حوار خارج عن المألوف اجراه موقع "بكرا" مع علا بكرا- سلامة مديرة شركة "صبانا ميديكال" الطبية، حيث في حالات نادرة نشهد امرأة عربية تملك الجرأة لإدارة شركة ضخمة في المجال الطبي، فماذا قالت المتميزة علا بكر لـ "بكرا" في شهر المرأة؟

حدثينا عن نفسك أكثر، مهنتك، حياتك الاجتماعية والعائلية، كيف بدأت مسيرتك، وما هي الصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك للوصول الى النجاح؟

اسمي علا بكر- سلامة، عمري 37 عاما، متزوجة من عنان سلامة وأم لملاكين صغيرين وهما سارة وخالد. ولدت في مدينة عكا وحاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير في العلوم. وحاليا طالبة اللقب الثاني في قسم الإدارة – كلية إدارة الأعمال في جامعة حيفا، بدأت حياتي المهنية كممثلة طبية في مجال بدائل الحليب وذلك خلال دراستي الجامعية، وبعد عام تمت ترقيتي إلى إدارة المنتجات الطبية في الشركة التي عملت بها. بعد عامين انضممت إلى شركة تيفع وعملت في العديد من المجالات الطبية بما في ذلك التنفس وأمراض القلب والسمنة، وبعد خمس سنوات رائعة من الإنجازات والخبرات، قررت أن اكرس نفسي إلى نوع آخر من الحب، سارة وخالد. وبعد ان كبروا عدت إلى سوق العمل وانضممت إلى شركة مدهشة تدعى نيوفارم إسرائيل.

اليوم، أنا الرئيس التنفيذي لشركة البحث والتطوير "صبانا ميديكال"، التي تطور دواء لمنع امتصاص الدهن ما بعد الزرع في العمليات التجميلية. يتكون فريق البحث في الشركة في الغالب من النساء اللواتي يدرسن، يطورن ويعززن الشركة بطريقة غير عادية. الفكرة الكامنة وراء التطور هي فكرة ثورية من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في عالم الطب التجميلي.

الصعوبات التي واجهتني في طريقي الى النجاح لا تختلف عن الصعوبات التي تواجه عدة نساء يحاولن تطوير سيرة مهنية ناجحة، حيث من المعروف ان النساء في موقع القوة يواجهن نقد كبير في كثير من الأحيان، كما انني من انجو من جندرية المجتمع شأني شأن عدة نساء عربيات، نحن موجودات في عصر فتح امامنا الفرصة لاختيار مهنتنا وتطوير انفسنا كنساء، ولكننا حتى الان لم نصل الى المساواة التامة بين الجنسين، هذه المساواة نحصل عليها فقط عندما تصل المرأة الى مراكز ومناصب إدارة رفيعة في البلاد في كل المجالات، وعلينا ان نعمل بصعوبة لهذا الهدف.

كيف تصفين مكانة المرأة العربية في مجتمعنا بشكل خاص وفي البلاد عموما؟

على مدار سنوات انشغلنا بالتفكير ما اذا كان مكان المرأة في العمل او البيت وبذلك انشغلنا عن دعم نسائنا بالوصول الى القمة، وآن الأوان لندعم النساء اللواتي لديهن طموحات واحلام ويبحثن عن تحديات يطورن ذاتهن ومهنتهن من خلالها. طالما لا زالت النساء لا تجد مكانها المناسب في أماكن العمل ولا تجد الدعم الكافي من قبل المجتمع والعائلة للتطور والتقدم فلن يستطعن اغتنام الفرص كما يجب.

النساء يجب ان يدعمن بعضهن البعض أيضا، حيث اننا نشكل 50% من المجتمع ولا نستطيع ان نعمل كأفراد لدعم مكانة المرأة بل علينا العمل سوية من اجل تحقيق ذلك، وللأسف لا نرى هذا الامر كثيرا في مجتمعنا بل أحيانا نرى ان هناك نساء يضعن العقبات امام نساء اخريات ويمنعهن من الوصول الى مراكز القوة وتحقيق الذات.

كيف تشعرين بانك ساهمت من خلال مسيرتك المهنية ونجاحاتك بخدمة مجتمعك؟

صحيح انني قمت بأنشاء شركة معروفة واديرها الا انني حتى اللحظة لا اشعر بانني حققت ما اريده بالفعل، اعتقد انني لا زالت في بداية الطريق وسأمر بالعديد من الصعوبات، حياتي لم تكن ولن تكون سهلة، في السابق تم نشر مقالاتي عن عملي ونشاطاتي وكأنني قد حققت ما اريده ولكن ذلك غير صحيح حيث انني حتى اللحظة اتعلم من أمور عدة وادرس مجالات كثيرة ولا زالت امامي درب طويلة لتحقيق النجاح الذي احلم به

حدثينا عن امنياتك للمرأة العربية في يوم المرأة وطموحاتك المستقبلية


نحن جيل جديد وبحاجة إلى نهج جديد. ويجب أن نواصل المسيرة نحو الكمال. الاستمرار في أروقة الهيئات الحكومية والشركات ومؤسسات التعليم العالي والمستشفيات وشركات المحاماة والرابطات ومختبرات البحوث وفي أي منظمة كبيرة أو صغيرة. ويجب أن نواصل كفاح الأجيال الحالي والأجيال التي ستتبعنا. وأعتقد أنه يمكن أن تكون هناك قيادة نسائية أكبر في مكان العمل. وأعتقد أن الرجال يمكن أن تساهم أكثر في المنزل. وأعتقد أننا سنخلق عالما أفضل تدير فيه نصف المؤسسات من جانب النساء، وسيتولى الرجال إدارة نصف المنازل.

أبحث عن العالم الذي أريده لجميع الأطفال، ولأطفالي. حيث يكونا ابني وابنتي قادرين على اختيار ما يردونه في حياتهم دون وجود العقبات الخارجية أو الداخلية التي ممكن ان تبطئ تقدمهم وتشككهم في صحة اختياراتهم. إذا كان ابني خالد يريد أن يكرس كل وقته للعمل الهام في تربية أبنائه، آمل أن يحترم ويدعم. إذا ابنتي سارة، تريد العمل بدوام كامل خارج المنزل، أتمنى ان يحترم المجتمع ذلك ويعطيها الدعم والتشجيع.

أرفع عيني على عالم يكون فيه التعبير "ابن أمه" وليس فقط "ابن اباه" بما معناه ان يفتخر والدي بأمهم وان نصبح مجتمعا يحترم المرأة ويقدر قدراتها المعنية والعملية، ويفسح امامها المجال بالتطور والمساهمة أكثر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]