تعمّ الوسط العربي حالة من الاستياء والسخط جرّاء الشجارات المختلفة التي وقعت بانحاء البلاد في اولّ يومين من عيد الفطر السعيد.

ووصل عدد الشجارات الى اكثر من 4 شجارات في الناصرة، ام الفحم، عكّا وطبريّا.

مراسل "بكرا" اعدّ هذا التقرير الذي عرض فيه تفسيرات الناس لهذه الشجارات واسبابها.

حزن 

الطبيب النفسي د.محمود جبارين وهو القائم على "قافلة النور" (مشروع فحماوي لمكافحة العنف والنهوض بالمدينة) بحديثه مع بكرا:" قد نابني الحزن للحظات للذي حصل ويحصل في مجتعنا العربي والمقصود مع حصل من عنف في اول ايام وثاني ايام العيد المبارك، ان العنف الذي يحصل له جذور عميقة وهو يعبر ان المجتمع بجميع مكوناته الفردية العائلية والمؤسساتية قد اصابها خلل بنيوي ووظيفي والأمور تذهب الى التازم اكثر ونسأل الله ان لا يكون كذلك، الحلول المجتزئة والترقيعية في حالات الازمات لن تؤدي الى نتيجة فاعلة لهذه الازمات".

وزاد:" الحل يأتي في بناء مشروع متكامل وشامل، قصير الامد وطويل الامد يأخذ بعين الاعتبار عمق الاسباب التي ادت الى ما وصلنا اليه مع تراكم السنين وبالمقابل وضع حلول علمية قابلة للتطبيق، هذا المشروع يجب ان يساهم به افراد المجتمع ومؤسساته الرسمية ٥والغير الرسمية والحزبية بعد ان يعملوا مراجعات عميقة مع أنفسهم أين حصل الخطأ وليس القاء التهم الواحد على الاخر ومحاولة اصلاح الأخطاء، ان الذي يفكر ان الحل سياتي على ايدي شخص سوبر مان او مؤسسة لوحدها مثال بلدية فهو مخطئ من وجهة نظري المتواضعة.من يظن ان المشروع سيكون سهل ولن يواجه صعوبات فهو مخطئ ...فهذا يحتاج الى دراسة معمقة وتفكير من خارج الصندوق وبحاجة لصبر ونفس طويل".

عن السلم الاهلي والعيش المشترك، يقول:" هو محاولة لطرح الحل وهو بحاجة للتشابك بين العقول وتوحيد القلوب للخروج بحلول مبدعة وبأقصر وقت وبتكاليف اقل .حين يحصل التكامل الوظيفي المجتمعي عندها يشفى ويتعافى المجتمع من افاته ويبدأ مرحلة النهوض ويجب التعريف اكثر افراد المجتمع على هذا المشروع ومن ثم ننتقل لمرحلة التمكين والتثبيت، لو كل واحد منّا اضاء شمعة بدل ان يلعن الظلام لوصلنا الى الحلول وقافلة النور طرحت مشروعها وهي لا تدعي بانه وصل درجة الكمال او الشمولية ولكن ممكن نبني عليه ونطوره اكثر".

وأنهى كلامه قائلا:" قافلة النور بدأت المسير وطريق الالف ميل يبدا خطوة ومؤمنين باننا نستطيع ان نفعل بوحدة قلوبنا وتشايك عقولنا وتوكلنا على الله،نؤمن اننا نملك المكان و التراث والتاريخ واللغة والدين والقيم الانسانية فيها ما يوحدننا لمواحهة ازماتنا ونملك من الطاقات والعقول الشبابية ما يؤهل مجتمعنا من الشفاء والنهوض".

لم نرى الخير 

الشابّة الفحماوية فاطمة محاجنة قالت بحديثها مع بكرا:" أولًا كل عام وأنتم بخير، بالرغم من أنّنا لم نعُد نرى آلخَير بعد!منذ بداية العيد ومواقع التواصل الاجتماعي تتناقل أخبار شجارات "طوشات" وحوادث غرق والخ...إكتظاظ في جميع اماكن الاستجمام، درجات الحرارة المرتفعة، عدم الصبر، تلاشي قيم التسامح، عَربَدِة، إنفلات أخلاقي وكثير من الأسباب التي دَفعت لكل هذه المشاكل والمشاجرات.لو كل شخص في حالة حدوث أي مشكلة "إمتَص غضبه" وحاول حلّها بالتفاهم لما وصلنا لهذا الحال!وبالنهاية كل شخص أحدَث المشاكل فهو لا يمثّل الّا نفسه ويكفي لَوْم كل العرب!".

