذر أهلنا الكرام لعدم الوقوع في شباك هؤلاء الدجالين نطالبهم بالرحيل الفوري عن مدينتنا وإلا فلا يلومون إلا أنفسهم بحيث سنتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم". 

كما ناشد البيان الإبلاغ عن السحرة والمشعوذين الذين يستأجرون البيوت في أنحاء المدينة، وناشد البيان كل من لدية مشكلة أن يتوجه لائمة المساجد لتوجيههم إلى المعالجين المعروفين بالتقوى والدين.

لجنة خاصة لتعقب المفسدين
تقوم بلدية رهط خلال هذه الأيام بتنظيم لجنة خاصة من السكان والمسؤولين في البلدة وبمساعدة الشرطة تعمل على طرد بعض عمال الضفة الغربية الذين، يسكنون في المدينة، ويشكلون خطرا على السكان وخاصة النساء كما يقول المسؤولون. 

وفي حديث مع الشيخ فايز أبو صهيبان رئيس البلدية كشف أسباب إقامة هذه اللجنة قائلا : " نحن نقوم ونعمل على طرد بعض العمال والذين وصلت أسماءهم ألينا. حيث أن هؤلاء الأشخاص يقومون بتصرفات غير أخلاقية دخيلة على مجتمعنا ومنافية لعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية العربية. وهؤلاء الأشخاص يعكرون وجود الباقين الذين يكسبون لقمة العيش بالحلال والذين نحترمهم ونجل كل أعمالهم من بناء وزراعة وغيرها. ولكن هذه الفئة المفسدة منبوذة سنحاربها بكل ما نملك من قوة. ونطالب كل سكان البلدة بإبلاغنا عن كل شخص يستأجر بيت في البلدة وهذه قضية صعبة وسنسعى في البلدة للعمل في المشروع قريبا ". 

ويضيف رئيس البلدية: "أقيمت لجنة خاصة بهذا الشأن من اجل الاطلاع على هوية هؤلاء الأشخاص الذين يسكنون في البلدة. ووظيفتنا كبلدية أن نحافظ على امن وسلامة أبناءنا وبناتنا من كل شخص من المدينة أو من خارجها".

الساكت عن الحق شيطان اخرس
ويقول رئيس البلدية: " الساكت عن الحق شيطان اخرس، فلا مجال للسكوت عن أشخاص يقومون بأعمال مشينة لا يقبلها الله ولا عباده، حيث انه من الأسباب التي أجبرتنا على إقامة هذه اللجنة: ظاهرة السرقة المنتشرة في البلدة حيث تم القبض على بعض هؤلاء العمال وهم يسرقون. وكذلك ظاهرة معاكسة النساء والفتيات حيث وصلتنا عدة شكاوى من السكان. بالإضافة إلى ظاهرة الشعوذة التي يقومون بها ويتم خلالها الاعتداء الجنسي على النساء. وظاهرة انتشار السموم من قبل هؤلاء الأشخاص".

هناك من يستغل الظرف للاصطياد في المياه العكرة وهناك وسائل إعلام تأوّل الأقوال تأخذ وتدع
يقول الشيخ فايز أبو صهيبان:" ما أن تحدثنا عن الموضوع خلال خطب الجمعة، وإلا بظهور من يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، ونقول لمثل هؤلاء نحن المسؤولين أمام الله وأمام الناس، ولن يردعنا رادع عن قول الحق، فالسيئ يقال عنه سيء بدون مداهنة، ويعالج بالطرق المتاحة. 

وبخصوص وسائل الإعلام كانت تتحدث معي وتأخذ ما يروق لها، وتدع ما لا يطيب لها، وإجمالا نحن نريد أن يستفيد أهلنا في الضفة، ونريد لهم العيش بكرامة، ونحن منهم واليهم، إلا إننا لا نستطيع أن نسكت عن مثل هذه الأعمال المشينة وغير الأخلاقية التي تقوم بها ثلة من العمال في رهط.

احد العمال: نحن لا نقبل أن تكون عادات سيئة في بلداتنا، ولا نقبل كذلك التعميم
وفي حديث خاص مع احد عمال الضفة، وقد استعار الاسم "محمد"، علما انه معروف في رهط، ويعمل في مجال البناء، وسمح لنا بتصوير وجهه، قال حول القضية وإثارتها من قبل رئيس البلدية:" نحن نعرف الشيخ فايز أبو صهيبان رئيس البلدية ونقدره ونجله، وبخصوص ما قيل نحن لا نقبل التعميم، فهنا يأتي من لكسب لقمة العيش وليس إلا، وقد يضر هذا الأمر بهذه الفئة التي أتت لكسب لقمة العيش، أما بخصوص من يستغل وجوده ويقوم بأعمال غير لائقة نحن ننبذه ونرفضه، ولا نرضى لمثل هؤلاء الناس أن يبقوا في بلداتنا التي نعيش فيها".

وأضاف "محمد":" ولكن بخصوص السرقات يوجه من يأتي من الخارج للسرقة من قبل أشخاص من داخل البلد، وكذلك من يستعمل المخدرات يتزود من أمثاله أو من تجار مخدرات من البلد، ومن لا يجد مساندة من أهل البلد اعتقد انه لن يقوم بمثل هذه الأعمال".

وعن من يعالج باسم الدين ويعاكس النساء، قال "محمد": الغريب في الأمر ان الناس يذهبون لمثل هؤلاء في مناطق الضفة، ويقوم المشعوذون بنفس العمل، فعلى الجميع أن يعلم أن ما يقوم به هؤلاء هنا يقومون به خارج رهط، فيجب منع الناس من الذهاب إليهم، وذلك أفضل من إثارة مثل هذا الموضوع، وبخصوص المعاكسة، قد تأتي من الفتيات أحيانا وهذا ما نلمسه خلال عملنا".

وأضاف "محمد" نحن نطالب كل إنسان يأتي إلى رهط أو غيرها باحترام الناس وعاداتهم وتقاليدهم، وان يشكرهم على استقباله".

المطالبة بحفظ حقوق العمال من الضفة
وطالب "محمد" من رئيس البلدية وغيره من المشايخ في رهط وغيرها، بحث الناس على المحافظة على حقوق العمال من الضفة، فهناك من الناس من يستغل حساسية وجودنا من الناحية القانونية ويهدد العمال بتسليمهم للشرطة إذا ما الحوا عليه بدف مستحقاتهم، فعلى المشايخ أن يحثوا في خطب الجمعة الناس على إعطاء الحقوق، ونحن هنا لا نعمم إنما هذه الظاهرة عند ثلة قليلة من الناس".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]