أُقيم اليوم الاحد، في جمعيّة الناصرة للثقافة والسياحة، في خان الباشا بالناصرة، لقاء حميميّ جمع إعلاميّين، رؤساء طهاة، وروّاد رأي، وذلك من أجل إطلاق "ميتلس ماندي" في المجتمع العربيّ.

أفتتح المؤتمر بكلمة من طارق شحادة مدير جمعية الثقافة والسياحة الذي أثنى على الحدث ورحب بالجمهور. كما تخلل كلمة لدكتور بشارة بشارات وشخصيات اخرى .

وقد اشتمل اللّقاء على كلمات ألقاها كلّ من الصِّحافيّة ميكي حايموڤـيتش، رئيسة جمعية "الاثنين بدون لحوم"؛ د. بشارة بشارات، رئيس جمعيّة تطوير صحّة المجتمع العربيّ؛ رغدة بركات، خبيرة تغذية طبّية – مركّزة موضوع التغذية في المجتمع العربيّ – دائرة التغذية في وزارة الصحّة؛ ود. مُزنة بشا رة، ناشطة من أجل الدفع قُدُمًا بنمط حياة صحّيّ، ومتسابقة في برنامَج الطهو "ماستر شِّف."

وقد فاجأت ميكي الجميع عندما أعلنت أنّ إسرائيل من الدول الرائدة على مستوى العالم في استهلاك اللحوم للفرد؛ بناء على معطيات الـ OECD لعام 2016 نحن نُدرجّ في المرتبة الـ 5 عالميًّا في استهلاك اللحوم بشكل عامّ )بعد دول مثل أستراليا، الولايات المتّحدة، والأرجنتين(؛ بمعدّل استهلاك قدره 80 كغم من اللحوم للفرد في السنة، كما أ نّنا المستهلك الأوّل للدجاج على مستوى العالم؛ حيث يأكل الفرد المتوسّط في البلاد من الدجاج ما نسبته 20% أكثر من الأمريكيّ المتوسّط في السنة.

حملة تبنّاها مئات الألوف في البلاد وبات الملايين على مستوى العالم يقلّلون من استهلاك اللّحوم

اللقاء تناول وضع الصحّة في المجتمع العربيّ ونسب السمنة والسكّري التي تهدّد حيواتنا وتؤدّي إلى معاناة كبيرة. وتمّ عرض مبادئ التغذية البحر متوسّطية، المبنيّة، أساسًا، على الغذاء من النبات، والتي يوصي بها خبراء التغذية، الباحثون، والأطبّاء، وذلك بفضل ميزاتها الصحّية وما توفّ ره من امتيازات في سبيل الحفاظ على نمط حياة صحّيّ والوقاية من الأمراض. إنّ تبنّي التغذية البحر متوسّطية واستهلاك غذاء صحّيّ أكثر من شأنهما أن يساعدا في الحفاظ على وزن سليم والتقليل من خطر انتشار أمراض مثل السكّري، أمراض القلب، الكولسترول المرتفع، وغيرها.

,واكد المشاركون في المؤتمر أنّ التغذية البحر متوسّطية الموصى بها مبنيّة، عمليًّا، على أساس المطبخ العربيّ التقليديّ، الغنيّ بالوجبات اللذيذة والصحّية المبنيّة على البُقول، الحبوب الصحّية، الخُضرة، والورق الأخضر. وجبات تكون لذيذة ومغذّية أكثر إذا ما تمّ تحضيرها بدون لحوم، من قبيل الخضرة المحشوّة، ورق العنب المحشوّ بالأرزّ، ال رومانيّة، المفتول مع الخضرة، المقلوبة، المجدّرة، وغيرها الكثير.

وأخيرا فإنّ الحاجة إلى تقليص كمّيات اللحوم البقر، الخروف، الدجاج، والسمك (التي نأكلها، من أجل تحسين صحّتنا والحفاظ على الكرة الأرضية باتت أكثر حضورًا في حديث الناس، وعلى مستوى العالم وفي البلاد، أيضًا. الصِّحافيّة ميكي حايموڤـيتش هي التي جلبت حملة "الاثنين بدون لحوم" إلى البلاد قبل نحو خمس سنوات، ومن يومها تحظى الحملة بنجاح كبير؛ حيث تبنّاها مئات الألوف في البلاد وبات الملايين على مستوى العالم يقلّلون من استهلاك اللّحوم. هذا وإنّ الحملة الدولية تنشط في نحو 45 دولة على مستوى العالم وتحظى بتأييد مشاهير مثل السير پـول مكارتني من جوقة البيتلز؛ أسطورة التلفزيون الأمريكيّ، أوپـرا وينفري؛ المخرج جيمس كاميرون ورائد النضال من أجل تغيير المنُاخ، آل چـور.

انقراض اجناس الحيوانات من 70% من المساحات الزراعية في العالم تستخدم لانتاج اللحوم

ميكي حايموفيتش اكدت في كلمتها امام الحضور إنّ دمج المزيد من الغذاء من النبات في قائمة وجباتنا، ومنتجات من الحيوان أقلّ، ليس صحّيًّا أكثر لنا فقط، بل إنّه، أيضًا، صحّيّ أكثر للبيئة.
وأضافت: إنّ صناعة الغذاء من الحيوان، التي يحرّكها الطلب الكبير على اللحوم، تُعتبر عاملًا أساسيًّا لإطلاق غازات الدفيئة أكثر من المواصلات العالميّة مجتمعة! وعاملًا أساسيًّا في إزالة الغابات، تقليل وتلويث مصادر المياه والأراضي، وانقراض أجناس من الحيوانات. 70% من المساحات الزراعية في العالم تُستخدم لإنتاج اللحوم، حيث هي 30% من الأراضي غير المكسوّة بالجليد على وجه الكرة الأرضية. وإنّ مستوى الطلب الحاليّ على اللحوم لا يمكن أن يدوم، ويؤدّي إلى القضاء على موارد ثمينة من الأ راضي، المياه، والوقود – إنّنا نأكل على حساب الأجيال القادمة.
ونوهت: الارتفاع المبارك في مستوى الوعي للتغذية الصحّية في المجتمع العربيّ يجب أن يتوسّع ليشمل موضوع تقليص استهلاك اللحوم. لقد قامت جمعيّة "الاثنين بدون لحوم" بنشر معلومات أوّليّة في العربية في موقعها، كما أنّ الجمعيّة باتت تعمل، فعلًا، على مشاريع إضافية، مع رؤساء طهاة معروفين مثل عمر علوان، فُتنة جابر، نشأت عبّاس، منار زيدان، والمشاركتين في "ماستر شِّف": نادية عويد ومُزنة بشارة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]