تعمّ الناصرة حالة من الغضب ازاء جريمة القتل اللتي حصدت روح المغترب نزار جهشان. وفارق نزار الحياة متأثرا بجراحه بعد ما يقارب اسبوعين من تعرّضه لإطلاق النار.

 ظواهر مقلقة

وفي تعقيبها على ما حصل، تقول نبيلة اسبنيولي بحديثها مع بكرا:" مجتمعنا يعاني من ظواهر مقلقة جدا اللتي اصبحت بحاجة لمعالجتها بشكل اساسي ونحاول ان نفهم الى اين وصلنا بظاهرة العنف وبالذات السلاح واستخدام السلاح والاخير معروفة مصادره والشرطة وحدها القادرة على ضبط الامور ووقف هذه الجرائم اللتي تمسّ في شبابنا واطفالنا ورجالنا بشكل متزايد ودائم".

اشارت اسبنيولي الى ان:" يجب مطالبة الشرطة باستخدام كل الوسائل المتاحة عندها من اجل السيطرة على السلاح المرخّص الذي يباع في السوق السوداء ونحن بحاجة الى نبذ كلّ مظاهر السلاح واستخدامه وخاصة في الاعراس وبحاجة الى ان تكون مسؤولية اجتماعية بالاضافة الى مطالبة السرطة بالقيام بواجبها".
وأختتمت كلامها قائلة:" يجب مقاطعة كل بيت نعلم ان بداخله تتواجد اسلحة".

لا يعقل ان يستمر اهمال الشرطة

وعقبّ عضو بلدية الناصرة - المهندس شريف زعبي بحديثه مع بكرا:" لم يبق امامنا الا زيادة المجهود لمواجهة هذه الظاهرة والضغط على الحكومة والشرطة للقيام بواجبها . لا يعقل ان يستمر اهمال الشرطة في مواجهة قضايا القتل والسلاح المنتشر بشكل كبير بين المواطنين فقضية فرض الامن والامان هو من صلاحية الشرطة".

أكمل زعبي كلامه قائلا:" المهم تأكيده ان الجريمة ومحاربتها هي قضية لا يمكن فصلها عن السياق السياسي. هنالك حاجة لقرار سياسي لمحاربة الجريمة ومنظماتها في المجتمع العربي".

وأختتم كلامه قائلا:" ما حدث بالناصرة مؤخرا من اعتقالات يثبت ان الشرطة قادرة على معالجة الجريمة عندما تتدخل الحكومة.هنالك امثلة كثيرة كيف قامت الحكومة باستثمارات نجحت من خلالها بمواجهة الجريمة بمدن يهودية".

الضحية ال١٤لهذا العام

وفي حديثه مع بكرا، يقول الشيخ كامل ريّان بحديثه معنا:" بمصرع السيد نزار جهشان يصل عدد ضحايا هذا الارهاب الذي ما زال يجتاح مدننا وقرانا العربيه في الداخل منذ عام الفين الى ١٢٦٠ ضحيه ويكون السيد دهشان الضحية ال١٤لهذا العام. اقولها وبكل صراحة ان لم تتعامل الدولة من خلال شرطتها وسائر المؤسسات الامنية على ان الذي يحصل عندنا هو ارهاب من الطراز الاول والذي يتطلب ان يتعامل معه الجميع بادوات ووسائل استثنائية حتى اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها فان عدد الضحايا سيستمر بالزيادة ناهيك عن التفكك في النسيج الاجتماعي الرهيب الذي يعاني منه مجتمعنا. هذا الامر لا يعفي سلطاتنا المحلية واللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا لقيادة الجماهير العربية من اتخاذ خطوات استثنائيه ايضا من اجل لجم هذا الغول المتوحش وعلى رأس هذه الخطوات لا بد من استأجار شركة تحقيقات خاصة مدفوعة الثمن لتقوم بفتح مئات الملفات الجنائيه التي عجزت الشرطة في الوصول الى الجناة المجرمين وبذالك اشارة منا اننا لن نقف مستسلمين امام هذه الظاهرة المتزايدة من جهة وامام العجز المستهجن للشرطة لفك رموز مئات الملفات الجنائية ونعرف من خلالها الضحيه ولا نعرف من هو القاتل".

وأنهى كلامه قائلا:" لا شك ان مقتل السيد نزار جهشان ابن الناصرة الابية شأنه شأن مئات الضحايا الذين نودعهم في قرانا ومدننا سيشكلون سوية بمقتلهم هذا والظلم الذي وقع عليهم وعلى اسرهم صفحات سوداء في تاريخ الجماهير العربيه في البلاد والذين نجحوا في مواجهة الحكم العسكري وسياسة التمييز التي انتهجتها السلطات منذ سبعين عام وفشلت فشلا ذريعا في مواجهة هذا الارهاب الغاشم الذي اصبح يضرب ليل نهار في جنبات ومفاصل هذا المجتمع زيادة على الويلات الذي يعاني منها نتيجة سياسة الظلم والتمييز".

سياسة "بطيخ يكسر بعضو" 

بدوره، قال نائب رئيس بلدية نتسيريت عيليت - شكري عواودة، بحديثه مع بكرا:" عذرا نزار جهشان جئت عائدا لتعيش فوق تراب الوطن فوجدت جسمك داخل ترابها ضحية لتسيب العنف وفوضى السلاح.علينا جميعنا ان نتكاتف على جميع الأصعدة-مؤسسات تربويه ومجتمعيه ؛احزابا ورجال دين من كل الطوائف وسلطات محلية بكل اذرعتها لقطع دابر العنف اللذي ينهش في جسدنا الجمعي -فنرى "الشهيد" تلو "الشهيد يتساقطون في ساحات عنفنا المتنامي ولا رادع ولا شفيع.
ان اخطر ما يواجه جماهيرنا هو افة العنف والانفلات؛والحل بايدينا ان يعمل كل بيت وكل اسره وكل انسان غيور ما في وسعه لتربية سليمة حضارية مبنية على قبول الاخر والتعايش مع النقيض خاصة اننا على ابواب الانتخابات البلدية وهي بحد ذاتها تربة خصبة لزيادة منسوب العنف".

تابع عواودة حديثه قائلا:" لا ننسي ولا بأي شكل تقصير السلطة المركزية بمكافحة العنف والجريمة المنظمة والشخصية ونرى حتى في هذا التمييز الصارخ بين المجتمعين اليهودي والعربي الفلسطيني في توظيف الميزانيات والامكانيات .
السلطة المركزيه لطالما تعاملت مع مجتمعنا بسياسة "بطيخ يكسر بعضو" لوقف تطوره وصقله كاقلية قومية واعية متنورة بانية لمجتمع عصري واعد -وهذا ما تخشاه على خلفية الانجازات النضالية بايامنا الوطنية".

وأختتم كلامه قائلا:" واخيرا اضم صوتي الى نداء محمد بركة في مهرجان العوده في عتليت "ان علينا الا نصاهر والا نتعامل او نتواصل مع رجال عالم الاجرام وهم معروفين للجميع جيدا كل في مدينته او قريته،،واخيرا كل الشكر والتقدير لعائله الفقيد اللذين تبرعوا باعضائه للمرضى المحتاجين لتخليد ذكراه العطرة بحياة جديدة لاناس مرضى هم بامس الحاجة اليها،لارواح شهداء العنف والجريمة الرحمة ولنا التكاتف والتلاحم لخلق جيل ومجتمع خال من العنف".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]