شهدت حيفا امس الجمعة خلال مظاهرة ضخمة لنصرة غزة في اعقاب مسيرات العودة التي تزامنت مع ذكرى النكبة السبعين ونقل السفارة الامريكية الى القدس ما يشكل اعترافا شبه رسمي بالقدس عاصمة لإسرائيل ويلغي حل الدولتين، حيث قدمت غزة خلال هذه المسيرات ما يقارب المئة شهيد فضلا عن الجرحى.

المظاهرات والاحتجاجات لم تقتصر على غزة هاشم فقط بل الأراضي المحتلة عام 67 شهدت صراعا فعليا كما شهد الداخل الفلسطيني احتجاجات وغضب شعبي واسع تمخضت عنه احداث دامية في حيفا أمس جراء مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين وصلت حد التنكيل والاعتقالات لعدد كبير من الناشطين والمسؤولين الحقوقيين.

من جانب اخر، تحل قضية مظاهرة حيفا أمس الحيز الأكبر من الصفحات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي ما اثار حفيظة البعض الذين أكدوا بان القضية ليست حيفا وانما غزة والقدس والشهداء، الا ان هذا الامر لم يثنيهم عن المطالبة بالأفراج عن المعتقلين والقاء اللوم على القيادات في الدرجة الأولى.

عديمو المسؤولية هم رجال الشرطية وقيادات الشرطة والحكومة المتوحشة

د. مطانس شحادة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي قال: نحن ايضا رافقنا الشباب بالأمس في مظاهرة حيفا العزة وطالنا ما طالنا من عنف الشرطة، كنا هناك لندعم الشباب وروح التحدي والعنفوان والتصدي ورفع صوتنا باننا شعب واحد وهم واحد ومصير واحد. من لا يربط بين تعامل الدولة مع اهلنا في غزة واهلنا في الداخل ولو اختلفت الادوات لا يفقه السياسية.

وتابع: كنا هناك ودافعنا قدر المستطاع امام وحشية الشرطة عن شبابنا وشباتنا ونقول لهم بأنهم يرفعون الرأس والمعنويات. وبعدها كنا ايضا في محطة الشرطة لنتابع موضوع المعتقلين وسمعنا من طاقم المحامين تقييمهم للحالة وان معنويات الشباب عند السماء.

وأضاف قائلا: عديمو المسؤولية هم رجال الشرطية وقيادات الشرطة والحكومة المتوحشة، اما من شارك في المظاهرة السلمية التي لم تؤذي اي شخص ولم تعتدي على أحد، وهي من ابسط الحقوق الديموقراطية المدنية، قام بواجب وطني.

ممارسات الشرطة العنيفة تهدف الى كم الافواه والتهديد والتخويف


الحقوقي والناشط السياسي علي حيدر قال ل "بكرا": لقد قامت الشرطة مساء أمس بالاعتداء العنيف واستعمال القوة غير المبررة ضد المتظاهرين في مدينة حيفا الذين تظاهروا ضد ممارسات الاحتلال البغيض في قطاع غزة؛ وقد اعتقلت الشرطة مجموعة من الشباب والناشطين والمثقفين؛ وقد اعتدت الشرطة بشكل مبرح على الزميل جعفر فرح مدير مركز مساواة مما تسبب بكسر ساقه اثناء اعتقاله وتم نقله الى المستشفى.

وتابع: ان ممارسات الشرطة العنيفة تهدف الى كم الافواه والتهديد والتخويف؛ وتقييد أمكانيات الحراك والمشاركة السياسية؛ ومنع وتقليص امكانيات الاحتجاج السلمي. ان رجال الشرطة يستمدون الدعم والتأييد من رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي الذين يحرضان وبشكل دائم ضد المجتمع العربي الفلسطيني؛ من خلال تزوير الحقائق واختلاق الاكاذيب.

ونوه: لا يمكن السكوت والصمت اواء من حدث ويحدث في قطاع غزة؛ وعلى كل عاقل وصاحب ضمير ان يسمع صوته ورفضه لما حدث وهذا أضعف الايمان واقل الواجب. نتمنى السلامة للمصابين في مظاهرة أمس والمطلوب إطلاق سراح المعتقلين فورا. لا لسياسات التخويف والقمع.

