تتعالج في مستشفى " أسوتا" في أشدود- فتاة (13 عامًا) ما زالت في حالة الخطر، وذلك إثر تناولها قطعة من المعجنات ( من فئة " البوريكاس")، محشو بالبطاطس، لكنها احتوت – عن طريق الخطأ- على بعض فتات من الجبنة، فأصيبت بالاختناق وبالتسمم الخطير، بسبب حساسية جسمها لمشتقات الحليب!

وعُلم أن الفتاة تناولت قطعة البوريكاس، وهي في منزل إحدى صديقاتها، ولم تكن تحمل في حقيبتها- بحكم حالتها- حقنة " أبيفين" التي تحتوي على مادة من " الأدرنالين" المضادة للحساسية الخطرة، فانتظرت حتى وصلت الى المكان والدتها التي جلبت الحقنة، لكن رغم ذلك أصيبت الفتاة بانهيار وفقدت وعيها، فقدم طاقم الإسعاف الذي استُدعي إلى المنزل العلاجات الأولية ثم نقلت الى المستشفى وهي في حالة جدّ خطرة- مع الإشارة إلى أن الفتاة كانت تعاني مؤخرًا من مشاكل في جهاز التنفس.

ويفيد الأطباء المعالجون بأن حالة المصابة " خطرة، لكن مستقرة، وما زال خطر الموت قائمًا"!

" لولا التأخير في جلب الحقنة، لاختلف الوضع"!

واستنادًا إلى المراجع الطبية، فإن هنالك ثلاثة أنواع من الحساسية الناجمة عن تناول مشتقات الحليب: الأولى هي حساسية طفيفة تسبب التّقيُّؤ، والثانية هي الحساسية من " اللاكتوز"، وتؤدي إلى أوجاع البطن وتكوّن الغازات، لكنها لا تشكل خطرًا على الحياة. أما النوع الثالث، فهو الأخطر- وهي الحساسية من أحد بروتينات الحليب، ويُسمّى " كزين"، وقد تؤدي إلى الموت السريع!

ووفقًا لمعطيات وزارة الصحة- يولد في إسرائيل سنويًا (750) طفلاً يعانون من هذا النوع من الحساسية، ويتعافى ثلثاهم (65%) منها بمرور الزمن، بينما هي تتفاقم لدى الباقين ويزداد خطرها. ويبلغ عدد هؤلاء حاليًا في البلاد- ستة آلاف!

وفي معرض حديثه عن حالة الفتاة المذكورة، قال البروفيسور أهرون كيسل- الخبير في أمراض الحساسية، أنه كان بالإمكان منع تدهور حالتها، لولا التأخير في جلب الحقنة من منزلها، حيث اشتدت حالة الدوران " الدوخة" التي أصيبت بها، ثم هبط ضغط الدم في جسمها كثيرًا، وضاق تنفسها أكثر فأكثر، وانتشر الطفح الجلدي في أنحاء جسدها- فاشتدت حالة الاختناق عندها، وفقدت وعيها.

" من سن العاشرة فما فوق "

وأضاف البروفيسور كيسل، أن أعراض الإصابة بهذه الحساسية تتفاقم بسرعة وتستدعي علاجًا فوريًا. وهو يقدّر نسبة المصابين بالحساسية بما يتراوح ما بين 3%- 5% من سكان البلاد، بينما الفئة الأكثر عرضة للخطر هي فئة الأولاد الذين يعانون من " الأستما" ( " الأزمة") ومن المشاكل في جهاز التنفس.

ومن جهة أخرى، أعلنت رئيسة الجمعية الإسرائيلية التي تعنى بالحساسيات الناجمة عن المواد الغذائية- أوديليا البو، أن معظم الوفيات التي حدثت من الحساسيات في السنوات الأخيرة، كان ضحاياها مرض تبلغ أعمارهم عشرة أعوام، فما فوق- وشدّدت في هذا السياق على لزوم احتفاظً كل شخص مصاب بأي نوع من الحساسية- بحقنتين مضادتين، وليس بحقنة واحدة فقط، من باب الاحتياط!
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]