من التقدم والتطور الأكاديمي، ودعم الطالبات والنساء في هذا المجال، وصولا الى حلم تحقق بأنشاء مدرسة تعلم اللغة الإنجليزية بشكل غير مألوف يجمع ما بين اللغة والدبلوماسية لحل الصراعات والمشاركة في كافة المؤسسات السياسية والحقوقية، هكذا حلمت الدكتورة داليا فضيلي، ولا زالت تحلم أيضا متحدية جميع العقبات والصعوبات في طريقها ومن نجاح الى اخر.

حدثينا عن نفسك اكثر، مهنتك، حياتك الاجتماعية والعائلية، كيف بدأت مسيرتك، وما هي الصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك للوصول الى النجاح؟
خلال العشرين عام الأخيرة شغلت عدة مناصب في مؤسسة القاسمي منها مؤخرا شغلت منصب رئيسة كلية القاسمي للهندسة والعلوم وقبلها نائبة رئيس اكاديمية القاسمي، وبين السنوات 1998 حتى 2012 كنت رئيسة قسم اللغة الإنجليزية لأهداف اكاديمية وعميدة الطلبة وانشأت الكثير من المشاريع، وبما يتعلق بالعمل الاكاديمي كانت لي مسرة طويلة بدأت بكوني محاضرة في اللغة الإنجليزية الى رئيسة قسم والمديرة الاكاديمية للكلية، ومن حيث العمل المجتمعي بادرت في كل محطة كنت بها لمشاريع مجتمعية تسعى الى تعزيز مكانة المرأة، وضمن هذه المشارع كان التواصل مع السفارة الامريكية وتمكين طالبات من كلية القاسمي في سنوات ال2000 المبكرة وحتى سنوات ال90 ان ينضممن لبعثات طلابية للولايات المتحدة، كانت هذه الخطوة غير اعتيادية في بلدات باقة جت وام الفحم، وهي بلدات محافظة، ولكن بعد ذلك ارتفع عدد الطلاب المشاركات في هذه البعثات واستطيع ان أقول ان هناك تغيير واضح بالتوجه الى بعثات خارج البلاد ما يدل على ان الطالبة او الفتاة العربية أصبحت تفكر بنفسها كقائدة ومواطنة في العالم وليس فقط جزء من مجتمعها المحلي.

أكبر تحد كان مواجهة المخاوف الداخلية والتردد، مواجهة أي خطوة ضد التيار وضد المتعارف عليه ما يتطلب جرأة كبيرة، المفاوضات الدائمة ما بين الرؤية الشخصية والتقدم نحو المرحلة القادمة وما بين التردد النابع من عدم وجود نماذج نسوية حولي آنذاك التي قامت بهذه الخطوات، التردد والخوف من المرحلة القادمة الغير مألوفة كان هو التحدي الأكبر بالنسبة لي. لان المناصب العليا هي دائما محدودة والتنافس عليها كبير وغالبا في المناصب الرفيعة يكون عدد الرجال اكبر من عدد النساء، فيتواجد نوع من التنافس ليس فقط على المنصب ولكن على المصداقية أيضا، على كون المنصب قد تفوز به امرأة هو أيضا يخلق الكثير من التوتر بين المرأة وزملائها الرجال وهذا صادفته اكثر من مرة خلال مسيرتي المهنية وادى الى صدامات وصراعات اثرت علي بشكل كبير لكنني تعلمت منها الكثير، واهم ما تعلمته ان الحرب بين المرأة والرجل هي ليست أساس التقدم في المجتمع ولكن الكفاح من اجل الوصول الى المنصب في سياق جندري او غير جندري يجب ان يستخدم الآليات المهنية والإنسانية وأيضا الفكر الاستراتيجي الحاد من اجل تحقيق الرؤية.

كيف تصفين مكانة المرأة العربية في مجتمعنا بشكل خاص وفي البلاد عموما؟ مقارنة بالمرأة اليهودية أيضا؟

المرأة العربية في البلاد خطت خطوات كبيرة في العشرة سنوات الأخيرة، هناك جيل جديد من النساء الاكاديميات الجريئات اللواتي لا يكتفين بتعليم للدرجة الأولى ولا يكتفين بمهنة تقليدية، هناك جيل يريد ان يكن مهندسات ونساء اعمال ومديرات وانا افخر جدا بهذا التغيير، ولكن مع كل هذا التفاؤل هناك أيضا التيار المقابل حيث توجد أيضا مجموعة من النساء تذوت المفاهيم التقليدية ان مكانة المرأة هي في البيت وتربية الأولاد، وهنا أقول انه ممكن تحقيق التوازن ما بين الرؤية التقليدية وما بين الرؤية المهنية، التوزان ليس مفهوم ضمنا وليس إيجابيا دائما، ولكن بالمجهود الصحيح والعائلة الداعمة ممكن تحقيق هذا التوازن بطرق مختلفة.

