وجه أهالي مخيم اليرموك المحاصر نداء إنسانياً إلى الهيئات والمنظمات العربية والعالمية ومنظمة التحرير الفلسطينية، لإنقاذ المدنيين تحت الأنقاض، ونقل الضحايا وإسعاف الجرحى.

وقال ناشطون فلسطينيون أن الجثث والأشلاء مطروحة في شوارع المخيم وجرحى مصابون لا يمكن تحديد أعدادهم، وكنا عاجزين عن إسعافهم نتيجة القصف الكثيف والمستمر، وانقطاع وسائل الاتصال، والغياب الفعلي للخدمة الطبية.

وأضاف الناشطون أنه لا يزال عدد كبير من المدنيين عالقين في بيوتهم أو في الأقبية، علماً أن اثنين من هذه الأقبية هي تحت الأنقاض ولا معرفة لدينا بحال قاطنيها وعددهم، وأن مجرد فكرة الخروج من المنزل تحت مثل هذا القصف بمثابة مقامرة غير محسوبة.

ونوه الناشط والدكتور معاوية محمد أن مشفى فلسطين خارج الخدمة تماماً، حيث تعرض قسم الإسعاف فيه لقصف صاروخي بصواريخ أرض-أرض، وطوابقه العليا استهدفت بغارات الطيران، فأصيب عدد من العاملين فيه بجروح، وقتل "جمال حميد" أبو خالد سائق سيارة الإسعاف.

واوضح الناشط مجد المصري أن شهداء مخيم اليرموك المسن الفلسطيني "صالح محمود - عموري ونجله الشاب مهند والشاب أنس عموري، لم يدفنوا حتى الساعة 11 ليلاً أي بعد قرابة 12 ساعة بسبب القصف العنيف الذي لم يهدئ سوى 10 دقائق فقط، وأن جثثهم بقيت داخل قبو صغير مع نساء وأطفال وكبار السن.

ونوه إلى أن جثة المسعف الفلسطيني "جمال سميح حميد" ذات الرأس المقطوع أصبحت تحت أنقاض مشفى فلسطين الذي دمر وخرج عن الخدمة منذ أول أمس.

اتهام

واتهمت إحدى النساء المحاصرات في مخيم اليرموك، المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والفصائل الفلسطينية، بالتغافل عن مأساتهم وعدم التحرك لإنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في المخيم.

يشار إلى وجود آلاف المدنيين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ويمنع النظام خروجهم من المخيم المحاصر، علاوة على إغلاق المعارضة حاجز العروبة الرابط ببلدة يلدا جنوب دمشق.

ويواصل النظام السوري والمجموعات الموالية لها بإسناد جوي روسي، استهداف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، منذ بدء الحملة العسكرية ضد المخيم يوم الخميس الماضي.

واستأنفت قوات النظام، منذ ساعات الصباح الأولى، قصف مخيم اليرموك والتضامن والحجر الاسود، بعشرات الغارات من الطيران الحربي وصواريخ الفيل شديدة الانفجار والصواريخ وقذائف الهاون.

ووفقاً لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فإن عدد الغارات الجوية منذ الصباح وحتى اللحظة، بلغت أكثر من (50) غارة استهدفت أحياء مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود ويلدا.

ووصل عدد البراميل المتفجرة إلى أكثر من (25) برميلاً استهدفت مخيم اليرموك والحجر الأسود، بالإضافة إلى مئات القذائف الصاروخية والمدفعية من الهاون أو الدبابات، ولايزال القصف ودوي إنفجارات مستمراً حتى الآن.

وأكد أهالي المخيم المحاصر لمجموعة العمل وقوع دمار كبير وواسع في أحياء المخيم كافة، وانتشار ركام المنازل في الطرقات والشوارع، مشددين على عدم مشاهدتهم لأي مسلح من تنظيم داعش في المخيم.

يأتي ذلك وسط مطالبات للأطراف المتصارعة بالتوقّف الفوريّ عن تدمير المنطقة وتحييد المدنيّين فيها، والتوصّل إلى أيّ حلّ آخر، باستثناء الحلّ العسكريّ، يضمن سلامة السكان المدنيّين، والممتلكات العامّة والخاصّة والبنية التحتيّ

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]