استضافت الكلية الأكاديمية تال حاي، أول أمس الخميس، المئات من الطلاب العرب واليهود في البلاد في اليوم المفتوح الاول لهذه السنة 2018، للتعرف على التخصصات العلمية والاجتماعية التي تتميز بها الكلية الواقعة على رابية من أجمل المواقع في شمال البلاد، وعلى مطلة من جبل الشيخ وهضبة الجولان، ووفرة من الماء والخضرة.

والكلية الاكاديمية تل حاي تحتضن اليوم المئات من طلاب المجتمع العربي والدرزي، وقد تخرج منها الالاف أيضا في تخصصات عديدة ومهمة كونها الأكثر تفهما للطالب العربي وإنسجاما مع إحتياجات المجتمع العربي والدرزي، من حيث التخصصات العلمية والاجتماعية المختلفة، والابحاث والمسارات، ويلمس الطالب العربي الاهتمام الكبير من القائمين على الكلية، من إدارة ورؤساء أقسام ومحاضرين ومركز السلام والديمقراطية الذي يسعى الى تقديم كل المساعدات لهم.

رئيس الكلية البروفيسور يوسي مكاري قال:" يدرس اليوم في الكلية الأكاديمية تل حاي 3800 طالب جامعي، وهنالك 1000 طالب جامعي في موضوع الهندسة التكنولوجية والأبحاث، والكلية تضم قسمان الأول لعلوم الحاسوب، وعلوم التكنولوجيا، وعلم الغذاء، وعلم التغذية، والقسم الثاني يضم العلوم الاجتماعية، وتضم العمل الاجتماعي، والاقتصاد، والتربية وغيرها، وتستقبل الكلية طلابا من جميع الطوائف والقوميات في البلاد بشكل حر، والجميع يعيش بأجواء من الاحترام، ويهمنا جدا أن نقدم الخدمة للجميع على حد سواء".

"افتتاح مسارات جديدة ومميز"

وقال ايلي كوهين المدير العام للكلية الاكاديمية تل حاي: "نرحب بكم في اليوم المفتوح الأول لهذا العام، الذي تنظمه الكلية الأكاديمية تل حاي والتي تعتبر من أقدم الكليات المستقلة في البلاد، وواحدة من أكبر وأفضل كليات البلاد".
وأضاف كوهين: "توفر الاكاديمية في تال حاي للطالب مسارات وتخصصات اجتماعية، وتخصصات علمية، ويضم قسم العلوم عدداً كبيراً من الاختصاصات بالإضافة الى مراكز أبحاث عملية ونظرية، وهو تنوع غير موجود في الكليات الأكاديمية بشكل عام وما يميز هذه الكلية مستواها التعليمي العالي، والعمل بمساواة تامة بين طلابها العرب واليهود، وهذه السنة تم فتح مجال مسارات اخرى ومنها مسار جديد بالاتفاق مع مركز السلطات المحلية في البلاد، وبدعم من وزارة الداخلية وذلك للانخراط في اعمال السلطات المحلية، ويمكن بالموازاة مع ذلك دراسة علم الاقتصاد ومسار المجالات المتعددة".

"نحن نؤمن بالتنوع والفسيفساء الذي يتكون منه المجتمع ككل"

وتابع ايلي كوهين: "يهمنا جداً أن تكون الأجواء مريحة للطلاب في الكلية، بغض النظر عن انتمائهم أو المكان الذي يأتون منه، فنحن نؤمن بالتنوع والفسيفساء الذي يتكون منه المجتمع ككل، ونبذل جهوداً كبيرة للوصول الى الطلاب في الوسط العربي، ونشجعهم أن يأتوا إلينا، ويشاهدوا بأم أعينهم، وأن يسمعوا من الطلاب العرب عن الدراسة بالكلية والاجواء التي يعيشونها، ونحن نلمس في السنوات الأخيرة اقبالا كبيرا من الوسط العربي والدرزي على الكلية، وذلك بسبب الأجواء التي يعيشها الطلاب معا في رحابها ونحن سعداء بذلك".

وأشار كوهين: "استطعنا ان نتعاون مع وزارة المواصلات بتسيير خطوط حافلات من ثلاث مسارات من مدينة عكا والعفولة والناصرة لنقل الطلاب الراغبين بالذهاب والاياب بنفس اليوم لمنازلهم دون حاجة لتغيير مكان سكناهم، وننصح كل طالب عربي يتسجل للكلية بأن يقوم بالتسجيل أيضا لسكن الطلاب لضمان مكانه بالسكن".

