في ظل الاحداث الاخيرة التي جلبت معها الويلات، نتيجة للحروبات والكوارث الطبيعية، يأتي دور الجمعيات والمنظمات الانسانية التي تعمل من اجل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لجميع اطفال العالم الذين تضرروا نتيجة هذه الويلات، من بين هذه التنظيمات نرى بان لمنظمة "اليونيسف" دور كبير ومهم في انقاذ العديد من الاطفال، من اسيا وافريقيا، والشرق الاوسط.

عن فعاليات منظمة "اليونيسف" وعن دورها الهام في جميع انحاء العالم تحدث مراسلنا مع مدير منظمة اليونسيف في البلاد السيد روعية ملميد  الذي بداية عرف لنا ماهي منظمة اليونسيف حيث قال:"اليونيسيف (بالإنجليزية: UNICEF) هي منظمة الأمم المتحدة للطفولة التي تأسست عام 1946، وذلك لغرض رعاية ضحايا الحروب في الدول التي تعرضت للدمار الناتج عن الحرب العالمية الثانية، علماً بأنّ هذه المنظمة مقرها هو مدينة نيويورك الأمريكية، وتسعى اليونيسيف لتحقيق العديد من الأهداف المتعلقة بتوفير مستوى معين من الرفاه للأطفال المنكوبين".

خدمات صّحية وتعليمية

"حيث توفر الخدمات الصّحية والطبية، وسعت منذ تأسيسها لمحاربة الأمراض التي تصيب الأطفال بشكل خاص، وقامت بوضع برامج واستراتيجيات للوقاية من الأمراض الخطيرة من خلال توفير المرافق التعليمية لهم، ويجدر بالذكر أنّ مصدر تمويل هذه المنظمة يعود إلى العديد من المنظمات الحكومية والمؤسسات الأهلية والخاصة مما يضمن لها الاستمرارية منذ تأسيسها حتى وقتنا الحاضر".

الخدمات لـ 190 دولة وإقليم حول العالم

واضاف:"تسعى منظمة اليونيسيف إلى تنفيذ عدد من البرامج التي تضمن منح الأطفال كافة حقوقهم في جميع أنحاء العالم، حيث تغطي خدماتها ما لا يقلّ عن مئة وتسعين دولة وإقليم حول العالم، بحيث تقدم لهم الدعم والإمكانيات اللازمة، وتساهم في حمايتهم وسلامتهم، وتسعى لإدماجهم وإشراكهم في الحياة بصورة تضمن لهم النمو بشكل صحي وسليم، وتؤمن لهم بقاء آمناً وواعداً. وتؤمن منظمة اليونيسيف أنّ التعليم هو واحد من الحقوق الأساسية لكافة البشر، بحيث تصب كافة جهودها في سبيل الحصول على فرص تعليم مناسبة لكافة المراحل، ابتداءً من مراحل التعليم الأولى، ووصولاً للتعليم الثانوي، وذلك من منطلق أنّ هناك آثاراً وعواقب سيئة للغاية تنتج بصورة حتمية عن حرمان فئة من الأطفال من حقهم في التعليم".

دور هام لليونيسف في سوريا

وأسهب روعية:"المنظمة تعمل في جميع انحاء العالم، وفي كل مكان يوجد به حاجة لمساعدة الاطفال، ولا يوجد اية علاقة بالدولة التي تنتمي لها، وتقديم المساعدة يأتي، اما بسبب الحروبات، او بسبب كوارث طبيعية، وهذا يمكن ان يكون في اسيا او افريقيا بسبب كوارث طبيعية، او في الشرق الاوسط، مثل الصراعات الموجودة في سوريا او العراق او اليمن، اضافة لعدد كبير من الاطفال السوريين اللاجئين الموجودين في لبنان، حيث هنا كان لليونسيف دور هام في ادخال الاطفال الى جهاز التربية والتعليم.المنظمة تعمل في كل مكان في العالم من اجل الاهتمام بالاطفال، واخراجهم من كل ضائقة ان كانت صحية، او نقص في اجهزة التعليم".

"احد الامور الصعبة التي واجهها اليونسيف في الفترة الاخيرة هو وجود ما يقارب الـ 85 مليون طفل في العراق ، واليمن، وسوريا لم يتلقوا التعليم، ولم يدخلوا الى المدارس، ولو ليوم واحد، طيلة فترة الحرب وهي 7 سنوات، وهنا جاء دورنا بالاهتمام بهؤلاء الاطفال لإدخالهم لمؤسسات تعليمية، لكي ينالوا على الاقل اسس التعليم. وذلك لكي نمنع ضياع جيل كامل، بأمل ان تنتهي الحروبات في اقرب وقت ويعود هؤلاء الاطفال الى مقاعد الدراسة".