سبب التظاهرة الرئيسي هو مجازر اسرائيل في غزة وقضية القدس وغير ذلك يحيدنا عن القضية

المحامية والناشطة السياسية اماني إبراهيم قالت بدورها متطرقة الى موقفها من دعوات التظاهر ضد قمع الشرطة للمتظاهرين في حيفا امس: باعتقادي ان الدعوة للتظاهر اليوم ضد ممارسات الشرطة بالأمس في المظاهرة؛ أمام محطة الشرطة بحيفا تحيدنا عن سبب التظاهرة الرئيسي الا وهو مجازر اسرائيل في غزة وقضية القدس، لا نتوقع من شرطة تمثل الاحتلال ممارسات أخرى امام غضب جماهيري على قضية صراع أساسية ووجودية ومن منطلقات وطنية وقومية؛ فليس من الحكمة الان عمل مظاهرة بسياق المواطن الذي يطالب الشرطة ان لا تقمعه وهو يعبر عن رأيه بما معناه انه من الأفضل ان يكون الدعم للمعتقلين تتمة للمظاهرة وسبب الدعوة اليها بالتواجد بمحكمة تمديد توقيفه.

الناشط عمر عقول عقب قائلا: دوله ابارتهايد هكذا بدأت نهاية الحكم العنصري في جنوب افريقيا ومن هنا تبدأ نهاية الحكم الصهيوني ونهاية الحركة الصهيونية التي هي حركه كولينيالية عنصريه وهذا ما أكدته الامم المتحدة حتى انه قبل عدة أعوام فقط تم الغاء العنصرية من الحركة الصهيونية اذن لماذا نستغرب تصرفاتهم الوحشية مع المواطنين في حيفا وقمع الاحتجاج؟!!

نحن في دولة تدعي بأنها واحة الديمقراطية ولكن الواقع يثبت عكس ذلك

الصحفية ناهد حامد قالت بدورها: ما شاهدته من تهجم وهمجيه تجاه المتظاهرين وضربهم هذا مرفوض شكلاً ومضموناً، المظاهرة سلميه كانت وفيها هتافات تضامنية مع اهلنا في غزة وهذا حق شرعي لعرب الداخل بأن يتضامنوا ويهتفوا ويتظاهرون وغير معقول ان يتم الاعتداء على الشباب والصبايا بهذه الهمجية، الشعور كان بنهج جديد تجاه عرب الداخل منع المحامين من الدخول للدفاع عن المعتقلين حتى الساعة المتأخرة وبعض المعتقلين مثل المحامي جعفر فرح قد تم نقله للمستشفى بعد ان تعرض للضرب والتعنيف اثناء الاعتقال والتحقيق ولكنني اعبر عن جل تقديري للهامات المرفوعة للشباب الواعي المثقف الذي يهتف باسم الحرية ويطبقها شعبنا بألف خير مما أشهده من تكاثف ووعي خاصةً في حيفا التي انتفضت للتضامن مع غزة واهلها واهلنا فنحن شعب واحد بلد واحد.

أنور القصاصي مدير عام جمعية "الغد المشرق " للتنمية ونبذ العنف في المجتمع العربي عقب رداً على الاحداث في حيفا: نشجب وبكل شدة اعتداء الشرطة الإسرائيلية على مظاهرة سلمية مرخصة للتنديد بالاعتداء الغاشم على أبناء شعبنا في قطاع غزة فالشرطة الإسرائيلية أثبتت مرة أخرى أنها تكيل بمكيالين وتتعامل مع المواطن العربي وكأنه عدو لها، الشرطة الإسرائيلية تتغذى من أصوات التحريض التي يطلقها رئيس الحكومة ووزير الامن الداخلي ولا تحترم حق المواطن العربي في التعبير عن رأيه وبطرق سلمية، من النقب نذكر المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية بأننا جسد واحد ولن نتنازل عن حقنا الوطني والأخلاقي والديني في دحر الظلم عن أبناء شعبنا في قطاع غزه، على الشرطة الإسرائيلية إعادة حساباتها ونطالب بإجراء تحقيق شفاف لهذه الأحداث ومعاقبة المسؤولين دون هوادة، نحن في دولة تدعي بأنها واحة الديمقراطية ولكن الواقع يثبت عكس ذلك، هذه الاعتداءات لن تردعنا في التعبير عن رأينا وعن التضامن مع أبناء شعبنا فنحن أبناء شعب واحد.

