أثر الفراشة لا يزول، تلك احدى العبارات التي ودع بها الشعب النصراوية بشكل خاص والفلسطيني عموما الفنانة الأولى في فلسطين ريم بنا، بعد ان وافتها المنية صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض تحدته وهزمته مرارا، حتى هزمها اليوم لأول مرة والى الابد.

الفنانة ريم كان اول ما كتبته على حسابها الخاص في فيسبوك، كلمات تؤلم الصدر توجهها لأبنائها، كلمات من الواضح انها تعكس لغة الوداع لكن بصمود وتصميم على النضال والمقاومة، كعادتها ريم.. فقالت: بالأمس، كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي، فكان علي أن أخترع سيناريو، فقلت، لا تخافوا هذا الجسد كقميص رثّ لا يدوم حين أخلعه، سأهرب خلسة من بين الورد المسجّى في الصندوق ..وأترك الجنازة "وخراريف العزاء" عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام ... مراقبة الأخريات الداخلات .. والروائح المحتقنة ...وسأجري كغزالة إلى بيتي ...سأطهو وجبة عشاء طيبة .سأرتب البيت وأشعل الشموع ...وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة ..أجلس مع فنجان الميرمية ..أرقب مرج ابن عامر ..وأقول .. هذه الحياة جميلة ..والموت كالتاريخ ..فصل مزيّف ..

كانت هذه الكلمات الأخيرة التي ودعت بها ريم أبنائها واحبائها وشعبها حيث سيسجى جثمانها الطاهر في قاعة الروم الاورثوذكس من الساعة الثانية من ظهر اليوم السبت ومن ثم سيشيع الى مثواه الأخير الساعة الرابعة مساء من ساحة العين الى مقبرة اللاتين.

مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالخبر وأعلنت انه صباح حزين، "بكرا" تحدث مع أصدقاء ومقربون من الفنانة المرحومة ريم..

أثر الفراشة لا يزول، المقاومة الأول، ارثك باقي..

سالم شرارة المسؤول الإعلامي في بلدية الناصرة قال ل "بكرا": خبر وفاة الفنانة النصراوية ريم بنا صدم كل نصراوي، ريم جزء من تراتيل وتراث الناصرة، لم تمت ريم، رحلت سافرت لتنشد وتهمس وتبوح بصوتها الدافئ العذب عذابات فلسطين والم وامل شعبها، لم تمت ريم انها تسير نحو النور.

الكاتب إبراهيم جاد الله قال بدوره عن رحيل الفنانة ريم: لوحت ريم بنا ومضت، والآن سيغفو العشاق على ملوحة الدمع، الآن سيطوقون الحياة وتطوقهم بلحظات الفقد، إنه الرحيل يا ريم الذي سيخرسنا، إنه الرحيل الذي سيجعلنا نقول لأمك زهيرة الإنسانة والشاعرة، قفا نبك. قفا نحشد الحسرة. قفا يا زهيرة بريمك التي أوجعتنا وكفى، مع السلامة ريم، وقد صحبت حسرة وخيبة عدم تحقق حلم اللقاء بك، كما كنت تعتزمين بقولك، قريبا قريبا، مع السلامة ريم بنا المنشدة للألم الفلسطيني الذي يسكننا.

غدير حماتي من الناصرة قالت: في حقيقة الإنسان الصغير والضعيف تلتقين الله في روعة حبّه وحنانه ورحمته، اختارك اليوم بالذات، يوم "سبت لعازر" لترحلين لجنّات الخلد، لروحك السلام، وداعاً ريم.

محمد بيطار من الناصرة قال: ريم بنا كانت طفلة، فتاة ثم امرأة شجاعة بكل ما في الكلمة من معنى، فهي المقاومة الاولى بفنها المقاوم والمحافظ بنظري هي كنز فني وثقافي وفلكلوري. تركت ريم لنا ارثًا فنياً حضاريًا بامتياز. هذا بالإضافة لمواقفها السياسية الصلبة امام الفاشية والعنصرية على اشكالها ودعمها الغير محدود لقضية شعبنا الفلسطيني وحقه بتقرير المصير وحقه بالعودة لأرضه. رحيلها بعد معاناتها الطويلة مع المرض، سيبعدها جسدًا لكنها فينا وفي اولادنا بموروثها الفني والوطني. الرحمة والنور لروحها والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة.