مشاركة المجتمع الاسرائيلي عرباً ويهود بمساعدة أطفال سوريا

واردف مدير عام اليونيسف في اسرائيل:" لا نعمل بشكل مباشر مع الدول التي تتواجد بها فروع منظمة اليونسيف، كل فرع في أي دولة كان، يعمل على تجنيد التبرعات، منذ 1966دولة اسرائيل لم تعد من الدول التي تتلقى الدعم، بعد ان تلقت ذلك في الماضي، اليوم اسرائيل ليست بحاجة لتلقي الدعم، بل نقوم بدورنا في فرع اليونيسف في البلاد من اجل تجنيد التبرعات وخاصة الاموال، من الشركات ومن المؤسسات الحكومية، حيث نظرة العالم اليوم تتجه للتبرع لاشخاص معينين وليس لشركات، وهذا يتم عن طريقنا، نحن نقوم بدورنا بجمع التبرعات وارسالها الى منظمة اليونسيف العالمية، وهي بدورها توزع هذه التبرعات حسب الحاجة، حيث ليس شرطا بان الاموال التي يتم جمعها في دولة معينة ان تذهب الى نفس الدولة، وانما هذا يكون حسب انظمة منظمة اليونسيف العالمية التي هي التي توزع التبرعات".

بالنسبة لنا كانت حملة جمع التبرعات لاطفال سوريا هي الانجح في الفترة الاخيرة، حيث قمنا بتجنيد التبرعات هنا في البلاد من المواطنين العرب واليهود الذين تبرعوا لسوريا، قمنا بتحويل الاموال لمنظمة يونسيف العالمية، التي تقوم بتحويلها الى سوريا، اضافة للتبرعات التي تأتي من قبل دول اخرى والتي تخص حملة التبرعات لسوريا، لذلك نعتبر انفسنا جزء لا يتجزأ من حملة التبرعات العالمية لسوريا".

نسبة التبرعات من المجتمع العربي اكثر من نسبتهم في البلاد

واضاف روعية:"حقيقة سعدت كثيرا من تجاوب المجتمع العربي هنا في البلاد مع منظمة اليونسيف، حيث نجحنا في الفترة الاخيرة من جمع تبرعات بنسبة كبيرة جدا من المجتمع العربي تعدت هذه التبرعات نسبة العرب في البلاد، حيث وصلت نسبة التبرعات من المجتمع العربي حتى 30%. وهذا يتم عن طريق صفحة الفيسبوك الخاصة بفرع منظمة اليونسيف هنا في البلاد، رغم كون الصفحة باللغة العبرية، ولكن في الموقع الرسمي لليونسيف يمكن التواصل باللغة العربية، لذلك نحن هنا في فرع اليونسيف في البلاد نعمل على تجنيد مساعدين من اجل ادخال اللغة العربية على صفحة الفيسبوك الخاصة لنا، حتى نصل لكافة الجماهير العربية في البلاد. وهذا ينبع من الثقة الكبيرة التي نحظى بها عالميا لاننا نعمل في هذا المجال منذ 70 سنة، في اسيا وافريقيا وفي الشرق الاوسط".

مشاريع مختلفة، واخر لليونسيف في شهر رمضان

واختتم :"تتركز فعاليات اليونسيف في البلدان المتطورة في تطوير وتحسين حقوق الاطفال، في القترة الاخيرة اشتركنا مع وزارة المعارف في مشروع في المدارس لتحسين ظروف الاطفال، في السنة الاخيرة اشتركت معا 40 مدرسة، من بينها 9 مدارس من المجتمع غير اليهودي، هنالك مجموعة التي تتعلم موضوع حقوق الاطفال بتعمق، في كل ما يتعلق بمفهوم تطوير حقوق الاطفال".

نحن الان نتواجد في مفترق مهني، اذ هنالك عدة مشاريع نحاول تنفيذها في البلاد في موضوع الفقر والجوع، رغم ان دولة اسرائيل ليس من الدول التي بحاجة لتبرعات في هذا الموضوع، الا اننا نحاول تجنيد الاموال، حيث ندرس في هذع الايام مشروع لمساعدة العائلات الفقيرة والمحتاجة في شهر رمضان، حتى الان الامر غير نهائي، ولكننا تلقينا مصادقة من احد التنظيمات من خارج البلاد، نأمل بان ننجح في اخراج هذا المشروع في رمضان المقبل. سعادتي كبيرة كانت من المجتمع الاسرائيلي وخاصة المجتمع العربي الذي يفتح جيبه دائما ويقدم التبرعات عن طريقنا من اجل اسعاد اطفال العالم ان كان في سوريا، العراق، واليمن، لاننا المنظمة الوحيدة التي لديها طواقم منتشرة في كل العالم وتعرف الوصول الى كل طفل محتاج، ومن هنا عبر موقع بكرا ادعو الجميع التواصل معنا عبر صفحات التواصل الاجتماعي من اجل تقديم التبرعات لكي نستطيع تقديم المساعدة الى اكبر عدد من الاطفال المحتاجين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]