هناك 50 عام فرق بين المرأة العربية واليهودية لان المرأة العربية في البلاد روايتها كرواية مجتمع الأقلية الفلسطينية في البلاد، رواية بدأت بالانعزال وبمرحلة من محاولة الصمود والاستمرار والحكم العسكري، نوع من الحصار والانقطاع عن العالم العربي والمرور بمرحلة جمود وانعزال، مرحلة تجد فيها المجتمع الفلسطيني العربي وبدأ يصحوا في سنوات ال70 حتى ال90، هذه المرحلة عادت بنا الى الوراء واخرت من نمو المجتمع وخروج المرأة الى الحيز العام والتعلم، لذلك هناك فرق بين المرأة العربية واليهودية، وما يعنيني ان نتعلم من تجارب نساء حول العام في قرون منصرمة، ونعمل ان كل امرأة حول العالم مشت نفس الطريق، النساء اضطررن في كل بقعة من بقع العالم ان يكافحن ويطالبن بحقوقهن، وفي حال استمرار انعدام الصوت النسوي سيبقى وضع المرأة العربية على حاله لان المرأة هي محور المجتمع وعليها ان تتحرك حتى يتحرك المجتمع.

كيف تشعرين بانك ساهمت من خلال مسيرتك المهنية ونجاحاتك بخدمة مجتمعك؟

استطيع ان أقول انني في غالب الأحيان عندي رضا عما أنجزت واحيانا اعتقد انه لا زال في الطريق محطات كثيرة الى الامام، وغالبا عندما استطيع الوصول الى هدفي تنجلي امامي اهداف أخرى، لذلك اشعر دائما انني في سباق مستمر احقق من خلاله رؤيا وأجزاء أخرى لا استطيع تحقيقها، لا نستطيع ان نتوقف عن الحلم خصوصا بهذه المرحلة من حياتي، بالإضافة الى عملي في كلية القاسمي ووصولي الى درجة كبيرة ومهنية في هذه المؤسسات هو انجاز كبير بحد ذاته وتجربة تعلمت منها الكثير لكن بالإضافة الى ذلك قراري ان افتتح مؤسسات تستخدم الإنجليزية للتنمية المجتمعية "كيو سكول" هي أيضا جزء من الرؤية التي اريد ان احققها، الاسهام في بناء نظم تعليمية متقدمة لطلابنا الأطفال والشباب العرب.

"كيو سكول" بدأت مع نظم لتعليم اللغة الإنجليزية واليوم هي تضم مراكز عدة في البلاد والأردن وفلسطين، وتضم روضات ثنائية اللغة العربية والانجليزية ومركز دولي يتعلم من خلاله الشباب العرب من الصفوف السادسة وحتى الثاني عشر، كل مواضيع القيادة والمجالات المحلية والدبلوماسية باللغة الإنجليزية، ويشاركون في بعثات دولية الى مقرات الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك ويشاركون في مسابقات مختلفة في قطر والعالم العربي، وفي برامج لحل الصراعات في أوروبا والأمم المتحدة ورؤيتي للمحطة القادمة في كيو سكول هي بناء مدرسة ثانوية متقدمة، لتكون كيو سكول عبارة عن منظومة تعليمية وشبكة تعليمية مختلفة وريادية في المجتمع العربي.


تمنياتك للمرأة ونصائح توجهينها لها في يوم المرأة وطموحاتك المستقبلية؟


نصيحتي لكل امرأة عربية ان "كوني انت" تجرأي على ان تحلمي وتخططي لكن بوعي كامل للسياق والتحديات لان طريق المرأة العربية مغروزة بالأشواك وعليها ان تتحلى بفكر استراتيجي، ومكونات التعليم من الخطأ والوقوف على قدميها حتى بعد السقوط، علينا السير بأكثر عزم وإصرار وقوة وان لا نشعر بالذنب لأننا نريد ان نكون قائدات متعلمات ناشطات ومستقلات، لا تشعري بالذنب، هذه نصيحتي.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]