أحداث يوم أمس هي مؤشر واضح على فشل قياداتنا والشرخ ما بينها وبين الجماهير والشارع!

الناشط السياسي والاجتماعي إيهاب جبارين عقب قائلا: بداية أتمنى السلامة والحرية لكل المعتقلين، ما حدث مساء أمس في حيفا، أخرج الى السطح عدة عيوب تشوبنا، قيادة وجماهير، وتشوب اليات تعامل المؤسسات الرسمية معنا كأقلية. فمرة أخرى تثبت لنا هذه المظاهرة أن الدولة تكيل مع مواطنيها بمكيالين، مواطنو درجة أولى، ودولة الشرطة مع مواطني الدرجة الثانية، الذين لا يحق لهم بالاحتجاج او التظاهر، وإن حدث فالعواقب غالبا وخيمة، وهي ذات الأليات القمعية التي نراها في دول الجوار، منذ فترة كانت هناك احتجاجات لليهود المتدينين، على رغم أن أعدادهم فاقت ما كان يوم أمس بعشرات المرات، إلا أننا لم نرى هذا الكم من المعتقلين ولا هذا الكم من العنف من قبل الشرطة. نعم هكذا مؤسسة شرطية نحن لا نثق بها.

وأوضح: ما يؤرقني هو الفشل الذي كان على صعيد جبهتنا الداخلية، وهي أحق بالمحاسبة إن أردنا تحسين سبل تعامل مؤسسات الدولة معنا. الفشل لم يبدأ يوم أمس، بل كان هنالك فشل جماهيري ذريع في رد فعلنا مع ما كان من جرائم على حدود غزة، إن كان من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي وعادي وكأن ما حدث هنالك لا يعنينا، في حين كانت اصوات في تل أبيب تنادي بتأجيل بعض الاحتفالات، من الوقفات الاحتجاجية اليتيمة في اليوم التالي وهي ردة فعل طبيعية لجماهير تخشى دولة الشرطة، أو فشل الأضراب في اليوم الذي يليه وهو فشل في فهمنا لطبيعة المجتمع المدني وحقوقه، الى هنا لا اسقط هذا الفشل على القيادات (بشكل مباشر) رغم الكم الكبير من النقد والاعتراض لدي على نهج قيادات الوسط العربي، فالحدث أكبر منها.

وتابع: لكن أحداث يوم أمس هي مؤشر واضح على فشل قياداتنا والشرخ ما بينها وبين الجماهير والشارع، فالحضور كما في الوقفات الاحتجاجية غير مشرف ولا يليق بيوم غضب على قتل ٦٠ طفل، امرأة ورجل عزل، وهو اعتراض واضح وصريح من قبل الشارع على القيادات واليات عملها، بل هو تمرد بحت على شرعيتها. عدا عن تخلي الكثير من الوجوه القيادية عن الحضور، وعدم العمل على تصريح للمظاهرة، هي أمور تلزمنا الوقوف عندها ومحاسبة هذه القيادات.

واختتم قائلا: بنظري نحن بحاجة لجملة من الاصلاحات، تبدأ وتتمركز في تمكين مفاهيم المجتمع المدني، ومناهضة باقي المفاهيم الأخرى، لكي نستطيع من بناء الثقة مرة أخرى ما بين الشارع والقيادات.

الشرطة تعتبر نفسها أداة القمع الأولى ضد العرب!