دكتورة رنا زهر
عضوة بلدية الناصرة قالت ل "بكرا": صباح نصراوي وفلسطيني حزين جدا، وداعا ريم بنا، ارثك واغانيك وتهاليلك باقون للأبد، وان غاب جسدك عن هذه الأرض، تعازينا الحارة للعائلة وكل محبيها.

ريم.. تجليات الوجد والثورة.. هزمها المرض

عضو بلدية الناصرة الدكتور عزمي حكيم قال: انه يوم حزين على الناصرة والشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده بفقدان الفنانة الفلسطينية ابنة الناصرة ريم بنا، لقد قاومت ريم المرض منذ سنوات ولكنها لم تتورع وهي تقاتل المرض عن رفع صوت فلسطين عاليا، ريم الفنانة الملتزمة فارقتنا جسدا ولكنها ستبقى فينا من خلال فنها وصوتها الى الأبد، فلترقد بسلام بعد صراع مرير مع المرض الذي أنهكها حتى استسلمت له في هذا اليوم الحزين.

ايمان صباغ بشارات قالت بدورها: قمر أبو ليلة، مكاغاة، مواسم البنفسج، دموعك امي، جفرا، تجليات الوجد والثورة، أحكي للعالم، نعم المرض غلب جسدك عزيزتي، ذلك الخبيث الفتّاك، لكنه لم ولن يغلب روحك وصوتك الذي ترنّم بأغاني وكلمات الوطن وتغلغل في كل إذنٍ ولامس كل قلب، لن أقول وداعا يا ريم فلسطين، لأنك باقية وستبقين معنا بصوتك وبألحانك وأغانيك، انت باقية يا ريم.

هيثم ملحم قال بحزن: هذا الصباح حزين لم يجد الموت أجمل من ريم بنا ليأخذها اليه، المرأة التي قاومت العدو وهو يحتل ارضها والمرض وهو يحتل جسدها العنيدة التي لم تستسلم يوما المتفتحة كمواسم البنفسج والبهية كنوار نيسان.

المربية جميلة شحادة قالت بدورها: رحلت عنا الريم بجسدها، لكن ابتسامتها العذبة ستبقى معنا، صوتها العذب سيبقى معنا، كلامها الحلو سيبقى معنا. اما دندنتنا الاولى، انا وانت، معا في المخيم، فستبقى معي لوحدي الله يرحمك ريم الغالية.

حمادة حامد مدير جمعية مريم لمكافحة السرطان أكد ان الفنانة ريم بنا ستبقى بالقلب والذاكرة دائما.

الناشطة النسوية ديانا ناصر قالت: كنت دائما قوية، كنت دائما تقولين سأقاوم، المرض احتلال وسأنتصر عليه... كنت تقولين بان حبك للحياة ولمرج ابن عامر ولشعبك اقوى من المرض، يا زهر مرج ابن عامر، يا شمس فلسطين متأكدين أنك حاولت لأخر لحظة ان تقاومي، لكن المرض خبيث ونذل.

دكتورة انصاف أبو احمد قالت: وداعا للصوت الفلسطيني الذي تحدى الحدود ليصدح من غير قيود، وداعا لك يا ريم بنا، وداعا ايتها النصراوية يا ايقونة فلسطين، صوتك سيبقى بيننا وتهاليلك حفظناها عن ظهر قلب ارقدي بسلام ولأبنائك وللناصرة من بعدك الصبر والسلوان.
بديعة زعرور قالت: خبر حزين جدا، ريم كانت انسانة صبورة ومميزة، راقية بإحساسها لا تعرف العنصرية ولا تفرق بين الأديان رحمها الله.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]