تسوّس الأسنان لا يصيب الأطفال فقط، إنما الرضّع أيضاً خلال السنة الأولى من عمرهم، إذ قد تتضرّر الأسنان اللبنية منذ ظهورها. ويعدّ تسوّس الأسنان اللبنية أشدّ خطورة من تسوّس الأسنان الدائمة إذا أُهمل، لأنه يصيب جذور الأسنان ويؤثر سلباً في سلامتها على المدى الطويل. إذاً، يجدر بالأم الأخذ بطرق الوقاية ومتابعة صحّة أسنان رضيعها منذ شهوره الأولى حتّى تتمكّن من التدخّل مبكراً قبل فوات الأوان.

يؤكّد الاختصاصي في جراحة الفم والأسنان الدكتور جورج كرم أنّ الطفل الرضيع عرضة للإصابة بتسوّس الأسنان منذ عامه الأول. لذلك، يجدر بالأم مراقبة طفلها منذ بدء أولى أسنانه اللبنية بالظهور، كما عليها الابتعاد من العوامل الضارة التي قد تؤثر سلباً على حالة أسنانه وتتسبّب في حدوث التسوّس، ومن بينها: الإفراط في تناول الحلويات والسكريات، وزجاجات الإرضاع التي تتضمّن سوائل محلّاة (عصير الفاكهة، الماء المحلّى، أو الحليب).

ماذا عن العلاج؟

ينصح الأطباء الأهل بأن يولوا علاجَ تسوّس الأسنان اللبنية لدى رضيعهم الاهتمامَ نفسَه الذي يُمنح لعلاج تسوّس الأسنان الدائمة، ما يجنّب الصغير العواقب الوخيمة على المدى البعيد، إذا وصلت البكتيريا إلى الجذور. ففي حال ظهور أوّل أعراض التسوّس يجب الاسراع باستشارة طبيب أسنان يمكن أن يحوّل الطفل إلى طبيب أسنان خاص بالأطفال. إنّ علاج التسوّس في الوقت المناسب واتّباع عادات صحّية وحياتية صحيحة، يمنح الطفل أسناناً سليمة دائماً.

متى يبدأ الطفل بغسل أسنانه؟

يلفت الدكتور جورج كرم إلى أنّ باستطاعة الأم أن تقوم بتنظيف أسنان رضيعها منذ ظهورها بقطعة من الشاش النظيف، وعليها الانتظار حتّى يتعلّم طفلها الإمساك بالملعقة لتعلمه كيفية الإمساك بالفرشاة.

وعندما يبلغ الطفل العام الثاني من عمره، يمكن أن يقوم بأولى المحاولات لغسل أسنانه بمفرده دون الاعتماد على أحد، ومن المهم أن يرافقه أحد والديه لتقديم الإرشادات اللازمة له وتعويده على تكرار هذه المهمة كل ليلة، مع الحرص على أن يستخدم معجون أسنان خاصاً بالأطفال يمكن بلعه، فلا يستخدم الطفل المعجون العادي إلّا بعد أن يفهم أن عليه التخلّص من محتويات فمه عقب غسل أسنانه ومن ثم شطف فمه والمضمضة بالماء. ولا يجب أن ينسى الأهل تعليم صغيرهم أن يضع كمية بسيطة من المعجون على طرف الفرشاة.

أسباب التسوّس... والوقاية

يشير الدكتور جورج كرم إلى أنّ بعض الأطفال والرضع أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بتسوّس الأسنان. يعود ذلك إلى أسباب عدة على رأسها اللعاب الذي يؤدّي دوراً بارزاً في معادلة تأثير البكتيريا على سلامة الأسنان.

ويمكن للطبيب أن يقوم بتخطيط لعابي للطفل بهدف الوقوف على وجود عوامل تزيد من قابلية التسوّس لديه. وعلماً أنّ الوراثة أو العدوى لا تُعتبران من ضمن العوامل المساعدة على حدوث التسوّس، إلّا أنه ينصح دائماً بإطعام الطفل بملعقة خاصة وتجنّب إطعامه بملعقة شخص آخر يعاني من التسوّس.

وتكون الوقاية عادةً بإمداد الطفل بعنصر الفلور إذ يمكن إضافة بضع نقاط منه إلى أكل الصغير منذ شهور عمره الأولى. وعندما يكبر الطفل قليلاً يمكن إعطاؤه الفلور على شكل أقراص صغيرة. ولكن، ينصح أطباء الأسنان بعدم الإفراط في تناول الفلور، فضلاً عن غسل الأسنان باستمرار بمعجون أضيف إليه الفلور، وشرب الماء المعدني بالفلور بينما تقوم الأم بنفسها باستخدام الفلور في الملح خلال طهو الطعام.

إنّ الإفراط في تناول الفلور يمكن أن يؤدّي إلى إصابة الطفل بأعراض مرضية يطلق عليها "فلوروز"، وحتّى تتجنّبي ذلك يمكنك أن تتعاوني مع طبيب الأسنان أو طبيب الأطفال لعمل تخطيط لنسب الفلور في طعام الطفل بعد أن يبلغ الخامسة من العمر.

(ماري الأشقر - الجمهورية)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]