أورد خبير الطاقة الإسرائيلي، حين هيرتسوغ، تحليلاً لتأثيرات ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية- أشار فيه إلى أن ارتفاع سعر البرميل الواحد من ستين دولارًا قبل حوالي نصف عام، إلى (75) دولارًا الآن، سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة منتجات النفط المستهلكة في السوق الإسرائيلية بمقدار مليار دولار تقريبًا في السنة، حيث تستهلك هذه السوق سنويًا حوالي سبعين مليون برميل.

وذكر الخبير هيرتسوغ أن 65% من منتجات النفط المستهلكة في إسرائيل تتكون من وقود البنزين والسولر للمواصلات، ما يعني أن المستهلك الإسرائيلي سيتكبد (650) مليون دولار في الصرف على النوعين المذكورين من الوقود، وعلى تسعيرة تذاكر المواصلات- تبعًا لذلك. وأشار في هذا السياق إلى أن أسعار البنزين في محطات الوقود قد سجلت في العام الأخير ارتفاعًا بنسبة تزيد عن 7%، فأصبح سعر اللتر الواحد (6,5) شيكل (1,86 دولار)- بالخدمة الذاتية.

وأشار الخبير كذلك إلى أن 10% من الاستهلاك المحلي للمنتجات النفطية في إسرائيل يتعلق بوقود الطائرات العالي الكلفة، الأمر الذي يعني دفعة أعلى للارتفاعات المحتملة في الأسعار والتكاليف التي ستقع فوق كاهل المستهلكين ( تذاكر السفر بالأساس). وعن هذه المسألة قال مسؤول في فرع الطيران المدني أن أسعار التذاكر والسفر ما زالت على حالها " لكن في حال استمرار الارتفاعات بأسعار النفط والوقود، فستضطر شركات الطيران إلى رفع أسعار التذاكر"- كما قال، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن المنافسة بين الشركات لا بدّ أن تؤدي إلى مرونة واعتدال في رفع الأسعار، خوفًا من عزوف المسافرين وامتناعهم عن شراء التذاكر.

المصانع تستهلك (7) ملايين برميل نفط

وذكر الخبير هيرتسوغ في معرض تحليلاته أن توليد وإنتاج الطاقة الكهربائية في إسرائيل يتم بمعظمه بواسطة الغاز الطبيعي والفحم والطاقة المتجددة، ولذلك لن يؤثر ارتفاع أسعار النفط كثيرًا على تسعيرة الكهرباء. وذكر أيضًا أن الصناعات الكبرى في البلاد قد انتقلت إلى استهلاك الغاز الطبيعي، وهنا أيضًا لن يحدث تأثير ملحوظ لارتفاع أسعار النفط. لكن فيما يتعلق بالصناعات المتوسطة والخفيفة، التي لم تنتقل بعد إلى الغاز الطبيعي، بل بقيت في إطار أصناف الوقود المعروفة، كالسولر، فإن ارتفاع الأسعار والتكلفة لا بدّ أنه سيحدث، وبذلك يلحق الضرر بالقدرة على المنافسة في الأسواق، ومن جهة أخرى- ستضطر المصانع المتوسطة والصغيرة إلى الانتقال لاستهلاك الغاز الطبيعي.

وأشار حين هيرتسوغ إلى أن الصناعات الإسرائيلية تستهلك سنويًا سبعة ملايين برميل من النفط ( سولر ومازوت وغاز الفحم)، الأمر الذي يعني أن ارتفاع أسعار النفط أدى منذ بداية هذا العام إلى إلحاق خسائر قدرها مئة مليون دولار بالصناعات الخفيفة والمتوسطة- بحسابات سنوية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]