تعرّض الفنّان هشام سليمان لموجة انتقادات حادة اثر مشاركته في نشاط تربوي لجمعية صندوق ابراهيم في معاهد لشبيبة يهود في جيل ما بعد المدرسة، أي قبل التجنيد.

سكرتير الرابطة العربية للأسرى والمحررين، والقيادي في حركة كفاح - ايمن حاج يحيى، قال بحديثه مع بكرا:"ان ما قام به هشام سليمان من تقديمه لسلسلة محاضرات للمقبلين على التجنيد في جيش الاحتلال ضمن معاهد الاعداد العسكري ليس مفاجىء عن شخص مثله فقد اقدم على ما هو اسوأ حينما شارك باعمال سينمائية وتلفزيونه من اخراج المخابرات الاسرائيلية عملت على تبيض وجه الاحتلال وتزيف الوقائع وتشويه صورة المناضل الفلسطيني ولا ننسى دوره في مسلسل الاكاذيب(فوضى)ويكفي مشهد شق بطن جندي اسير اسرائيلي وهو حي من قبل المقاومة لتزرع ببطنه قنبله تنفجر عند تسليمه . كذب لدرجة الاستفزاز ومشهد تفجير المقاوم لطفلته بينما يتكفل بالمقابل رجل المخابرات الاسرائيلي الرحوم بعلاجها من اجرام ابيها.طبعا بالواقع لم تقع احداث حتى مشابهه لهذه ولكنه ماكينة التزيف والدعاية للاحتلال التي قبل المذكور ان يكون جزء منها. تبريره الكاذب لم يقنع حتى طفل صغير فدائما جنود الاحتلال احتاجوا لمن يساعدهم بالتعرف على العربي الذي هو هدفهم وسابقا فعل ذلك المتعاونون بصورة اخرى واليوم يتم ذلك تحت مسمى محاضرات والتعرف عل الاخر.دائما احتاج الاحتلال لاصوات من داخلنا لترويج روايته لكن لا الف مسلسل ولا الف محاضرة ستغير من واقع الاحتلال البشع شيء. وكل من اختار العبور الى الضفة الاخرى طمعا في مال او شهرة او منصب فليقر على الاقل انه بالضفة الاخرى النقيضة لشعبة ووطنه".

انزلاقة خطيرة وغير مغتفرة

المحامي احمد خليفة، قال بحديثه مع بكرا:" الإطار العام للنشاط الذي قام به هسام سليمان ومبادرات صندوق ابراهيم يدل على عدم فهم لماهية الصراع وعدم فهم للمشكلة الاساسية بالموضوع الفلسطيني وكأنه المشكلة بين كيف المعاملة تكون وما هو شكل "العربي" وتعريف ماهيته.حقيقة المسألة اكبر من ذلك ولها علاقة بوجود هذا العربي من اساسه الإطار العام وتدخل ناس بهذه الطريقة يعدّ انزلاقة خطيرة وغير مغتفرة لان البرنامج للطلبة الثانويين".

وأكدّ خليفة على أن :" اتاحة المدارس أمامهم لتعريف ما هو العربي قبل دخولهم للجيش تأتي في إطار تحضير هؤلاء الشبّان للسنة التي تسبق التجنيد للجيش".

وانهى كلامه قائلا:" كافة الاطر الاهلية والوطنية والافراد الذين يعتبرون أنفسهم بهذه الاطر، لا يعملون فقط ضد الخدمة العسكرية انما أيضاً يعملون ضد الخدمة المدنية التي هي شكل من أشكال التجهيز والاعداد للخدمة العسكرية وهي مرفوضة بالمجتمع العربي وعندما ترى شخصيات اعتبارية تعمل على الموضوع.. ما هي الرسالة التي يودّون تمريرها؟".

وانهى كلامه قائلا:" هشام فنان ويحمل رسالة.. أين الرسالة والمقولة الفنية الهادفة التي تتحدّث عن الام ومعاناة شعب في هذه الحالة؟".

رد هشام سليمان

وتوجَّه مراسل "بكرا" لهشام سليمان للحصول على تعقيبه واكتفى بما نشره على الفيسبوك:"اتعرض في الايام الاخيرة الى انتقادات بسبب مشاركتي في نشاط تربوي لجمعية صندوق ابراهيم، في معاهد لشبيبة يهود قبل جيل التجنيد. واريد ان اوضّح لكل المنتقدين ما يلي:هذه المعاهد غير متعلقة بالجيش ولا تؤهل الطلاب للخدمة العسكرية! انما الحديث عن سنة تعليمية ونشاطات اجتماعية يختارها خريجو الثانوية قبل خدمتهم في الجيش او عدم الخدمة. هؤلاء الطلاب متميزون والعديد منهم يصلون في المستقبل الى مناصب عالية في مجالات كثيرة، منها الاعلامية ووظائف حكومية وخاصة. المعلومات عند هؤلاء الطلاب حول المجتمع العربي تكاد تكون معدومة! لا يعرفون عن التمييز ضد العرب في كل مجالات الحياة، ولا يعرفون عن الوضع الصعب للمواطنين العرب وكيف هو الامر ان تكون فلسطينيا في دولة تعرّف نفسها يهودية. انهم يعرفون رواية واحدة فقط، ان اليهود جيدون والعرب سيئون، تملأهم الافكار المسبقة وفي الكثير من الاوقات.. العنصرية الشديدة. كوني ممثلا معروفا لهؤلاء الطلاب، اعتقدوا في صندوق ابراهيم،انه يمكن لهؤلاء الطلاب ان يسمعوا ما لدي لاقوله،.. لذلك وافقت.

انا لست نادما على موافقتي لان الهدف مهم. فتح أعينهم لرؤية عدم العدل والتمييز ضد العرب في الدولة. لكي ترافقهم هذه المعلومات طوال حياتهم. هكذا اؤمن. عندي امكانية تغيير وجهة نظر طلاب وممنوع التنازل عن الفرصة. اضافة الى ذلك التقي ايضا مع الكثير من الطلاب والمجموعات من الوسط اليهودي، ومع طواقم مختلفة لنفس الهدف، ومن المؤكد انها خطوة ايجابية لمن يريد ان يواجه الواقع ويحدث تغييرا.. بعيدا عن الشعارات.في محاضراتي اشرح عن اعتراضي لموضوع المستعربين ولا اعطي شرعية لهذا الامر! لا في الجيش ولا في اي مكان اخر.العرب واليهود لن يذهبوا الي اي مكان. كلنا هنا باقون ويجب علينا الحديث. وفي نهاية الامر نضالي هو فني.. ولن يكون سياسيا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]