يشكل المتحف الإسلامي الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الاقصى المبارك، وهو الى الغرب من الجامع الاقصى على بعد عشرات الامتار.

ويقول مدير المتحف عرفات عمرو:" المتحف معلم تاريخي من معالم المسجد الاقصى يحكي قصة القدس العتيقة وما تعاقب عليها من عصور ، وقد اسس بقرار من المجلس الاسلامي الاعلى في فلسطين عام 1923 في منطقة الرباط المنصوري وفي سنة 1929 نقل الى مقر الزاوية الغربية المقر الحالي له واصبح جزءا رئيسيا من ساحات المسجد الاقصى ".

ويضيف عمرو :" موجودات المتحف الاسلامي تعبر عن حياة المسجد الاقصى وحياة القدس، فهي متعددة منها الحجري والخشبي والزجاجي والورقي والمعدني والملابس وعلى كل مجموعة معلومات تاريخية تفيد الدارس والباحث والمواطن العادي ."

وتابع قائلا :"نقوم كطاقم فني في المتحف بالاجابة عن كل الاستفسارات للزوار الذين يصل عددهم سنويا قرابة المئتي الف مواطن ولو كان الامر مفتوحا بدون عراقيل الاحتلال لكانت الاعداد اضعاف ما هو موجود ."

ونوه عمرو بان موجودات المتحف الاسلامي مكونة من موجودات معروضة وموجودات مخزونة بشكل علمي كي لا تتلف ، فالمتحف الاسلامي ليس فقط المعروض في قاعاته فهناك مخزون اخر من هذه الموجودات تتحدث عن عراقة وتاريخ المكان ."

ويقول الدكتور يوسف النتشة مدير السياحة والاثار في المسجد الاقصى ان المتحف الإسلامي يعتبر من أول المتاحف التي أنشئت في القدس. ويتميز المتحف الاسلامي بانه يحوي مجموعة من الكنوز الفنية التي قدمت كهدية للمتحف أو تلك التي نقلت من المسجد الاقصى وعمائره بعد إجراء الترميمات رغبة في حفظ هذه التحف في مكان مناسب لتعرض على جمهور أوسع من الزوار والسائحين. لذا فان اغلب تحف المتحف لها علاقة مباشرة بتراث المسجد الاقصى والقدس وفلسطين. وعليه فقطع المتحف نادرة فالمصاحف القيمة مثلا كانت الى فترة قريبة موضوعة في ايدي القراء والمعتكفين بالمسجد للقراءة فيها، والحشوات الخشبية كانت تزين سقف الجامع الاقصى والبلاطات الخزفية كانت تغشي جدران قبة الصخرة المشرفة.

مجموعات المتحف

يضم المتحف الاسلامي نماذج نادرة من التحف الفنية الاسلامية تغطي فترة زمنية تقرب من عشرة قرون، فيوجد فيه تحف من اجزاء مختلفة من العالم الاسلامي تشمل شمال افريقية، و مصر والشام، وتركيا وايران وشرق اسيا. وفي المتحف مجموعة من الأخشاب الأموية وبقايا من منبر نور الدين الذي احرق في 21/8/ 1969 وكنز من الوثائق المملوكية النادرة التي لا مثيل لها في المتاحف الاخرى، بالإضافة إلى مجموعة من قطع المعادن والرخام والبلاطات الخزفية، ولوحات من الكتابات التأسيسية كتبت بخطوط منوعة أشهرها الخط الكوفي والنسخي وخط الثلث.

المصاحف

يحوي المتحف مجموعة نادرة من المصاحف الاسلامية المخطوطة والمجلدة تجليدا فاخرا والمذهبة والتي تعود الى فترات اسلامية مختلفة، وقد كتبت بخطوط منوعة منها الخط الكوفي والمغربي والنسخي والثلث والخط الفارسي، واغلبها ربعات اهديت الى الجامع الاقصى وقبة الصخرة وأوقفت على قراءة القران الكريم من قبل القراء المختصين، اشهرها ربعة ملك المغرب، وربعة السلطان سليمان القانوني، وربعة السلطان العثماني بايزيد، ومصحف السلطان المملوكي برسباي الضخم الحجم، والمصحف الكوفي المنسوب الى الحسن بن الحسين ابن علي بن ابي طالب والمؤرخ للقرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي.

كنز الوثائق المملوكية

وتضم مقتنيات المتحف الاسلامي مجموعة وثائق مملوكية تعود الى اوائل القرن الرابع عشر، يبلغ عددها حوالي الف وثيقة بحالة جيدة، جلها كتب باللغة العربية وقلة لا تزيد عن ثلاثين وثيقة كتبت باللغة الفارسية. وتعرض الوثائق التاريخ الاجتماعي لسكان القدس من زواج وطلاق وميراث وبيع وشراء، وقصص والتماسات، وفرمانات سلطانية، وتكتسب هذه الوثائق اهمية نادرة كون معلوماتها لا ترد في كتب التاريخ العام التي تركز غالبا على الاحداث والتاريخ السياسي والحكام والامراء، فهي مرآة تعكس احوال الناس اليومية في العصر المملوكي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]