تحاكي الصور الـ50 المعروضة في قاعة المعارض بمتحف ياسر عرفات في إطار معرض أطلق عليه المتحف إسم "ملصق"، تفاصيل الثورة الفلسطينية والحياة الفلسطينية في عقدي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.

وتغطي هذه المجموعة من الملصقات الموجودة في المعرض الذي افتتح أبوابه للزائرين مساء الأحد 21-1-2018م، الفترة الممتدة من بداية سنوات السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، ويتم عرضها لمدة ستة شهور اعتبارها من اليوم، وقد تم تصنيفها ووضعها وفق مفاهيم وأفكار ومتنوعة "الأرض... الانسان... الثورة

ويحتوي المعرض على ملصقات نادرة صدرت عن دائرة الإعلام الموحد وبعض الفصائل الفلسطينية، بشكل يسعى لمحاكة طريقة تثبيت المقاوم للملصق حينها، والتي غالبا ما كانت عشوائية لاسباب بينها الاستعجال لتجنب الاعتقال والملاحقة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأرض المحتلة، وهناك أسابا أخرى لها علاقة بالحيز، حيث كانت جدار المنازل والمؤسسات تحتويا أعدادا كبيرة من الملصقات بل وطبقات متعددة منها.

ويضم المعرض ملصقات ثبتها مقاتلون على خنادقهم ونقاطهم العسكرية أو علا مركباتهم، و أول ملصقات وضعها البعض في إطار لتعليقه على حائط المكتب أو صالون البيت أو في الدكان إعجابا بجماله الفني أو توافقا مع مضمونه، وفي بعض الحالات كان الملصق يتجاوز الحدود، حتى أن بعض الملصقات وصلت إلى أماكن ودول قد لا تخطر بالبال.

وفي نهاية المعرض وبعد فراع على الجدار الأخير تم تثبيت شاشة تعرض ملصقات أخرى لمناسبات مختلفة ولمدة تقارب النصف ساعة كفيلة بأن تعطي فكرة للنطار إليها عن مجموعة الملصقات في متحف ياسر عرافات.

رشيد قريشي

وهنا قال مدير متحف ياسر عرفات محمد حلايقة لــ"بكرا"، إنه إن هذه الملصقات المعروضة تشكل جزءا من مجموعة ملصقات أهداها الفنان الجزائري رشيد قريشي لمؤسسة ياسر عرفات لتكون إحدى مجموعات المتحف".

ويضيف "بعد مرور إنه بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب الشهيد ياسر عرفات رئيسا للجنتها التنفيذية وتأسيس دائرة الإعلام الموحد وهي بمثابة وزارة إعلام للمنظمة في حينه، بدأت تلك الدائرة بإصدار ملصقات بعدة لغات لفانين عرب وأجانب، عالجت مواضيع ومناسبات مختلفة تعبر عن روح الثورة الفلسطينية، والتي تم عرض 105 ملصقا منها في هذا المعرض 50 على شكل بوسترات ورقية وو55 بوستر آخر عرض في لوحات إلكترونية".

وأشار إلى "أن هذا المعرض هو الثالث في الترتيب بعد معرض بلادنا هي بلادنا ومعرض انتفاضة، والذي ينظم في قاعة المعارض ضمن السياسة المتبعة بتنظيم معرض جديد كل ستة أشهر تقره لجنة المتحف".

وأوضح أنه في العام الثاني لافتتاح متحف ياسر عرفات ووفق برنامج العمل المعد مسبقا يقيم المتحف معارض فنية تعكس وتعميق مفاهيم ورسالة المتحف في عرض الرواية الفلسطينية للثورة الفلسطينية المعاصرة إلى جانب مساحات العرض الدائمة في المعرض.

المعرفة الوطنية 

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة، لــ"بكرا"، إن كل الاعمال الثقافة وفي القلب منها أعمال متحف وقاعة المعارض في المتحف التي قدمت 3 معارض حتى الآن وهذا المعرض يسهم في تعميق المعرفة الوطنية والالتزام الوطني وهو عمل فني سياسي ملتزم يأتي في سياق معرفة الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة خاصة حقبة الثورة الفلسطينية المسلحة في لبنان.

وأضاف أن معظم الملصقات تتعامل مع أهم الاحداث والتفاعلات السياسية التي جرت في تلك الحقبة التارينية، والملصق كفن سياسي ملتزم يفتح آفاق كبيرة للقوة السياسية والشعبية المنظمة لكي تعزز خطابها وتتواصل مع الجمهور الفلسطيني، وعلينا الاهتمام به ومحاولة احيائه.

وأضاف أن أهداف المعرض متعددة أولها إعطاء فرصة للجمهور لإلقاء نظرة مجددا على هذه الحقبة التاريخية المهمة في النضال الفلسطيني وفي نفس الوقت أن يستمتع في هذا العمل الفني السياسي المتلزم ويحاول التفاعل معه لعل ذلك يقود إلى مزيد من العمل الفني الملتزم وتفعيل الثقافة الوطنية الفلسطينية بشكل عام.

التوثيق قضية اساسية 

إلى ذلك قالت مديرة دائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي، إن قضية توثيق النضال الوطني الفلسطيني هي قضية أساسية في شعبنا وهي تعكس وفاءا لثورتنا ونضالنا ومناضلين الذين صنعوا أمجادا نفتخر فيها فنحن نتذكر الماضي ونذكر باحترام وبكراء وولاء ما قدم أبناء شعبنا ونضالهم بهذا الشكل الذي هو مصدر فخر واعتزاز لنا.

وأضافت أن الرواية الفلسطينية أكثر من مجرد سردية فهي رواية إنسان ورواية ثورة ورواية شعب له تاريخ عريق، والمعرض ذكرني كثيرا بأمور شخصية، حيث أنني عشت في تلك الفترة في الداخل والخارج ويوجد قضايا ذاتية وذكريات مهم توثيقها والحفاظ عليها من ناحية بصرية وفنية وتاريخية وثورية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]