التربية 

من ناحيته، قال المحامي ياسر ابو جامع بحديثه مع بكرا:" باعتقادي هي مشكلة جذرية في التربية أولاً وثانيا في انعدام أماكن ترفيه في البلدان العربية وطبعا ليس من الطبيعي ان نحكم على مجتمع باكمله من حادثة هنا وحادثة هناك وقبل اتهام الشباب بالشغب وأعمال عنف :علينا اولا ان نسأل أنفسنا ماذا عملنا من اجلهم وماذا نقدم لهم من خدمات ترفيهية في جميع بلداننا العربية، ثانياً: التوجيه، غرس الاخلاق الحميدة وفتح مجال لعمل جماهيري للشباب شبه معدوم .هروبهم من مجتمعاتنا والبحث عن مجتمعات غير مجتمعنا نتيجة القصور في حقهم".

وأردف:" باعتقادي التركيز في المدارس على العلامات وعدم معالجة العنف بالعمق . العلاج بالعمق يلزمه تكثيف العمل على غرس الاخلاق الحميدة عند شبابنا وخصوصا في المدارس وبإعتقادي هناك تقصير كبير من الأهالي . وهناك حالة من عدم اللامبالاة وعدم مراقبة الأبناء ونتيجة ذلك الفوضى والعنف".

وأنهى كلامه قائلا:" هناك تقصير من القيادات على كافة المستويات السياسية والدينية - حالة العنف في مجتمعنا لا تحظى باهتمام والاهتمام ان كان يكون شكلي لا أكثر.استئصال حالة العنف في مجتمعنا تحتاج الى عمل وجهد كبير من الجميع وكلٌ من مكانه".

حيز كبير 

من جانبها، قالت صابرين داوود حوّا لـبكرا:" نلاحظ بأن ظاهرة العنف اخذت حيّزا كبيرا في ايّام العيد ولفتت انتباه الجميع ولا سيّما وسائل الاعلام التي سلّطت الضوء على الشجارات التي وقعت لأن العنف الذي كان على شكل بؤر محلية اقتحم الحيّز العام، الطبيعة، السفن، المحلّات التجاريّة وبات قريباً منّا بشكل مخيف.العنف ليس وليد الامس ووصل لمعايير ونسب خياليّة للمرافق بصمت مخيف وتهاون من قبل الشرطة والسلطات الاسرائيلية.هذه المجموعات العنيفة لا تمثّل مجتمعنا العربي لا بأخلاقه ولا بأي امر اخر، لكنّها موجودة بيننا لتزرع الخوف والهلع والتعطيل على اجواء الاحتفالات بالعيد".

اكدّت ان:" علينا ان لا ننسى ان العرب في مختلف اماكن تواجدهم يفتقرون الى المرافق الحياتية والمتنزّهات التي بامكانهم تفريغ طاقاتهم فيها، زد على ذلك الاماكن الغير ملائمة لاستيعاب العرب وترفض استقبالهم اصلاً وعليه تنتج هناك حالة التي فيها ايام العطل والعيد هي من الفرص القليلة التي يستغلّ فيها الناس التنزّه مع التمركز في محلّات معيّنة".

خلُص تعقيبها بالقول الى انّ:" للأسف، الايام الاخيرة اثبتت انّ وضعنا متأزم، مجتمعنا بدون خطة مدروسة وبدون افق وبدون املّ لأي حلّ قريب ومن المفروض ان يتم بلورة خطة مدروسة لمعالجة الامور لأن هذا مؤشر على انّنا نشقّ طريقنا نحو الهاوية".

وقالت السيّدة جيهان سعادة بحديثها لـبكرا:"اذا نريد الاطّلاع على جوهر المشاكل نرى انّها عند جمهور الشباب الضائع الذي لا يعرف دين ولا حياء ولا حتّى حدود الله واكثرهم ينادي بالحريّة الشخصيّة والحريّات. العيد لا يرتبط بتلك الاختلاطات الكبيرة والرحلات الترفيهية واحتساء الخمر واللباس الفاحش وكثر الكلام ان كان سيء او للتحرّش بالفتيات وكلّ ما ذكرته هو سبب رئيسي لإفتعال المشاكل".

وأنهت كلامها قائلة:" العيد من عند ربّنا لنتواصل مع اهل البيت والرحم والزيارات فأصبح من لا يخرج من البيت بنظرهم متخلّف.. اذا اردت ان تتمتّع فأصبر الى ان ينتهي العيد ومن ثم اخرجوا للفسحة لأي مكان تريدوه وبما يرضي الله واذا اردت ان تعيش بسعادة، اتعب على تربية الابناء وفق حدود الله ليلتزموا بالصفات الحسنة والحياء.. فقد اصبحنا عرضة لحديث الكلّ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]