مع اقتراب انتخابات السلطات المحلية التي ستجري في نهاية شهر أكتوبر القادم، بدأت قوائم مختلفة وعديدة تعلن عن نيتها بخوض الانتخابات في جميع ومختلف البلدات العربية، ومن بين هذه القوائم برزت قائمة شبابية في الرينة ما اعتبره كثيرون سابقة ليس فقط في الرينة بل في المجتمع العربي قاطبة خصوصا في ظل انعدام الوعي والانجرار وراء مفهوم العائلية والحمائلية.

هيثم طاطور صاحب الفكرة ومؤسس القائمة قال ل "بكرا": هي وليدة حاجة شبابية نتيجة استياء عارم من استثناء وتهميش الشباب من معادلة اتخاذ القرار في الرينة وهي حالة موجودة في المجتمع العربي وليس فقط في الرينة ما عدا البلدات التي تحوي نشاط حزبي معين حيث يوجد قوى شبابية موجودة ومؤطرة داخل الأحزاب كون هذه الأحزاب الى حد معين بعيدة عن العائلية، الخطاب العائلي جعل الشباب في المجتمع العربي يلتزم بقرار العائلة دون أي التفات الى قدراته واصبح مخيرا بان يسير وراء قرار العائلة بغض النظر عن كفاءاته، العائلية اليوم لا تعطي الشباب الحق بتمثيل سياسي وصنع القرار او ابداء رأيهم، وقد لمست هذا الامر في أوساط وقطاعات شبابية واسعة بحكم علاقاتي بعدد كبير من الشباب، حيث لاحظت ان الخطاب العائلي هو خطاب منبوذ بين الأوساط الشبابية ومل منه الجميع ومن الحالة التي وصلت اليه معظم البلدات بسبب العائلية او الحمائلية، نحن حراك شبابي جدي اخذ على عاتقه النهوض بالبلد بعيدا عن الخطابات العائلية والمصالح الشخصية لبعض المرشحين، فكرة القائمة تم طرحها في أوساط اكاديميين وطلاب جامعات، عمال وشبان من مختلف الطبقات في الرينة حيث لاقت تأييدا ودعما نتأمل ان تتم ترجمته في صندوق الانتخابات، كما انها سابقة في الرينة وبلدات أخرى، حيث انه لأول مرة قائمة خارج عباءة العائلية تأخذ على عاتقها ان تخوض التجربة وتأتي بما هو جديد.

أتوقع ضغوطات معينة لكنني سأتفادى ذلك
وتابع: الكثيرون في البيئة المحيطة بي ايدوا الفكرة من منطلق انه قد جاء الوقت حتى نحدث التغيير، بالطبع هناك حسابات سياسية على مستوى العائلة وانا أتوقع ان تتشكل علي ضغوطات معينة، لان العائلية في الرينة غير معتادة بطرح خطاب بعيد عن العائلة، بسبب اصطفافات معينة في العائلة سأكون متواجد تحت ضغط معين وسأعمل على تفاديه بكل ما اوتيت من إمكانيات لان القاعدة التي استند عليها هي قاعدة أهلية جماهيرية وشبابية تشكل صمام الأمان للقائمة ونجاحها، لان القائمة لا تعتمد بالأساس على التركيبة العائلية، القائمة هي للعضوية والفكرة هي ان يصل الشباب الى دائرة صنع القرار في الرينة وما يساعدهم في ذلك هي قائمة شبابية ستلبي حاجتهم في قضايا الأرض والمسكن وقضايا العنف وتدعيم دور المرأة من خلال خطاب عصري، عقلاني وملتزم يتماشى مع تحديات المرحلة وهو خطاب واضح المعالم اننا سنعمل على حل قضايا الشباب ومحاربة قضايا مختلفة مثل العنف وتعاطي السموم والانفلات الأخلاقي في بعض الجوانب مثل السلطات المحلية.
وعن وضع الحكم المحلي في المجتمع العربي قال: اعتقد ان العائلية متجذرة بشكل كبير في المجتمع العربي وقد لمست ذلك من خلال تحركنا الانتخابي، وليس سهلا ان نحارب منظومة عمرها عشرات السنوات هي مهملة ليست سهلة ولكنها ليست غير مستحيلة أيضا، نستطيع ذلك من خلال خطة عمل وبرنامج عمل واضح ان ننجح ونتحدى العائلية لان هناك خامات شبابية في الرينة ملت الخطاب الفارغ والشعارات الرنانة وأيدت فكرتنا وستدعمنا لتخطي خطاب العائلية، الحكم المحلي يجب ان يكون مؤسسة خدمات وليس مكانا لخدمة اجندة العائلة والمصالح الضيقة.
واختتم قائلا: خلال الفترة القريبة سيخرج برنامجنا الانتخابي الى النور والذي سنوضح من خلاله اجندتنا، ما يهمنا هو قضايا الشباب ومعاناتهم ولأول مرة يكون هناك قائمة شبابية في تاريخ الرينة ولربما في المجتمع العربي.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]