على استعداد للمساعدة والدعم والاستشارة

وقالت راعية اريل مديرة التسويق والتوجيه المهني في الكلية: "أنا سعيدة جدا بوجودي في الكلية الاكاديمية بوظيفتي الجديدة، بقسم التسويق والتوجيه المهني، وسعيدة بأن الطلاب من المجتمع العربي والدرزي والشركسي بيننا قد تعدت ال 20%، وما يثلج القلب بأن هناك نسبة كبيرة من الطالبات وانا افخر بذلك كوني ايضا امرأة، وهذا يؤكد بأن الكلية تعيش اجواء رائعة، وهي احدى الكليات الكبرى في البلاد وتتضمن مسارات في اللقب الأول وللقب الثاني، ومركز ابحاث من اكبر مراكز الابحاث العلمية في البلاد، وهناك مسار جديد يتعلق بتأهيل طواقم العمل في السلطات المحلية، وهو برنامج رائع ومدعوم، ويهمنا دمج الطلاب العرب في جميع التخصصات، ونفخر بأن عددا من رؤساء الاقسام في الكلية هم ايضا من المجتمع العربي، وقريبا سيتولى محاضر عربي منصب عميد الطلبة في الكلية، ونحاول ان يشعر كل طالب هنا ان الكلية هي بيته الثاني ونحن على استعداد للمساعدة والدعم والاستشارة".

"بإمكان طلابنا التأقلم بالجو التعليمي"

وقال نجوان سليمان من المشهد وهو طالب سنة اولى بموضوع "طلائعيون" للسلطات المحلية، وهو يضم تأهيل طاقم خاص للعمل بعد دراسة 3 سنوات وامكانية دراسة موازية للقب اقتصاد، او إدارة وتربية، والإنضمام للعمل في السلطات المحلية لإحداث تغيير، وهو برنامج يهدف للتأثير الإيجابي على المجتمع العربي، وهناك وظائف عديدة ومختلفة من المهم الانخراط بها لإحداث ذلك التغيير".
واضاف سليمان: "أشعر ومن خلال دراستي في الكلية بزيادة ملحوظة للطلاب العرب في الكلية، وإمكانية الدراسة لمواضيع مختلفة واردة، وما لمسته أن ادارة الكلية تعمل على زيادة العدد من طلابنا العرب وأنا أشجعهم الانخراط والتسجيل فيها، وأشعر ان الجميع سواسية بين جدران الكلية ويتوفر سكن للطلاب والطالبات، والسفريات من والى الكلية متوفر، والاجواء هنا مريحة وأيضا هناك مركز للسلام والديموقراطية الذي يساعد الطلاب العرب، وبإمكان طلابنا التأقلم بالجو التعليمي، وضمن الكلية هناك قسم خاص يتابع شؤون الخريجين وبالذات العرب ويساعد في دمجهم لأماكن العمل، وهو امر قد لا نجده في كليات او جامعات اخرى بالبلاد".

الكلية تبذل كل جهد مستطاع لتسهيل امور الطلاب

من جانبه، قال الأستاذ عبد الحليم زعبي المستشار للكلية :" الكلية تبذل كل جهد مستطاع لتسهيل امور الطلاب من مجتمعنا، من خدمات عامة وسفريات ومنح دراسية وسكن الطلبة، والكلية تحاول استقطاب الطلاب في تخصصات علمية لكي تضمن لهم فرص عمل بعد التخرج، وفي الكلية مركز التوجيه المهني حيث يساهم في مساعدة الطلاب في المواضيع العلمية المناسبة، وبالإضافة للتخصصات والمسارات العلمية والاجتماعية في الكلية.

وأضاف الزعبي: "هذه السنة افتتحت تخصصات جديدة ومن اهم تلك المسارات ما يتعلق بمسار تأهيل طواقم للعمل في السلطات المحلية في البلاد، ويهدف الى تأهيل شبان يعملون في ادارة السلطات المحلية ذوي كفاءة وخبرة عالية، والكلية الاكاديمية تال حاي هي الكلية الوحيدة الحاصلة على هذا البرنامج بدعم وزارة الداخلية، وتسعى الكلية بأن تكون متجددة واضافة برامج ومسارات جديدة، وهي بازدهار مستمر والاجواء مريحة والمساعدات والمنح المادية التي يتلقاها الطلاب متميزة وتهدف الى دمج الطالب العربي بالأجواء الدراسية وتكريس اوقاته للدراسة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]