بدأ التحالف السعودي هجوماً الأربعاء على مدينة الحديدة غرب اليمن، رغم التحذيرات من التداعيات الكارثية لأي هجوم على المدينة، حيث شنّت مقاتلات التحالف 10 غارات على منطقة النخيلة في مديرية الدريهمي بالحديدة.

مراسل الميادين أفاد بأن طائرات التحالف شنّت أيضاً 15 غارة جوية على مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة، إضافة إلى سلسلة غارات استهدفت طريق الحديدة - تعز وصولاً إلى منطقة كيلو 16 غرب اليمن.

مصادر يمنية أفادت لمراسل الميادين بنشوب معارك عنيفة في مناطق الدريهمي، بالتزامن مع قصف جوي عنيف، فيما تحدثت مصادر مقربة من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عن هجوم شامل على الحديدة.

يأتي ذلك بعد ساعات من المهلة التي منحها التحالف السعودي من أجل التوصل إلى اتفاق لتجنب عملية عسكرية ضد الحديدة.

وبالتزامن مع الهجوم على الحديدة، أعلن رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي استهداف بارجتين تابعتين للتحالف السعودي واحتراق إحداهما قرب مدينة الحديدة غرب اليمن صباح اليوم.

وفي تغريدة له على موقع "تويتر" قال الحوثي إن "‏البارجتين كما تفيد المعلومات كانتا تريد القيام بعملية إنزال، لكن القوات البحرية كانت لها بالمرصاد"، من دون أن يستبعد أن يكون على متن البارجة المحترقة جنود أو خبراء أميركيين.


البارجتان كما تفيد المعلومات كانت تريدالقيام بعملية إبرار ولكن الرجال الابطال من القوات البحرية كانوالها بالمرصاد حفظ الله الابطال المجاهدين من الجيش واللجان في كل الجبهات البحريةالبريةالجويةالصاروخية والدفاع الجوي ممن يحملون الوفاءلشعبهم وقسمهم العسكري
فشلتم وخبتم ايهاالمعتدون.

وأشار الحوثي إلى أن سفينة التحالف التي استهدفت تحترق مقابل غليفقه في الحديدة والأخرى هربت باتجاه زقر في البحر الأحمر.

الحوثي أشار إلى أن مصادره تؤكد أن ‏الخطة التي قُدمت للأميركيين تضمنت استهداف ميناء الحديدة وتدميره، محذراً من استهداف ميناء الحديدة لأنه مدني ولا يوجد أي منفذ لتهريب السلاح إليه.


وأفاد مصدر في البحرية اليمنية بأن زوارق التحالف تسحب قتلى وجرحى من على البارجة المستهدفة في الحديدة، مشيراً إلى أن استهداف البارجة جرى بصاروخين بحريين والمحاولات مستمرة لإنقاذ من على متنها.

المروحيات قامت باسعاف بعض من كان على متن البارجة ولازال البعض منهم على البارجة المحترقة.
ولايستبعدان على متنها جنود اوخبراء امريكان واجانب بحسب المعلومات وسرعة وصول المروحيات الى البارجة التي تم تدميرها
وقريبا ستذهب هذه البارجة الى اسوق الحراج كما تم بيع سابقاتها#بوارجهم_تحرق

المكتب الإعلامي للحكومة اليمنية قال في بيان لها إن "طائرات وسفن التحالف تنفذ ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين دعماً لعمليات القوات اليمنية البرية التي احتشدت جنوبي أكبر موانئ البلاد".

وأضاف البيان أن "العملية تأتي بعد أن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج جماعة أنصار الله من ميناء الحديدة".

بيان الحكومة اليمنية رأى أن "تحرير الميناء سيمثل بداية سقوط أنصار الله ويؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب ويقطع أيادي إيران"، على حد تعبير البيان.

وأطلقت قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عملية "النصر الذهبي" ‏للهجوم على الحديدة بإسناد من قوات التحالف.

وقبيل بدء الهجوم على الحديدة التقى الرئيس اليمني ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ، فإن اللقاء تناول الجهود المشتركة في إطار التحالف بقيادة السعودية والموضوعات المتصلة بالوضع الميداني.

المبعوث الأممي إلى اليمن قال إن التصعيد في الحديدة "مقلق للغاية"، مضيفاً "نحن على اتصال بالأطراف لتجنب المزيد من التصعيد".

إلى ذلك، حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن الحرب في اليمن ستدخل مرحلة جديدة أكثر تدميراً إذا حاولت القوات المدعومة من أبو ظبي والرياض السيطرة على الحديدة. كما دعت واشنطن إلى عدم منح الضوء الأخضر لحلفائها.

مجموعة الأزمات قالت إن المعركة في الحديدة ستجعل اليمن يدخل على نحو أوسع في ما يمثل أسوأ أزمة انسانية في العالم.

ونقلت وكالة رويترز عن فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة قوله "نخشى أن يؤدي تصاعد القتال في اليمن لتدفق لاجئين على منطقة القرن الأفريقي".

وأضاف غراندي "لا نرى أي حل عسكري للصراع في اليمن". كما حثّ أطراف الصراع في اليمن على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن.

في السياق، أكدت الأمم المتحدة مواصلة العمل في مدينة الحديدة المهددة بهجوم وشيك، مشيرة إلى أنها سحبت بعض موظفيها الدوليين وأبقت على عشرات الموظفين المحليين في المدينة.

الحكومة اليمنية في صنعاء استنكرت قرار الأمم المتحدة سحب وإجلاء موظفيها من الحديدة، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على انسحابها من آثار سلبية وارتكاب مجازر بحق المدنيين اليمنيين.

ودعت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسيف) إلى تجنب هجوم على الحديدة.

وأكدت المديرة التنفيذية في بيان لها أن ما لا يقل عن 300 ألف طفل يعيشون في الحديدة ومحيطها، منبهة من أن خنق شريان الحياة المتمثل في ميناء الحديدة ستكون له عواقب مدمرة على 11 مليون طفل يمني.

كما جددت التأكيد أن 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]