وقال يوسف طاطور نائب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي: من خلال تواجدي في مظاهرة حيفا وأيضًا في مظاهرة القدس التي أقيمت ضد نقل السفارة الأمريكية، رأيت ممارسات الشرطة العنيفة جدًا، التي أكدّت لنا أن هذه الحكومة كانت تحاول طيلة الوقت تدجين الأقلية الفلسطينيّة في البلاد، وعندما رأت مجموعة كبيرة من أبناء شعبنا ما زال يناضل على حقّه بالكرامة وما زال يرى بنفسه جزءًا لا يتجزأ من النضال الفلسطينيّ العام فقدوا سيطرتهم وجنّ جنونهم.

وتابع: الشرطة مارست العنف ضد الجميع، وعنف موجّه خاصةً ضد الشباب والنساء، العنف مورس ضد أفراد لا يشكلون أي نوع من أنواع الخطورة، فقد كانت جميعها مظاهرات سلمية تعتمد على الهتاف ورفع الشعارات فقط.

وأضاف قائلا: في النهاية نعرف كمواطنين وكأحزاب أن الشرطة تعتبر نفسها أداة القمع الأولى ضد العرب وترى نفسها في مواجهة معهم طيلة الوقت، لذا فإن كل هذه الأساليب لم ولن تثنينا عن قول كلمة الحق والتعبّير عن غضبنا لما ترتكبه حكومة اسرائيل من مذابح ومجازر بحقّ أبناء شعبنا في غزّة وفي أي مكان آخر.

ونوه: اسرائيل تحاول دومًا حصر دور الأقلية الفلسطينيّة بالنضال المدني وبتحصيل ميزانيات هنا وهناك ولا تريد أن ترى لنا دورًا بالقضية الوطنيّة الفلسطينيّة.

واختتم قائلا: أوجه كل التحيّة للشباب الواعي المبادر الذي ما زال قادرًا على التفريق بين الكرامة الحقيقية والكرامة الزائفة، والذي يخوض معركته بوعي تامّ ومسؤولية كاملة.

الهتافات والأناشيد والتصفيق الذي اطلقة المتظاهرون امس في حيفا كان مجدا وفخرا

الناشط السياسي والاجتماعي كامل برغوثي قال: ما حدث في حيفا مخجل لدوله تعلن عن حالها امام المحافل الدولية انها دولة ديمقراطية..والمخجل اكثر بكثير هو صمت جميع المحافل الدولية والحكومات من اتخاذ خطوات عملية يوقف والى الأبد رد الشرطة الهمجي لتظاهرات سلمية بكل المقاييس والنظم المعتمدة والمطلوبة..واقول لهذه الحكومات والمحافل الدولية ..لم يعد يكفي الاستنكار وواجبكم الاخلاقي ان تتخذوا خطوات عملية لوقف هذا القهر وهذا الظلم وهذه الهمجية.. اسرائيل دولة ديمقراطية لليهود وانتم دول تتعاملون بإنسانية مع شعوبكم وباقي الاحياء من حيوانات وزواحف تعيش معكم لكن قمة الغباء والاجحاف والظلم ان تصمتوا امام ما تفعله حكومات اسرائيل لشعبي الفلسطيني..واقول لكم جميعا ولان الجهل في هذا المجال يسيطر عليكم ،فإن من الشعب الفلسطيني بذورا منثورة ومزروعة في اصقاع هذا الكون..منها من نبت ومنها من صار اخضرا يانعا ومنها من اثمر ليعيد مجده وحياته الكريمة ويعلمكم كيف ينشر العدل والحب والسلام بقوانين السماء لجميع البشر والحجر والنبات والحيوان..سنبقى نناضل كما ناضل شبابنا امس في حيفا بكل الطرق السلمية القانونية ..الهتافات والأناشيد والتصفيق الذي اطلقة المتظاهرون امس في حيفا كان مجدا وفخرا وعزة لنا وأما لشرطة وجنود هذه الحكومة المتطرفة فهذه الهتافات والأناشيد والتصفيق الذي بادر اليها الشباب كانت غضبا وقهرا لهم لم يتماسكوا اعصابهم ولَم يتمالكوا كراهيتهم وانقضوا ليفترسوا المتظاهرين وهنا نسوا ان شعبهم من الجليل والمثلث والنقب يحضنهم ويقف الى جانبهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]