شاركت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة – القائمة المشتركة) ورئيسة اللجنة البرلمانية للنهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية أمس (الثلاثاء) في ندوة دعا اليها لواء المثلث الجنوبي لكتلة الهستدروت ونادي المتقاعدين في مدينة الطيبة حول التطورات الأخيرة على الساحة السياسية والأوضاع الاقتصادية – الاجتماعية للجماهير العربية في ظل التصعيد العنصري المستمر من قبل حكومة اليمين ضد المواطنين العرب والنوّاب العرب في الكنيست.

وأشادت توما-سليمان في بداية حديثها حول اهميّة دور المجالس العمالية في المساهمة ببناء اطر توعوية ونضالية لجميع الفئات العمرية ولأصحاب المهن المختلفة، بحيث تخلق هذه الأطر بديل لتقاعس المؤسسات الحكومية تجاهنا كمواطنين عرب. كما وأشادت بعمل ونشاطات نادي المتقاعدين في الطيبة الذي هو نتاج عمل الهستدروت في لواء المثلث الجنوبي برئاسة الرفيق جميل أبو راس.

وشددت توما-سليمان حول اهميّة التواصل بين نوّاب الكنيست مع منتخبيهم ومع الجماهير للإطلاع عن قرب على قضاياهم والسعي من اجل تحقيق مطالبهم من جهة، وكي يتطلع الجمهور على عمل النوّاب من جهة أخرى.

وقدمت توما-سليمان محاضرة حول وضع الجماهير العربية على ضوء العنصرية المتفاقمة والمتزايدة في ظل هذه الحكومة التي هي الأخطر على جماهيرنا العربية بحيث قالت " بُلينا بحكومة أخطر من سابقاتها على جماهيرنا العربية والفئات المستضعفة ليس فقط لكونها حكومة يمينية بل لكونها تستند في صلبها على أحزاب فاشية ترى بنا خطرًا ديموغرافيًا وتنادي بترحيلنا عن أرضنا". وأضافت " بخلاف الحكومات السابقة التي تكونت من أحزاب يمينية وأخرى من المركز السياسي، فإن شركاء نتانياهو في هذه الحكومة هم ليبرمان الذي ينادي بمقاطعة سكان وادي عارة وبينت وحزبه الذين يسعون الى ضم الضفة الغربية وإقامة دولة إسرائيل الكبرى بحسب زعمهم".

في هذا الشأن اضافت توما-سليمان ان هذه الحكومة والسياسة العنصرية فتحت الطريق أمام اعلان ترامب واعترافة بالقدس كعاصمة إسرائيل راميًا بعرض الحائط القانون والمواثيق الدولية التي تعترف بالقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين. وقالت " لطالما حذرنا في الحزب الشيوعي والجبهة أن أمريكا لا يمكن أن تكون راعية للسلام في الشرق الأوسط او تناصر حقوق شعبنا الفلسطيني. موقف ترامب ومن قبله الحكومات الامريكية الأخرى هو موقف داعم بشكل واضح لسياسات إسرائيل العنصرية التي تحاول اجهاض المساعي لاقامة الدولة الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره"

وتطرقت توما-سليمان في حديثها للانعكاسات والابعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه السياسات العنصرية ضد الجماهير العربية المتراكمة منذ عشرات السنين والتي تهدف الى إبقاء المواطنين العرب في دائرة الفقر والصراع اليومي من اجل البقاء. وأشارت مثلًا الى تقرير الفقر السنوي للتأمين الوطني منه يظهر أن غالبية العائلات العربية تعيش تحت خط الفقر، وأكثر من 60% من الأطفال العرب موجودين تحت خط الفقر.

وأضافت في هذا الصدد " بالرغم من هول وخطورة المعطيات الا ان تقرير التأمين الوطني لا يعكس الصورة بشكل كامل وواضح ان الحكومة تحاول إخفاء سياساتها العنصرية التي تهدف أولًا واخيرًا لإغناء الأغنياء وافقار الفقراء والفئات المستضعفة. فالتقرير لا يشمل المواطنين العرب البدو في النقب، ويوضح ان للفقر وجهان في إسرائيل، واحد طبقي واخر قومي"

وأضافت توما-سليمان " نسبة النساء العاملات في المجتمع العربي تتراوح بين 28% حتى 30%. هذه النسبة تعكس بدورها وتفسّر الواقع المادي الصعب الذي يعيشه المجتمع العربي عامة والنساء العربيات خاصة. فهذه الحكومة تصادر أرضنا وتفرض علينا الضرائب لكنها غير مستعدة لبناء مناطق صناعية لخلق فرص عمل للنساء والرجال العرب." وفي هذا الشأن تطرقت توما-سليمان الى كون حواليّ الـ 7 الاف معلّمة عربية معطلات عن العمل، بحيث قالت " لو فعلًا تريد الحكومة، لوجدت عدة حلول لتشغيل هؤلاء المعلمات، إمّا عن طريق تطوير وتعزيز جهاز التعليم في المجتمع العربي وزيادة الصفوف وعدد الحصص، وإمّا عن طريق دمج هؤلاء المعلمات في المدارس اليهودية فمعلّمة الرياضيات تستطيع تعليم الطالب اليهودي كما العربي" وقالت " أنا اعمل على تسهيل الطريق امام هؤلاء المعلمات للتوجه للحصول على لقب إضافي في مساقات مختصرة، تمكنهن من إيجاد عمل في مجالات أخرى"



كما وشاركت توما-سليمان في حلقة بيتية في مدينة الطيبة، شاركت فيها عشرات نساء من المدينة. وتحدثت توما-سليمان حول القوانين العنصرية التي سنتها حكومة نتناياهو-ليبرمان-بينت والتي توازي 5 مرّات عدد القوانين التي سنتها الحكومة السابقة الامر الذي يؤكد أننا امام حكومة خطيرة تتطلّب منّا جهوزية نضالية كاملة. وتطرقت توما سليمان الى السبل والأدوات البرلمانية المتوفرة امام النوّاب العرب نظرًا للتضييق والتحريض المستمر ضدهم.

وتطرقت توما-سليمان للقضايا التي طرحتها اللجنة لرفع مكانة المرأة والمساواة الجندرية برئاستها خاصة التي تتعلّق بقضايا النساء العربيات مثل قضية الحضانات البيتية، المستشارات لمكانة المرأة في السلطات المحلية، وقضايا تشغيل النساء العربيات والنساء العربيات البدويات وغيرها من القضايا.

وكانت افتتحت الحلقة الرفيقة بثينة أبو راس التي اشارت الى تدريج النائبة توما-سليمان الأولى في العمل البرلماني حول قضايا المرأة.

ووجهّت النساء في نهاية الحلقة تحيّة للطفلة عهد التميمي، القابعة في سجون الاحتلال لدفاعها عن بيتها وأرضها في وجه جنود الاحتلال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]