برز الحديث مؤخرا عن استهلاك اللحوم في البلاد والذي شهد ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، مظهر بعض الوعي للتأثيرات السلبية التي تتركها المواظبة على اكل اللحوم ليس على الصحة فقط وانما البيئة والاقتصاد في البلاد.

مبادرة مميزة قامت بها الإعلامية ميكي حايموفيتش في محاولة منها لإنقاذ الأطراف المختلفة منها البيئة والسكان وأيضا الاقتصاد في إسرائيل، حيث قامت بتسويق واحضار جمعية "ميتلس ماندي" التي تدعو الى التخفيف من اكل اللحوم على الأقل في يوم واحد من الأسبوع، واستهلاك نسبة اكثر من الفاكهة والخضراوات.

ميكي حايموفيتش قالت لـ "بكرا" في هذا الجانب: قبل سنوات في عام 2009 سمعت للمرة الأولى عن هذه المبادرة، حيث رأيت تقرير مصور مع بول ماكارتني الذي سوق هذا المشروع في بريطانيا حينها وبدأت فكر بأن ذلك مهم ويجب احضار المشروع الى البلاد، ولكنني انشغلت بتقديم الاخبار، وعندما استقلت بدأت ابحث عن موضوع يهمني وأريد ان اؤثر من خلاله وعلمت انني يجب ان اعمل في هذا الجانب وان احضر جمعية "ميتليس ماندي" الى البلاد حيث بدأنا بتسويقها في 2012، ومنذ ذلك الوقت نحاول اقناع عدة اشخاص بالتخفيف من اكل اللحوم.

وتابعت: مصدر هذه المبادرة ينبع من صحة الشخص، والذي بدأ في الولايات المتحدة ضمن محاولات محاربة السمنة وفي عام 2006 تحول هذا المشروع الى مشروع بيئي في اعقاب تقرير الأمم المتحدة التي اظهر تأثير صناعة الرصاص الحي على التغييرات في سهولة الاحترار، ما اظهر انه ممكن للإنسان ان يقوم بأمر جيد لنفسه وللعالم أيضا وبالتالي ممكن انقاذ الحيوانات لان صناعة اللحوم هي صناعة تترك معاناة لدى الحيوانات.

نباتية منذ اكثر من 27 سنة

وتحدثت اكثر عن المشروع قائلة: هذا المشروع يهدف الى ان نأكل اقل لحوم، حيث اننا اليوم نأكل لحوم بكميات كبيرة جدا، ويجب علينا مراقبة طريقة غذائنا، نحن نعيش في بيئة شرق أوسطية مليئة بالفواكه والخضروات المتنوعة والطازجة، وإذا عدنا الى هذا الغذاء سنكسب صحتنا ونحمي الحيوانات وننقذ البيئة أيضا.

وأضافت ل "بكرا": انا نباتية منذ 27 سنة، كل حياتي أحببت الحيوانات ولكنني كبرت في بيت يحب اللحوم، وفي مرحلة معينة علمت انني لا أستطيع ان استمر بهذا التناقض بين حبي للحيوانات واستمراري بأكل اللحوم، وأصبحت منذ ذلك الحين نباتية، لم يعلم أحد بذلك ولم اعلنه، وفي السنوات الأخيرة أصدرت كتاب عن المواد النباتية ومنذ ان استقلت خضت في هذا المجال اكثر وبدأت بالقراءة والغوص فيه وفهمت تأثيرات صناعة الحليب والبيض.

ونوهت ل "بكرا": المجتمع الإسرائيلي عموما والعربي بشكل خاص يستهلكون اللحوم بشكل كبير، وفي الخمسون سنة الأخيرة اصبت اللحوم بمتناول يد الجميع ومن السهل الحصول عليها فنراها في كل حانوت جاهزة ومقطعة، كما أصبحت اللحوم جزء من ثقافتنا واعيادنا، علما انها ليست مفيدة ولا تتعلق بالديانات ولكن السبب هو انها أصبحت بمتناول اليد ما جعلها تصبح عادة وتقليد، ونحن اليوم ندعوا بالعودة الى الطريق الصحيح ونأكل بصورة اكثر عقلانية.

معطيات خطيرة حول السكري في المجتمع العربي بسبب الغذاء

وأشارت قائلة وموضحة: مبادرتنا لها اكثر من اتجاه، حيث نعمل على السوق الأساسي مع مصانع من خلالها نحرص على ان يختار العامل ان يأكل يوم الاثنين وجبات نباتية في غرف الطعام بدون لحوم او لحوم اقل، كما اننا نعمل مع وزارة التربية والتعليم ونحاول ادخال وجبات نباتية، نحن لا نجبر أي احد على الابتعاد عن اللحوم ولكننا نحاول ان نقنع من حولنا ونؤثر في الجميع، وبالتالي نؤثر على جهات مختلفة في البلاد مثل الجانب الاقتصادي مثل التخفيف في استهلاك المياه، نحن نعتقد ان العدل البيئي يؤدي الى عدل اجتماعي، اذا ما اكلنا اكثر خضروات وفواكه فأننا ندعم الزراعة المحلية ونحارب امراض كثيرة مثل السكر، خصوصا في المجتمع العربي حيث توجد معطيات خطيرة جدا ونسبة كبيرة جدا من مرضى السكري.

واختتمت قائلة: علينا ان نعود الى الغذاء الشرق اوسطي الذي حولنا، هو غذاء صحي جدا ويساهم في تقوية البلاد اقتصاديا بيئيا وصحيا. منذ ان بدأنا بإدخال المشروع نشهد تغييرا، ربما هو بطيء بعض الشيء ولكن الحوار بدأ في هذا الجانب، وبدأ الحديث عن تأثيرات اللحوم على البيئة الاقتصاد وغيره.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]